يوم عرفة من أفضل الأيام المستحب فيها الدعاء والإكثار منه أيضًا، فيوم عرفة من أعظم أيام ذي الحجة، ولهذا اليوم العديد من الفضائل المختلفة، وتم الاستدلال على فضل هذا اليوم وفضل وأهمية الدعاء فيه من خلال عدد كبير من الأحاديث الشريفة التي وردت في السنة النبوية.
ويُفضل ويستحب الدعاء في هذا اليوم لكافة المؤمنين والمسلمين سواء إن كانوا من الحجاج أم لا، وهذا الأمر يتم التساؤل عنه بكثرة، ففضل يوم عرفة وفضل الدعاء فيه لا يقتصر على الحجاج فقط، بل يشمل الحجاج وغير الحجاج الموجودين في مختلف الأماكن حول العالم.
وهذا الأمر تم الاستدلال عليه من خلال مختلف الأحاديث الشريفة الواردة في السنة النبوية، فقد ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين:
"خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون مِن قَبلي لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ له الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ".
وورد أيضًا عن عبد الله بن عمر:
"ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ".
كما قال الله تعالى في الآية رقم 186 من سورة البقرة:
أي أن الله يسمع دعاء كافة عباده في أي مكان في العالم بالكامل، فهو أقرب إلينا من حبل الوريد، وهذا دليل على أن الدعاء يوم عرفة يصح للحجاج ولغير الحجاج أيضًا.
يوم عرفة أحد أفضل الأيام عند الله تعالى، وفي هذا اليوم يُفضل الإكثار من الدعاء في كل الأوقات، ويبدأ الدعاء في هذا اليوم بداية من بدء ليلة يوم عرفة، وحتى غروب الشمس في هذا اليوم، فاليوم بأكمله يصلح للدعاء سواء للحجاج أو لغير الحجاج.
فعلى الرغم من أن الحج فريضة إلا أنه لمن استطاع إليه سبيلاً، لذلك من لم يستطع الحج، فيستطيع الدعاء في يوم عرفة بداية من بدء اليوم وحتى انتهاءه، فالدعاء في هذا اليوم مستجاب لكافة عباد الله، فمنذ بداية ليلة عرفة ومنذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس يجب أن يقوم عباد الله باستغلال كل ثانية وكل دقيقة في الدعاء.
أفضل أعمال يوم عرفة لغير الحاج
هناك الكثير من الأعمال الواجب والمستحب فعلها للحجاج في يوم عرفة، كما يوجد الكثير من الأعمال المستحب فعلها من قبل غير الحاج في هذا اليوم أيضًا، ففضل وثواب هذا اليوم يشمل كافة عباد الله الحجاج وغير الحجاج.
ففي هذا اليوم من أفضل الأعمال المستحبة الصيام، سواء للحاج أو لغير الحاج، ولكن الأولى لغير الحاج ان يُفطر، واستدل على ذلك من خلال ما ورد عن لبابة بنت الحارث أم الفضل:
"شَكَّ النَّاسُ في صِيَامِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَرَفَةَ، فأرْسَلْتُ إلَيْهِ بإنَاءٍ فيه لَبَنٌ فَشَرِبَ، فَكانَ سُفْيَانُ رُبَّما قالَ: شَكَّ النَّاسُ في صِيَامِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَرَفَةَ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ أُمُّ الفَضْلِ فَإِذَا وُقِّفَ عليه، قالَ: هو عن أُمِّ الفَضْلِ".
وفي رواية آخرى لأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث أنها قالت:
"إنَّ النَّاسَ شَكُّوا في صِيَامِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَرَفَةَ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ مَيْمُونَةُ بحِلَابِ اللَّبَنِ، وَهو وَاقِفٌ في المَوْقِفِ، فَشَرِبَ منه وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إلَيْهِ".
أما الصيام مستحب بشكل كبير لغير الحجاج، فصيام هذا اليوم يقوم بتكفير ذنوب السنة الماضية، والسنة الباقية، وهذا الأمر تم الاستدلال عليه بما ورد عن أبو قتادة الحارث بن ربعي عندما تم السؤال عن صيام يوم عرفة:
"سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ".
كما يُفضل في هذا اليوم الدعاء بكثرة، وبمختلف الصيغ، وفي كل الأوقات بداية من بدء ليلة اليوم وطلوع الفجر، وحتى غروب الشمس، ويُفضل في هذا اليوم بدء كافة الدعاء بحمد الله والثناء عليه وشكره، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، وذلك لما لهذين الفعلين من فضل في استجابة الدعاء.
يُفضل أيضًا في هذا اليوم ذكر الله كثيرًا بشتى الطرق، وذلك من خلال التحميد والتهليل والتكبير، كما يُفضل الإكثار من لا إله إلا اله الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ويُفضل أيضًا قول الحمد لله، والشكر لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله كثيرًا.
ومن الأعمال المستحبة كذلك في يوم عرفة الاستغفار كثيرًا مثل قول: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ومن كل ذنب ظننته هين وهو عندك عظيم، أو مثل قول: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، أو مثل قول: استغفر الله فقط.
يُفضل أيضًا في هذا اليوم تجنب فعل كافة المعاصي بمختلف أنواعها، كما يُفضل قضاء جميع الصلوات في أوقاتها، وذلك امتثالاً لأوامر الله، ويُفضل كذلك الحرص على صلاة الجماعة، والالتزام بآداب الصيام.
مُستحب في يوم عرفة إخراج الكثير من الصدقات، وقراءة القرآن أيضًا، فالثواب في هذا اليوم مضاعف، والله يضاعف لمن يشاء، لذلك يُفضل القيام بكافة الأعمال التي تُساعد في التقرب من الله.
من الأعمال المستحبة في هذا اليوم أيضًا الدعاء بظهر الغيب لكافة المسلمين والمسلمات، ولموتي المسلمين والمسلمات أيضًا، كما يُفضل ذكر الأمة الإسلامية كلها في الدعاء، وبذلك سيتم مضاعفة الأجر والثواب.
يُفضل الاستماع للقرآن، والتدبر في آيات الله، وفي الذكر أيضًا.
يُفضل قول لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، ويستحب الإكثار من هذا القول كثيرًا.