منذ دخول شهر رمضان الكريم يبحث المسلمون عن أحكام زكاة الفطر وكل ما يتعلق بها، ويتساءل الكثير ما حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد؟، وسنجيب على هذا السؤال في هذا المقال في موقع موسوعة، كما سنوضح الحكمة في فرض زكاة الفطر على المسلمين.
زكاة الفطر هي زكاة مفروضة على كل المسلمين، حدد الشرع الحنيف لها معاد محدد، وقيمة محددة.
ومن يقم بإخراج زكاة الفطر يثاب بإذن الله، ومن يتركها عمدًا يؤثم.
فقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرضية زكاة الفطر، ووجوب أدائها.
ولابد من إخراج زكاة الفطر قبل فجر عيد الفطر.
فعند غروب شمس أخر يوم من أيام شهر رمضان الكريم تفرض زكاة الفطر على كل المسلمين، ولابد الإسراع في أدائها قبل دخول موعد الفجر.
ومن يؤخر زكاة الفطر متعمدًا يؤثم، وذلك لأن الشرع الحنيف حدد معاد الزكاة بشكل واضح، وعلى المسلم التسليم تمامًا بحكم الله.
و حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد هو: يكن في هذه الحالة المال مال صدقة، وليس مال زكاة الفطر ويؤثم المسلم لتأخره في أداء الفرض.
وذلك لأن المال خرج في غير موعده، وأكد علماء المسلمين حرمانية تأخيرها تمامًا.
وإذا تأخر المسلم في أداء زكاة الفطر لأي سبب من الأسباب وقام بأدائها بعد صلاة العيد، في هذه الحالة يكن قد قام بإخراجها قضاء، وليس أداء للفريضة.
كصلاة الظهر بعد دخول وقت صلاة العصر، وهكذا.
فالعبادات في الدين الإسلامي محددة بمواقيت محددة لحكمة من عند الله عز وجل.
وعلى المسلم التسليم بهذا الأمر والالتزام بأداء العبادات في أوقاتها المحددة.
ما حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد
كما أشرنا فقد أوضح لنا الشرع الحنيف كيف يكون معاد زكاة الفطر مرتبط بشكل كبير بمعاد صلاة العيد.
وضرورة أداء صلاة الفطر قبل دخول صلاة العيد، وإذا دخل فجر أول يوم العيد يؤثم المسلم على عدم تأديته للفرض.
ويكن عليه القضاء، ولا يحسب له أداء الفريضة.
ويكن المال الذي ينفقه في هذه الحالة هو مال صدقة، وليس مال زكاة الفطر.
فالتأخر في تأدية الفريضة وتأديتها في غير موعدها يجعلها تفقد المقصد الشرعي لها.
فالحكمة والغرض الشرعي وراء إخراج زكاة الفطر قبل فجر عيد الفطر هو إغناء الفقير في هذا اليوم المميز.
فالفقير والمحتاج لا يحتاج في هذا اليوم إلى سؤال الناس، والبحث عن حاجته.
بل تأتي إليه الصدقات لتجعله عزيز النفس، ولحفظ ماء وجهه.
فالفقير له حق عند المقتدر والغني، ويفرض على المقتدر أن يعطي للفقير هذا الحق.
سواء في صورة صدقات، أو في صورة زكاة مال، أو زكاة فطر.
وفرض الدين الإسلامي الزكاة لتحقيق التكافل الاجتماعي بين طبقات المجتمع.
ولأن عيد الفطر المبارك هو عيد لكل المسلمون، فحرص الدين الإسلامي على وجوب إطعام الفقير وسد حاجته وحاجة أسرته أيضًا في هذا الوقت المبارك.
وزكاة الفطر يخرجها رب الأسرة على كل فرد من أفراد الأسرة، وحتى الجنين في بطن أمه يكن على رب العمل دفع زكاة الفطر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صاع من بر أو قمح على كل اثنين صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى، أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله تعالى عليه أكثر مما أعطى”.
