تعرف من خلال مقالنا على عقاب البخيل عند الله فالبخل هو امساك اليد عن الانفاق وهو رذيلة لها عواقب وخيمة على الانسان سواء في حياته او بعد مماته وفي الاخرة. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذم البخل غي القراءن الكريم في عدد كبير من الايات القرانية. ويحدث البخل نتيجة بعض المفاهيم والموجودات التي تؤدي الى امساك النفس عن الانفاق وقد جاء في القراءن الكريم في التحذير من البخل في قوله تعالى في سورة التغابن وسورة الحشر قال الله تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9] [التغابن:16].
• وقد ورد لفظ البخل في القراءن الكريم تحت عدد من التصريفات وهي ستة الفاظ مشتقة من الفعل بخل وهي بخل [وجاء ذكره في القراءن الكريم مرة واحدة]، بخلوا [وجاء ذكره في القراءن الكريم مرتين]، تبخلوا [وجاء ذكره في القراءن الكريم مرة واحدة]، يبخل [جاء ذكره في القراءن الكريم ثلاثة مرات]، يبخلون [جاء ذكره في القراءن الكريم ثلاثة مرات]، البخل [جاء ذكره في القراءن الكريم مرتين].
• وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد من الاحاديث النبوية من السنة النبوية الشريفة التي تذم البخل والشح وتظهر عقابه عند الله تعالى. ومن هذه الاحاديث الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإِيَّاكُمْ والشُّحَّ ، فإنَّهُ دعا من كان قبلَكُمْ فَسَفَكُوا دِماءَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَقَطَّعُوا أَرْحامَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا حُرُماتِهمْ» (صحيح الترغيب [2603]).
• كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن لا سيئ الملكة» (حسنه الترمذي [10/414]) كما انه قد جاء في رواية «ولا جبار» وفي رواية ” «ولا منان». وقد قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات…فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه» (صحيح الترغيب، حكم المحدث: حسن لغيره).
• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذم البخل «مثلُ البخيلِ والمنفقِ، كمثلِ رجلينِ عليهما جُبتانِ منْ حديدٍ، منْ لدنْ ثدييهمَا إلى تراقِيهما، فأَما المنفقُ: فلا ينفقُ شيئًا إلا مادتْ على جلدِهِ، حتى تُجِنَّ بَنانَهُ وتَعفُوَ أثرَهَ. أمَّا البخيلُ: فلا يريدُ إلا لزمتْ كلُّ حلقةٍ موضعَها، فهوَ يوسعُها فلا تتسعُ. ويشيرُ بإصبعهِ إلى حلقِهِ» (صحيح البخاري [1239]).
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خصلتان لا يجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق» (صحيح الترغيب [2608]، حكم المحدث: صحيح لغيره). – وقال صلى الله عليه وسلم: ” «اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى ارذل العمر» (صحيح النسائي [5462]).
• وقال صلى الله عليه وسلم: «إيَّاكُم والظُّلمَ فإنَّ الظُّلمَ ظلُماتٌ يومَ القيامةِ، والشُّحَّ، فإنَّما أَهْلَكَ مَن كانَ قبلَكُم الشَّحُ أمرَهُم بالكذِبِ فكذَبوا وأمرَهُم بالظُّلمِ فظَلموا وأمرَهُم بالقطيعةِ فقَطَعوا» (تخريج الحنائيات [2/1197] – وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع » (صحيح ابن حبان [3250]).
• حذر الله سبحانه وتعالى من عقوبة البخل في الدنيا بأن يلقي عذاب شديد وأليم في الاخرة جظاء ما كانوا يفعلون. وقد جاء في قول الله تعالى في سورة النساء وفي سورة الحديد قوله تعالى والغنى {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء:37]{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد:24].
• كما جاء في سورة الحشر {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]. كما انه جاء في سورة التغابن قوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن:16]،
• جاء في القراءن الكريم قول الله تعالى عن القوم البخلاء بأنه يخلف مكانهم قوم اخرين لا يبخلوا في الانفاق مثل ما يفعلوا. وقد جاء في سورة محمد في قوله تعالى {هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم} [محمد:38].
• جاء في القراءن الكريم في بيان لعقاب الله سبحانه وتعالى للشخص البخيل بان يصعب الله تعالى للشخص البخيل اموره وهو ما جاء في سورة الليل في قوله تعالى {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى . وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل:8-11]
• جاء تحذير الله سبحانه وتعالى في القراءن الكريم من ان البخل هو شر يؤدي بالمسلم الى العذاب الاليم. وقد جاء ذلك في سورة ال عمران في قوله تعالى يقول الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران:180].