عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال:
“سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُهِلُّ مُلَبِّدًا يقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لكَ، لا يَزِيدُ علَى هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ. وَإنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا كانَ يقولُ: كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَرْكَعُ بذِي الحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ إِذَا اسْتَوَتْ به النَّاقَةُ قَائِمَةً عِنْدَ مَسْجِدِ ذِي الحُلَيْفَةِ، أَهَلَّ بهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ. وَكانَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْهما- يقولُ: كانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- يُهِلُّ بإهْلَالِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- مِن هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ، ويقولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ في يَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ”.أخرجه البخاري باختلاف يسير.
والحديث الذي رواه عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:
أنَّ عَبْدَ اللهِ لَبَّى حِينَ أَفَاضَ مِن جَمْعٍ، فقِيلَ: أَعْرَابِيٌّ هذا؟ فَقالَ عبدُ اللهِ: أَنَسِيَ النَّاسُ أَمْ ضَلُّوا؟! سَمِعْتُ الذي أُنْزِلَتْ عليه سُورَةُ البَقَرَةِ يقولُ في هذا المَكَانِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.
هناك العديد من الأقوال التي وردت عن العلماء في حكم التلبية في الحج والعمرة ومن أبرز ما ورد ما يليك
قول الشيخ ابن عثيمين:
قول الشيخ ابن باز:
قول الحافظ بن حجر:
حكم الدعاء بعد التلبية في الحج والعمرة هو سنة عن رسول الله، وأمر مستحب كما كان يفعل رسول الله ويفضل أن تسأل الله الجنة وتستعيذ به من النار، كما جاء في الصحيح أن النبي إذا فرغ من تلبيته سأل الله الرضوان والمغفرة واستعاذ من الله من النار، وقد قال ابن قدامة في المغني: “وَإِذَا فَرَغَ مِنْ التَّلْبِيَةِ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا بِمَا أَحَبَّ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ” والله أعلم .
بالإضافة إلى الحديث النبويّ الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:” فجَعَلَ بطْنَ ناقَتِه القَصْواءِ إلى الصَّخَراتِ، وجعَلَ حَبْلَ المُشاةِ بين يديه، واستقبَلَ القِبلةَ، فلم يَزَلْ واقفًا حتى غَرَبَتِ الشَّمسُ”.
القول الراجح عند الفقهاء هو أنه لا حرج على المسلم في تأخير التلبية بعد الإحرام حيث أنها سنة وليست أمراً واجباً، يعني أنه إذا أحرم المسلم ونوى الحج أو العمرة شرع له أن يلبي كما كان يفعل رسول الله صل الله عليه وسلم، فلو لم يلب أو أخر التربية لا حرج عليه ولا يضره ذلك، أفضل وقت لبدء التلبية بعد ركوب الدابة معلنًا الذهاب إلى الحرم، والأصل في النية هو القلب والله أعلم.
قد اتفق كافة الفقهاء والعلماء أن التلبية في غير أوقات الحج والعمرة غير مشروعة، فهي من الشعائر الدينية التي ترتبط بموسم الحج والعمرة، ولا تشرع التلبية إلا في هذا الوقت، أما عن الدعاء فهو مستحب في أي وقت.
يشرع في يوم عرفة وأيام الحج والعمرة، وقد نقل ابن عبد البر أن أهل العلم، فسروا التلبية بإجابة دعوة نبيّ الله إبراهيم الخليل حين أذن في الناس بالحج، فلذلك هذه العبادة من العبادات المشروعة في وقت معين هو وقت التلبية في الحج والعمرة فقط، ودعاء الناس في هذه الأيام مستحب للحاج وغيره، وإجابته مرهونة برضا الله وتوفيقه، والله أعلم