سورة النجم واحدة من سور القرآن التي تخاطب العقل بحجج منطقية متتابعة واحدة تلو الأخرى معلنة ربانية الله وحده لا شريك له في الملك. قرأها رسول الله على الملأ في مكة في أحد الأيام وعلى غير العادة انتبه له كل من كان في الكعبة من كفار يتعبدون لأصنامهم، وانصتوا له حتى انتهى من قراءتها فسجد وسجد معه كل من حوله في منظر تقشعر له الأبدان، برغم إنكارهم لاحقاً سجودهم تأثراً بما جاءت به. اليوم على موقع موسوعة نقدم لكم بإيجاز تفسير سورة النجم، وأسباب نزولها.
أسباب نزول سورة النجم
نزلت سورة النجم على قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وتحتل الترتيب الثالث والخمسون بين سور القرآن الكريم، بمجمل عدد آيات اثنان وستون آية.
أما عن سبب نزولها إيذاء المشركين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وافترائهم عليه بأنه يؤلف آيات القرآن ويلقيها عليهم حتى يسحر الناس بها، فليس نبي ولا مختار، ولا يوجد وحي ينزل عليه خصيصاً بكلام الله.
فجاءت سورة النجم تؤكد في آياتها بأن القرآن هو من عنده الله وحده، وأن محمد هو نذير ونبي بعثه الله للناس رحمة بهم حتى يهديهم للحق، وما يدعيه المشركين هو ضلال.
فيما عدا قوله تعالى :”أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى *أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى” قيل أنها نزلت في سعد بن المغيرة حين سأله قومه ما أجبره على ترك دين آباءه وأجداده، فأجابهم بأنه يخشى عذاب الله فأقنعه أحدهم بأن يعطيه مالاً وسيتحمل عنه عذاب يوم القيامة، فما كان له إلا أن فعل كما أشار عليه.
سورة النجم تفسير
سورة النجم من الآية 1 حتى الآية 18
يبدأ سبحانه وتعالى آياته بالقسم بالنجم بأن محمد هو نبي من عند الله لم يضل عن طريق الحق، ولم يخرج للناس ليغويهم.
وما ينطق بكلمة من نفسه ، فكل ما ينطق به من قرآن وسنة هو من عند الله سبحانه وتعالى، علمه إياه ملك قوي وهو سيدنا جبريل -عليه السلام- وتصفه الآيات بأنه حسن الهيئة يتنزل على رسول الله حاملاً معه وحي ربه إلى النبي.
وما كان رسول الله ليكذب ما يراه بعينه من عظيم قدرة الله حينما عرج للسماء، فتستنكر الآيات كيف أن المشركين يريدونه أن يكذب ما رأى من آيات الله الكبرى التي تدل على عظيم شأنه، ومدى قدرته.
سورة النجم من الآية 19 حتى الآية 62
ثم تتابع الآيات موجهة تساؤل للمشركين بماذا نفعهم أو ضرهم ما يعبدوه من أصنام، وكيف يجعلون لله إناثاً ولهم الذكور وهم يدفنون بناتهم ولا يرضونها.
وما تلك الأصنام إلا أسماء سميتموها لا تملك ضراً ولا نفعاً، ولا تشفع لأحد منكم من عذاب الله، وأن الملائكة لا تشفع لحد إلا بإذن الله.
ومن لا يؤمنون بالآخرة يعتقدون جهلاً من أنفسهم بان الملائكة إناث، ولا يملكون فيما يدعون سوى ظنونهم، لذا يأمر الله نبيه بأن يعرض عمن ينكر ذكر الله.
وان الله يملك ما في السماوات والأرض وسيجزي كل مرء بما قدمت يداه، ثم يذكر من فدى نفسه بماله بأنه لا يحمل أحد ذنب أحد وكل فرد يأتي يوم القيامة فيجازى على ما فعل.
وفي الآيات اللاحقة يعرض سبحانه وتعالى مظاهر قدرته بانه يحي ويميت، يجعل من يشاء غنياً ومن يشاء فقير، يهب الذكور والإناث، وهو الذي يبعثهم يوم القيامة بعدما أماتهم.
ويضرب لهم مثلاً كي يعتبروا ويتفكروا بما أصاب قوم عاد وثمود وغيرهم من الأمم بكفرهم وعصيانهم.
مؤكداً مرة أخرى بأن محمد -صلى الله عليه وسلم- هو نذير يرشد الناس لطريق الهداية، مستنكراً عليهم سخريتهم من القرآن الكريم.
حتى آخر آية فيها التي يأمر الله الناس بها بالسجود له، وان يعبدوه وحده لا شريك له.
