أرسل الله- عز وجل- منذ أنزل سيدنا آدم- عليه السلام- إلى الأرض بالأنبياء والمرسلين، مبشرين ومنذرين من عذاب الله، حتى يرشدوا بني آدم إلى طريق الحق والصواب، الذي ينجيهم من عذاب يوم القيامة، وحتى يبرهن لنا المولى- تبارك وتعالى- على ضرورة العمل، وأن العمل هو الغرض من خلقنا على هذه الأرض، فقد كان كل من الرسل الذين بعثهم الله- جل في علاه- يمتهنون بالمهن ويعملون بالحرف المختلفة، وأغلب أعمال رسل الله حرف يدوية وصناعات تتناسب مع أقوامهم، والأحقاب الزمنية التي بعثوا فيها.
وسنحاول فيم يلي عرض لمجموعة من الحرف المهن التي عمل بها رسل الله- جل جلاله- وانبياؤه- سلام الله عليهم أجمعين-.
أمرنا الله تعالى بالعمل لما له من أهمية في حياة الإنسان، حيث إن العمل عبادة من العبادات التي يُجزي الله عنها خيرًا وفضلاً كثيرًا، فقد قال الله تعالى في سورة الأنبياء الآية 80″ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ”، فقد علم الله تعالى الرُسل والأنبياء الحِرف والمهن التي تجعلهم في غِنى عن العالمين من طلب حاجة وكفاهم الله تعالى بعملهم خير كفاية، حيث إن العمل يُساعد الإنسان على توفير احتياجاته.
ولقد امتهن كل نبي من الأنبياء مهنة أو حرفة لأن الله سبحانه وتعالى حث جميع عباده على العمل من أجل كسب قوت اليوم وأداء الحرف التي تساعد على تلبية الاحتياجات اليومية في الحياة، كما أنه في كل مهنة امتهنها الأنبياء درسًا في تعليم الإنسان كيفية تحمل المسؤولية وكيفية الصبر والحلم دون يأس حتى ينال كل شخص هدفه.
كما أن الله عز وجل كل نبي يعمل في حرفة ما حتى يكون كلًا منهم عفيف النفس مصون الكرامة لا يمد يده ولا يسأل الناس في حاجته.
وما كان للأنبياء والرسل أن يعملوا إلا أن رب العِزة والجلالة أراد أن يُوّجه العالمين إلى ضرورة العمل فإن الله قادر على تنزيل الملبس والمشرب والسكن وكل رغد الحياة عليهم عز وجلّ سبحانه فإنه إن شاء يقول للأمر كُن فيكون، إلا أن في مهن الأنبياء وأعمالهم دروسًا فهيا بنا نتعرف على حرف الأنبياء في نبذة سريعة نُقدمها لكم.
سيدنا آدم هو أول من عمر الأرض وبدأ الزراعة، وكذلك صناعة المعدات لتساعده في تجهيز الأرض وإلقاء البذور وساعدته في ذلك زوجته حواء.
يُعرف سيدنا إبراهيم عليه السلام بأنه من الخمسة الذي أطلق الله عليهم أولي العزم من الرُسل، لما واجهه من صِعاب في مواجهاتٍ مع قومه الذين عبدوا الأصنام، ومن بينهم أبيه الذي حاول هدايته ولكنه أبى، فقد عمل سيدنا إبراهيم في حِرفة البناء، فقد كان بناء.
يُعتبر سيدنا إسماعيل من الأنبياء الذين ذُكر وورعهم وتقواهم بوضوح في القرآن الكريم، حيث أطاع أمر رب العزة بذبحه وأراد أن يفعل أبيه ما يأتمر به المولى عز وجلّ ليفديه بذبح عظيم ويجعل الله تعالى هذا اليوم عيدًا للمسلمين أجمع يحتفون فيه.
جاء نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام آمرًا قومه بعبادة الله وتوحيده، فضلاً عن عدم التطفيف في الميزان، ولكنهم كذبوا به فأرسل الله عليهم الحر، ومن ثم أرسل الله زلزال وصيحة كبيرة أهلكتهم وأسكتت عويلهم وصُراخهم.
