متى يجوز قطع صلة الرحم يتسأل الكثير من المسلمين عن الحالات التي يجب أن يقطع فيها الرحم، حيث أن صلة الرحم من أهم الأمور التي دعنا لها الدين الإسلامي وحثنا عليه، وكذلك يطرح البعض منا بعض التساؤلات عن حكم صلة الرحم للشخص الذي يؤذينا، كما يطرح البعض الكثير من التساؤلات بخصوص صلة الأرحام وفضلها الكبير، لهذا سنقدم لكم في هذه المقالة كل المعلومات المتعلقة بذلك الأمر وفقاً لما جاء به كتاب الله عز وجل وما جاءت به السنة النبوية العطرة.
متى يجوز قطع صلة الرحم
في هذه الفقرة سنوضح لكم إجابة هذا السؤال.
بداية إن قطع الرحم محرم، أما في حالة إن كانت صلة الرحم يترتب عليها ضرر فهي ليست واجبة، مع ضرورة عدم عقد نية الخصام أو القطيعة، بل من باب اجتناب الأذى، مع العلم أن ثواب صلة الرحم في هذه الحالة تكون مضاعفة.
ولصلة الرحم فيه تأدية لأمر من الله عز وجل وقد قال هذا في كتابه سوره الرعد الآية 25 ” وتعالى: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.
ومن ما سبق يتضح لنا أن صلة الرحم هو الأمر الإلهي من عند الله عز وجل ومن يقطعه عليه لعنة الله وله سوء الدار.
وقد ربط الله عز وجل قطيعة الرحم بالإفساد في الأرض، حيث أن الله خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتألف، ونستدل بهذا بقول الله عز وجل ما يلي:
وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ).
عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ الله خلَقَ الخَلْقَ، حتى إذا فرَغَ مِن خَلْقِه، قالت الرَّحِمُ: هذا مقامُ العائِذِ بك مِنَ القَطيعةِ، قال: نَعَمْ، أمَا تَرضَينَ أن أصِلَ مَن وصلَكِ، وأقطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالت: بلى، يا رَبِّ. قال: فهو لَكِ )).
حكم قطيعه الرحم
إن قطيعة الرحم هو أثم عظيم بإجماع العلماء ومن الأدلة على ذلك ما يأتي:
في هذه الفقرة سنوضح لكم حكم قطيعة الرحم المؤذي، وفقاً لما جاء في السنة النبوية العطرة.
إن الإساءة والأذى يعتبر من الأمور التي لا يسقط حق الرحم في الصلاة، حيث أنها من الأجزاء من الممكن أن يتم التجاوز عنها، فالوصل الحقيقي هو الذي من يصل من يقطعوا ويصل كل شخص أساء إليه.
وعن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قال (ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصلة).
لهذا في حالة إن حدث ضرر بالواصل في دنياه أو دينه فلا حرج عليه من أن يقطع.
ولكن يجب عليه الصبر والاحتساب للأجر من عند الله، وهذا أفضل من القطيعة فمن وصل رحمه من المسيئين فإن الله عز وجل يعينه عليهم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أن رجلاً جاء للرسول : (يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرَابَةً أَصلة وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقالَ: لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ)
حكم قطيعه الرحم سيء الخلق
هل للشخص سيء الخلق يجب أن يتم قطع صلة رحمه؟ هذا ما سنوضحه لك في الفقرة التالية.
إن سوء الخلق لا يعتبر مبرر شرعي لقطع الرحم، حيث أن أعظم السيئات عند الله هي الشرك بالله .
ومع ذلك أجازه الرسول عليه الصلاة والسلام أن نصل رحم المشركين.
و عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وهي مُشْرِكَةٌ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: وهي رَاغِبَةٌ، أفَأَصِلُ أُمِّي؟ قالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ)
حكم صلة رحم غير المسلمين
هل يجوز صلة رحم غير المسلمين؟ هذا ما سنوضحه لكم في الفقرة التالية.
ذهب أغلب الفقهاء إلى جواز صلة الرحم لغير المسلمين هذا لأن الله عز وجل لم ينهي المسلمين عنه ما داموا غير محاربين.
فقد قال عز وجل في كتابه (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنه: ((أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رأى حُلَّةَ سِيَراءَ -يعني: تباعُ عند بابِ المسجدِ- فقال: يا رَسولَ اللهِ، لو اشتريتَ هذه فلَبِسْتَها يومَ الجُمُعةِ وللوَفدِ إذا قَدِموا عليك! فقال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّما يَلبَسُ هذه مَن لا خلاقَ له في الآخِرةِ. ثمَّ جاءت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منها حُلَلٌ، فأعطى عُمَرَ حُلَّةً، فقال عُمَرُ: كَسَوْتَنيها يا رَسولَ اللهِ، وقد قُلْتَ في حُلَّةِ عُطارِدٍ ما قُلْتَ؟! فقال رَسولُ اللهِ: إنِّي لم أكْسُكَها لِتَلْبَسَها، فكساها عُمَرُ أخًا له مُشرِكًا بمكَّةَ )).
عقوبة قطع الرحم
لقد حذر الله ورسوله من قطع الرحم، لذلك كل من يقطع رحمه سيكون معرض للعديد من العقوبات الإلهية منها:
لن يقبل الله عمله حيث أن الله عز وجل لا يرفع له أعماله.
وتغلق ابواب السماء أمام قاطع الرحم.
وعدم نزول رحمة الله عليه.
وإن العقوبة لقاطع الرحم في الدنيا قبل ما تأتي في الأخرة.
فوائد صلة الرحم
لصلة الرحم الكثير من الفوائد والمميزات، ولعل أهم الفوائد ما يلي:
تقوية الروابط الأسرية، وتحسين الحياة المجتمعية.
تزيد من الترابط والمحبة بين الأهل.
لها العديد من الفضائل التي وجها لنا الشرع.
فيه عبادة لله عز وجل، وطاعة لرسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.
وإلى هنا عزيزي القارئ نكوم قد أوضحنا لكم إجابة التساؤل بخصوص متى يجوز قطع صلة الرحم ونكون قد أوضحنا لكم حكم صلة الرحم لغير المسلمين، وحكم قطع الرحم المؤذي، ونكون قد أوضحنا لكن فوائد صلة الأرحام، وعقوبة كل من يقوم بقطع رحمه، وننصحكم في نهاية المقالة بأن نصل رحمنا ونسأل الله عز وجل أن لا يجعلنا من قاطعي الأرحام.