وفي هذا الحديث الشريف أوضح لنا رسولنا الكريمة قيمة زكاة الفطر، ووجوبها على كل المسلمين.
ومؤخرًا أعلنت دور الفتوى في البلدان الإسلامية على جواز إخراجها في صورة أموال، بدلًا من إخراجها في صورة طعام أو نبات.
وذلك لأن الناس في الوقت الحالي أشد حاجة إلى الأموال.
حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين
حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد غير جائز، ويؤثم المسلم إذا فعل ذلك متعمدًا.
فمعاد إخراج زكاة الفطر يكن قبل دخول فجر أول يوم لعيد الفطر المبارك.
وسأل الكثير من المسلمين، ما حكم من تعجل في إخراج زكاة الفطر، وأراد إخراجها مع بداية دخول شهر رمضان المبارك، أو قبل يوم أو يومين من عيد الفطر.
وأجاز علماء المسلمين إخراج زكاة الفطر مع أول يوم من أيام شهر رمضان.
ومن أراد إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين لا بأس في ذلك.
عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: “كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين”.
فهناك رخصة أعطاها الله عز وجل للمسلمين، ولكن بشرط ألا يتم إخراج زكاة الفطر بعد العيد حتى لا تفقد مقصدها الشرعي المتمثل في التوسعة على المحتاجين والفقراء في هذا الوقت.
وتجب زكاة الفطر على الحالات الآتية:
زكاة الفطر واجبة على كل المسلمين، بكل صورهم، سواء كان عاقل أو غير عاقل، صغير أو كبير، أنثى أو ذكر، عبد أو حر.
فكل المسلمين تفرض عليهم هذه الزكاة.
وإذا جاء عيد الفطر وكان المسلم غير قادر على إخراجها، وكان غير مقتدر ماديًا في هذه الفترة، يسقط من عليه الفرض.
فالمقدرة شرط أساسي من شروط إخراج الزكاة.
ورب المنزل هو المسؤول بشكل أساسي عن إخراج الزكاة عن كل فرد من أفراد أسرته، الصغير منها والكبير، الذكر والأنثى.
كما يكن المسؤول عن إخراج الزكاة عن والداه إذا كانوا غير مقتدرين، وعن الخدم والعبد، وكل شخص هو مسؤول عن إعالته.
وإذا كانت زوجة أبيه فقيرة، يوجب عليه إخراج زكاة الفطر عنها أيضًا.
فالزكاة مفروضة على المقتدر وعلى كل شخص مسؤول منه.
فهناك قاعدة فقهية شهيرة وتنص على كل من تلزمه من المسلمين، تلزمه فطرته.
المقصد الشرعي لزكاة الفطر
وزكاة الفطر يتم إخراجها حبوب أو أموال، على أن تكن قيمتها مساوية لصاع من التمر،.
أو صاع من الزبيب، أو صاع من القمح، أو صاع من الأرز، أو صاع من الشعير.
ويقم علماء المسلمين في البلدان الإسلامية كل عام بالإعلان عن تكلفة زكاة الفطر للفرد بالأموال.
والصاع تقريبًا يساوي تقريبًا ثلاثة كيلوات.
ويرى المسلم ثمن الحبوب في بلاده ليعرف القيمة المالية للزكاة.
وأفتى علماء المسلم أن من الممكن إخراج الزكاة على صورة حبوب، أو يتم إخراجها في صورة أموال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ”.
وهذا هو المقصد الشرعي الأساسي لزكاة الفطر، فالإسلام يريد أن يغتني الفقير، وأن يحفظ ماء وجهة ويكن مقتدرًا يوم عيده.
ولا يحتاج في هذا اليوم لسؤال الناس والتذلل إليهم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
ومن هنا تظهر لنا الحكمة من فرض زكاة الفطر على المسلمين.
فالرسول يخبرنا أن الزكاة تطهرن نفوسنا وألسنتنا من الفاحش من القول.