تقدم موسوعة فيما يلي دعاء الاستسقاء وطريقة أداء صلاته وهي من الصلوات المستحبة لدى الله تعالى يتقرب فيها العبد من ربه وهي من السنن المؤكدة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وتتفق مع بعض الصلوات مثل صلاة العيد من حيث عدد الركعات والتكبير وكذلك فكلاً منهما صلاة جهرية.
يكون الدعاء عنصر أساسي فيها يقوم على طلب نزول المطر في أرض بعيدة كالصحراء التي توقف فيها الغيث بعيداً عن المناطق السكنية كما كان يفعل الحبيب المصطفى قدوتنا وأسوتنا، يمكن أن تؤدى تلك الصلاة في جميع الأوقات ما عدا التي ورد عنها الكراهية وسوف نوضح ذلك تفصيلاً مع ذكر أفضل أدعية يمكن أن تقال بها وتكون مستجابة بأمر الله.
دعاء الاستسقاء
تقال أدعية الاستسقاء في صلاة تحمل ذات الاسم وتقوم على خطوات محددة لأدائها كما ورد عن نبينا الكريم وهي ركعتان في الأولى يبدأ الإمام بتكبيرة الإحرام يليها سبع تكبيرات ثم قراءة الفاتحة وسورة الأعلى وإنهاء الركعة كالمعتاد، وفي الركعة الثانية يتم فيها التكبير خمس تكبيرات بعد قراءة الفاتحة وسورة الغاشية وإكمال الركعة ثم التسليم.
بعد ذلك يبدأ الإمام في إلقاء خطبة صلاة الاستسقاء يحث فيها المصلين وجميع المسلمين على خشية الله والتقرب إليه سبحانه بشتى الوسائل والطرق والإكثار من العبادات والطاعات والقيام بالأعمال الصالحة، ثم يقوم بتقليب عباءته ويتبعه في ذلك المصلون ثم يبدأ في الدعاء وهو ما سوف نذكر بعضاً منه مجاباً بأمر الله:
اللهم يا مغيث أنزل علينا غيثاً يسقي أرضنا وأنعامنا، وهب لنا البركة في ذرياتنا، وبارك لنا في أنفسنا وذرياتنا، يا مغيث يا غفار أغثنا واغفر لنا، أنزل علينا يا أرحم الراحمين رحمتك وعفوك فليس لنا فلاح ولا نجاح سوى برحمتك يا رب العالمين.
اللهم اكفنا العري والجوع والفقر والضيق والضنك، اللهم ليس من كاشف للبلاء سواك وليس لنا من نرجو رضاه فإن رزقتنا شكرناك وإن زدتنا حمدناك فالأمر كله بيده فاسقنا غيثاً هنيئاً واكتبنا من الشاكرين.
صيغة دعاء الاستسقاء
قالت السيدة عائشة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه خرج حين ظهر حاجب للشمس فجلس أعلى المنبر وبدأ في التكبير وحمد الله عز وجل وقال (إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ وَاسْتِئْخَارَ المَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوهُ وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُ).
ثم قام الحبيب المصطفى برفع يديه الشريفتين عالياً إلى السماء ثم أدار للناس ظهره وأخذ يحول ويقلب رداءه وهو رافع يديه بالدعاء فأقبل إليه المصلون وقاموا بصلاة الاستسقاء فبدت في السماء سحابة رعدية برقت ثم نزل الغيث فلم يأت مسجده إلى أن سالت السيول فحينما رأى سرعتها ضحك عليه الصلاة والسلام حتى ظهرت نواجذه.
دعاء الاستسقاء طويل
يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا مغيث يا قيوم، الله إننا بحاجة نظرك إلينا بعين الرحمة وليس بعملنا فإن أخذتنا بعملنا وذنوبنا هلكنا، وإن أنزلت بنا رحمتك نجونا في الدنيا والآخرة، اللهم ذلل لنا سحباً كثيفة وغيثاً مباركاً تنمو به زروعنا وترتوي به قلوبنا واجعل لنا اللهم به دعاءً مستجاباً تتحقق به أمنيات فاضت بالقلوب.
قال رسولنا الكريم (اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا غدَقًا، مجلِّلاً عامًّا، طبقًا سحًّا دائمًا، اللهم اسقِنا الغيث، ولا تجعَلْنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخَلْق من اللأواءِ والجَهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك، اللهم أنبِتْ لنا الزرع، وأدِرَّ لنا الضرع، واسقِنا من بركات السماء، وأنبِتْ لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجَهدَ والجوع والعُرْيَ، واكشف عنا مِن البلاء ما لا يكشفه غيرُك، اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفارًا؛ فأرسلِ السماءَ علينا مِدرارًا).
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاء إليه المسلمون يشكون انقطاع الغيث وعطش البهائم ومرضهم واقتراب موتهم (اللهم اسقِ عبادَك وبهائمك، وانشُرْ رحمتَك، وأحيِ بلدَك الميت).