شرح حديث من ادرك رمضان ولم يغفر له ، يعد هذا الحديث من أشهر الأحاديث التي تنتشر كثيرًا عن شهر رمضان المبارك، فيتداوله ويتناقله الكثير من المسلمون قبل الشهر الكريم، وخلاله،حرصًا منهم على تحفيز من يقوم بسماعهم على الاستعداد التام لاستقبال شهر رمضان الكريم، وعلى الاجتهاد في ما سيقومون به من عبادات، وطاعات في هذا الشهر المبارك، من صلاة، وصيام، وبر للوالدين، وصلة الأرحام، وغيرها الكثير رمن العبادات،فما معنى هذا الحديث، وهل هو حديث صحيح في سلسة سنده، وهل هو صحيح في متنه أم لم يرد هذا المتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما هو الصحيح، هذا ما سوف نعرضه اليوم من خلال هذا المقال من موسوعة.
هذا الحديث موضوع، ودخيل على السنة النبوية؛ فلم يرد حديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المتن :”خاب، وخسر من أدرك رمضان ولم يُغفر له”.
ولكن ما ورد بهذا المعنى في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفت متونه؛ نظرًا لاختلاف رواياته، ونذكر من هذه الروايات.
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: “آمين آمين آمين قيل: يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين قال: إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن أدرك أبوية أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين”. هذا حديث صحيح.
ورد في صحيح الترمذي،عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة”.
هو حديث صحيح لغيره في درجته، وجاء هذا الحديث كالآتي:
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” احضروا المنبر”، فحضرنا.
فلما ارتقى درجة قال:” آمين”.
فلما ارتقى الدرجة الثانية قال: “آمين”.
فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال: “آمين”.
فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه.
قال إن جبريل عرض لي فقال “بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له”.
قلت “آمين”
فلما رقيت الثانية قال “بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك”ز
فقلت “آمين”.
فلما رقيت الثالثة قال “بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة”.
قلت:” آمين”.
رُوي في حديث حسن عن الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رقي المنبر، فلما رقي الدرجة الأولي قال: “آمين”، ثم رقي الثانية فقال: “آمين”، ثم رقي الثالثة فقال: “آمين”
فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول: “آمين”ثلاث مرات
قال: “لما رقيت الدرجة الأولي جاءني جبريل فقال: شقى عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: “آمين”.
ثم قال: شقى عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت: “آمين”.
ثم قال: شقى عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك.
فقلت: “آمين”
تعددت روايات هذا الحديث الشريف لكن كل ما ورد له نفس التعاليم التي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُرشدنا إليها من خلال حديثه.
يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الحديث أن ينبهنا إلى مدى أهمية أداء العبادات، والطاعات في شهر رمضان المبارك مع إخلاص النية فيها ليتقبلها الله سبحانه وتعالى، وأنه من تخاذل عن اغتنام الشهر الكريم، وأداء العبادات فيه؛ فإنه شقي.
وينبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهمية البر بالوالدين، فيرضى الله سبحانه وتعالى على من يرضى عنه أبواه، ومن مدى أهمية بر الوالدين عند الله أن جعل برهما بعد عبادته ووحدانيته سبحانه وتعالى في آياته في القرآن الكريم.
كما يحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على أهمية الصلاة عليه، وخاصةً عندما يتم ذكر اسمه في أحد المجالس.
وبقوله صلى الله عليه وسلم”رغم أنف عبد” يدل على مقدار الذل والشقاء الذي سيلقاه العبد جراء عدم اغتنام شهر رمضان المبارك، وعدم البر بوالديه، وعدم صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره.
فيذكر الحديث جمع من الفضائل التي من شأنها أن تدخل العبد الجنة، وتركها يُهلك العبد تمامًا.