كان يعمل بمجال الخياطة، وهو أول من اخترع الإبرة وكان يحيك الثياب ويذكر الله تعالى ويسبحه وهو يعمل وجاء ذلك في قوله عز وجل في سورة الأنبياء الآية 80″ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ”.
سيدنا زكريا عليه السلام نبي من أنبياء بني إسرائيل، ويعود نسبه إلى سيدنا سليمان عليهما السلام، وهو والد نبي الله يحي عليه السلام، ولقد مّن عليه الله عز وجل بإنجابه ولده يحي بعد أن أصبح شيخًا وبعد أن أصبحت زوجته كبيرة في السن.
كان يعمل نبي الله إسحاق في مهنة رعي الغنم، كما امتهن هذه المهنة كل من سيدنا شُعيب وسيدنا يعقوب وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
عمل سيدنا يعقوب عليه السلام في مهنة رعي الغنم، وقد عمل في مهنة رعي الغنم العديد من الرُسل والأنبياء، بأمر من الله وتوّجي منه سُبحانه.
كان يعمل سيدنا نوح عليه السلام في مهنة النجارة، حيث تمكن من صناعة سفينة بأمر من الله تعالى، والتي حمل فيها من آمن معه من الناس ومن كل الحيوانات والطير زوجين حتى تعمر الأرض مرة أخرى بعد الطوفان الذي أهلك الكافرين فقد وجاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله عز وجل في سورة المؤمنون في الآية 28 ” فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ”.( سورة هود، الآية: 37)
يقول تعالى في كتابه العزيز في سورة سبأ في الآية 10 “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ”، وذلك دليل على أن النبي داوود عمل في مهنة الحدادة.
عمل سيدنا إلياس في مهنة صناعة النسيج، وهي من الصناعات اليدوية التي منّ الله عليها عليه، حيث جمع الأنبياء بين العمل والقدرة على الدعوة إلى عبادة الله وحده عز وجلّ.
كان يعمل سيدنا موسى في رعي الغنم، فقدد ذكر الله تعالى في سورة طه في الآية 17،18 حرفة سيدنا موسى عليه السلام” وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ”.
كان يعمل في تربية الإبل وبيع ما يتعلق بها من لحوم وألبان لكسب الرزق، فقد كان لنبي الله صالح آية في قومه ذُكرت في عِدة مواضع من بينها؛ سورة الأعراف، إذ إن تلك الآية هي التي ظهرت على هيئة ناقة رجت من الجبال لتشرب ماء البئر كله، وتُنتج لبنًا وفيرًا لكافة أبناء القرية، إلا إنهم لم يتعظوا وظلوا على ضلالاهم.
كان هارون يعمل وزيرًا لأخاه النبي موسى يعينه على أداء رسالته ويستشيره موسى -عليه السلام- في أموره فقد كان يثق به ثقة كبيرة.
عمل في الطب بمعجزات من الله تعالى .
عمل في زراعة المحاصيل المختلفة وحرث الأرض.
عمل سيدنا لقمان عليه السلام الأرض الحكمة، فقد أتاه الله تعالى الحكمة والبصيرة، إذ ذُكرت حكمة سيدنا لقمان في العديد من النصائح التي نصح بها في قول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة لقمان الآية 18″ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”، فماذا عن عمل سيدنا لقمان عليه السلام هذا ما نستعرضه فيما يلي:
عانى سيدنا يوسف طوال حياته من العيش بعيدًا عن أهله بعد أن ألقى به أخوته في البئر، ومن ثم السجن، ولكن أكرمه الله تعالى بعلو الشأن والمرتبة والرفعة، لُطيب خاطره ويكرمه بأمر الله تعالى، ويجمع بينه وبين أهله، فماذا عن مهنة سيدنا يوسف التي عزته وفي أي مكان عمل؟، هذا ما نوّضحه فيما يلي:
كان سيدنا هود عليه السلام يعيش في منطقة الأحقاف الواقعة في الجهة الجنوبية من الجزيرة العربية، ودومًا ما كان يدعو قومه لترك عبادة الأصنام ودعوة الله الواحد الأحد.
ذكر الله سبحانه وتعالى سيدنا ذو الكفل في قوله بكتابه العزيز في سورة الأنبياء “وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (85)”، وقد كان ذو الكفل عليه السلام من بني إسرائيل، ولقد مّن الله عليه بالمُلك والنبوة، وكان عليه السلام من الأخيار الصابرين.
