ما هي حقوق الجار ؟ ، حيث شرع الدين الإسلامي لنا نظاماً فريداً من أجل ضمان تلاحم المجتمع المسلم وتراحمه، كما أنه شرع لنا الحقوق والواجبات المطلوبة بين أبناء المجتمع الإسلامي بمختلف تكويناته، سواء في المنزل أو مع الأسرة أو الحي أو المدينة أو الدولة ككل، وذلك من أجل الحرص على المجتمع ولضمان تطور المجتمع وسعادته، وذلك في حال التزام كل منا بالحقوق التي عليه ويقوم بأدائها على النحو الأكمل، من أجل تحقيق السعادة للفرد وللمجتمع، ولأن الجار هو أقرب الناس سكناً وهو الأكثر معرفة بظروف جاره، لذا كان للجار أهميته العظية وفضله الأعظم، فالجار الذي يتمتع بحسن الخلق والدين يعتبر من اهم أسباب السعادة للإنسان ومن أسباب الراحة بالمنزل.
حقوق الجار وواجباته ، كان العرب قديماً حتى قبل الإسلام يتفاخرون بحسن الجوار، حيث كانوا يتباهون بإكرامهم للجار وإحسانهم إليهم وأدائهم لواجبات الجار على أكمل وجه، ويصل حد الجوار حتى الجار الـ40 وذلك في رأي الحنابلة والشافعية، بينما المالكية فيرون أن الجار هو الذي يكون ملاصقاً للدار من أي اتجاه ولا يوجد بينهما فاصل كبير كالنهر أو السوق، فيكون كلاهما متقاربان من بعضهما البعض.
الجوار هو الملاصق أو المجاور بالسكن، وللجار حقوقه على جاره، فالجار هو الشخص أو العائلة التي يكون موضع سكنها قريباً منك، مهما كانت طبيعة أو ديانة هذا الشخص، فلابد من حسن الخلق أثناء معاملته، حيث أن رسول الله أوصانا بالجار.
“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره”.
“ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به”.
“اتق المحارم تكن أعبد الناس، وأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ولا تكثر الضحك فإن الضحك تميت القلب، وكن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً”.
“سئل رسول الله أي الذنب عند الله أكبر؟ قال { أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا, وَهُوَ خَلَقَكَ . قُلْتُ ثُمَّ أَيُّ? قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ . قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ? قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ”.
لحقوق الجار على جاره ثلاثة مراتب وأدنى مراتب هذه الحقوق هو أن يقوم الجار بكف الأذى عن جاره ثم يتحمل هذا الأذى عنه والمرتبة الأخيرة وهي الأعلى والأكمل أن يكرم الجار جاره وأن يحسن إليه.
أما عن المرتبة الأولى فهي أقل المراتب درجة وهي أن يكف الجار الأذى سواء بالقول أو الفعل عن جاره، وأن يتجنب إذاء جاره من خلال تجنب الإمتناع عن التطلع إلى محارم جاره وغض النظر عن نسائه، وألا يتتبع عورة الجار أو يتصنت عليه ويتجنب التجسس على أحواله وكشف سره، وألا يخوض في الوقيعة في الأعراض، وأن يتجنب السعي في فساد حياة جاره، وألا يذيع عيوبهم ويكتم مزاياهم وخيرهم، وعلى الجار أن يتجنب رفع صوت الآلات وتجنب الأصوات العالية والمزعجة بخاصة وقت الراحة والنوم، وأن يتجنب وضع الطيور أو الحيوانات التي تتسبب في أذى جاره.
النوع الأول وهو الجار المسلم ذو الخلق والدين، وتتعدد أنواع الجيران بحسب الديانة وبحسب الطاعة وينقسم لعدد من الأنواع وهي: