نتناول في هذا المقال ماذا بعد رمضان خطب مكتوبة فتابعونا. نتسابق جميعاً في رمضان في الطاعات والعبادات وأعمال الخير طمعاً في تحصيل أجر عظيم من الله سبحانه وتعالى. وما أن ينتهي رمضان حتى يعود الجميع إلا من رحم ربي للانشغال بالدنيا وترك ما ألفته نفسه من طاعات وعبادات. واليوم على موقع موسوعة نتناول سوياً ما يتوجب على المسلمين فعله بعد انتهاء رمضان.
ماذا بعد رمضان خطب مكتوبة
اكتشاف النفس في رمضان
شهر رمضان يمثل فرصة عظيمة لكل مسلم حتى يكتشف نفسه وما توسوس له بعيداً عن وسوسات الشياطين.
فيجدر بالجميع مراقبة أنفسهم لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء تقصيرهم في العبادات، هل هي نابعة من قرارة أنفسهم أم هي بالفعل من وسوسات الشياطين، حتى يتمكن المرء من تحديد ما يستلزم عليه فعله هل هو الاستعانة بالله على وسوسات الشياطين ومحاولة التغلب عليها أكثر، أم يستلزم الأمر وقفة مع النفس التي تأمره بالسوء.
ومما يدعي الأسف هو عدم انتباه الكثيرين لهذه الفرصة العظيمة وتضييعها على أنفسهم، فيدخلون رمضان غرباء مع أنفسهم ويخرجون منه ولم يحرك فيهم ساكناً لتغيير أنفسهم.
العبادة في رمضان
تتجلى في النفوس عظمة العبادة والتقرب لله سبحانه وتعالى في رمضان، فتعج الأجواء من حولنا بالذكر وترتفع أصوات المساجد بالدروس الدينية أو إقامة الصلوات.
فيتشجع المسلمون خلاله للصلاة وتلاوة القرآن أسوة بمن حولهم، ويستحي فيه العصاة من أصحاب الفطرة السليمة من الله فيحاولون التقرب منه.
وبذلك تجد الحالة العامة التي تسود مجتمعات المسلمين هي الذكر والعبادة والبعد عن المحرمات، واجتناب كل ما لا يرضي الله، ولكن بعد انقضاء رمضان تنقلب الأحوال ما بين ليلة وضحاها.
ماذا بعد رمضان
بإنقضاء آخر أيام شهر رمضان المبارك يعود الجميع لممارسة حياتهم كما اعتادوها من قبل، كأن رب رمضان يختلف عن رب ما تبقى من شهور السنة والعياذ بالله.
فمن ترك المحرمات يعود لها، ومن التزم بالصلاة يتركها تلقائياً مع آخر أيام رمضان، ومن تحشمت في لباسها تتخفف منه عقب إعلان رؤية العيد، متجاهلين بأن هذه المحرمات يحاسب الله عليها الإنسان والبعد عنها لا يرتبط بشهر معين، فما يجب على المسلمين هو عبادة الله واتباع أوامره في كل الأوقات وليس في شهر رمضان فقط.
عقب رمضان يبدأ جهاد النفس الحقيقي فيتوجب عليك مجاهدة نفسك ومجاهدة وسوسة الشيطان، وهو أمر عظيم على النفس لذلك لا يدخل الجنة من عباد الله إلا من يستحقونها، ولذلك أيضاً الجنة درجات وبحسب اجتهادك تحصل درجتك عند الله.
إذا صعب عليك تلاوة القرآن بكثرة كما في رمضان فتمسك بجزء واحد يومياً على الأقل، إن كان رمضان سبباً في التزامك بالصلوات الخمس في مواقيتها فجاهد نفسك للحفاظ على هذا التقدم، وهكذا في كل أمر تركته ابتغاء مرضات الله في رمضان جاهد نفسك للمداومة عليه.
لا تجعلوا ما بعد رمضان هو خطوات تعود بكم للوراء، وتضيعوا بها على أنفسكم ما جنيتموه من حسنات، وما لمستموه من راحة وطمأنينة من التقرب لله عزو وجل.
فالعبادة هي الفطرة التي خلقنا لها كما جاء في قوله تعالى :”وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” فليست أمراً من المفترض أن يأتي طارئاً ويرتبط بشهر معين أو بضائقة نمر بها.
فاجعلوا رمضان هو شهر زراعة الأعمال الطيبة في النفس، حتى تجنوا ثمارها طوال العام.