وهو النبي المُلقب بذي النون أو صاحب الحوت، فقد كان من إحدى قرى العراق، وقد أرسله الله تعالى لدعوة قومه لترك عبادة الأصنام وعبادته وحده فقط، إلا أن قومه لفظوه ورفضوا دعوته، ولقد نجا الله عز وجل سيدنا يونس من بطن الحوت بعد أن ابتلعه وظل في بطنه لفترة من الزمن.
سيدنا سليمان هو ابن سيدنا داوود عليهما السلام، ولقد ورث سيدنا سليمان عن والده المُلك والحكمة بسبب تمتعه بالذكاء وحُسن التدبير، ولقد منحه الله عز وجل قدرات تمكنه من تغيير أي شيء، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ*فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ*وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ*وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ*هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ”، ولقد حمل عليه السلام على عاتقه دعوة الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد.
كان نبي الله لوط هو ابن شقيق سيدنا إبراهيم عليهما السلام، وكان يعيش في العراق ويؤمن برسالة عمه، ولقد نجاه الله سبحانه وتعالى من الخسف الذي حدث لقومه الذين كانوا يفعلون الفاحشة ويأتون الرجال من دون النساء.
جاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين ورحمة للعالمين، فقد أتم رسالته التي أرسله الله تعالى بها، إذ جاء للعالمين أجمع، فقد جاء بين قومه وأنزل الله تعالى القرآن الكريم بلغة قُريش وهي اللغة العربية حيث تُعرف بفصاحتها، فماذا عن مهنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا ما نستعرضه فيما يلي:
إن للعمل أهمية كبيرة حتى في حياة الأنبياء والمرسلين، وليس العمل مهماً لهم فحسب، وإنما مهم لكل البشرية بوجه عام، فإذا كان كل إنسان قد خلقه الله- سبحانه وتعالى- وجعله خليفة له في الأرض، فكان الغرض الأساسي من ذلك هو لنشر الدين الإسلامي، والعمل على إعمار تلك الأرض.
الهدف الرئيسي من عمل الأنبياء هو أن يكونوا -سلام الله عليهم أجمعين- عبرة وعظة لكل بين الشر، بأنه هؤلاء على علو مكانتهم عند الله ورفعة شؤونهم كانوا يعملون أعمالا قاسية، فكيف بنا نحن؟ فالغرض من العمل أن يكون الشخص مسؤولاً، سواء كان مسؤولاً عن حياته أو أسرته أو عمله.
بعد أن ذكرنا المهن والأعمال الخاصة بكل هؤلاء الأنبياء والرسل أجمعين، فكان يجب علينا قبل ننهي بحثنا أن نوجه رسالة لكل فرد في أي مجتمع كان، لقد خلقنا الله على هذه الأرض لإعمارها لا لإفسادها، ولكننا اليوم نعمل جميعاً بشكل مباشر أو غير مباشر في إفساد تلك الأرض، ونتحجج بالاقتصادات والمنتجات والطاقة، ولكننا نتناسى أننا جميعاً نسرع بتلك الأرض إلى الهلاك، فكوكبنا اليوم يستنجد بنا من كل ما فعلناه فيه من دمار وخراب، وأرجو أن نعود ولو هذه المرة فحسب، للاهتمام بمسؤوليتنا تجاه هذا الكوكب، وهذه الأرض التي جمعتنا كلنا.
قد تحتاج إلى الاحتفاظ بالنسخة الخاصة بك من البحث الذي قدمناه لك، وتلك النسخة تكون جاهزة مباشرة على الطباعة، حتى تتمكن من استخدامها في أي وقت شئت، ولذلك عملنا على توفير نسخة خاصة من البحث الذي عرضناه لك في نسخة خاصة، تعمل بصيغة pdf، وهي صيغة سهلة تقبل العمل مع كافة الأجهزة الذكية وأجهزة العرض، حتى يمكنك الاستفادة من البحث قدر الإمكان.
وحتى تتمكن من الحصول على النسخة الخاصة بك من البحث كل ما عليك فعله هو الضغط على “الرابط“