حرف ومهن الأنبياء عليهم السلام ، دائماً ما تحثنا تعاليم الدين الإسلامي علي العمل والاجتهاد، وعلي كسب الرزق بالجد والاجتهاد والعمل الشاق ليس بالحيل والطرق الغير شرعية. نستشهد بقول الله في هذا الموضوع حين قال (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور) أمرنا بالعمل في البر والبحر في أي مكان شرطاً أن يكون كسب حلال. فحين تجد يد تظهر عليها علامات الجروح والتشققات نتيجة الجهد المبذول فقل له هذه يد يُحبها الله ورسوله ، مع موسوعة نجد المهن التي كان يتبعها الرسل بالإضافة إلي رسالاتهم.
أنبياء الله خير قدوة للعمل
نجد أن كل الأنبياء والرُسل لم تكون رسالاتهم عائقاً عن العمل، فالجميع كانوا أصحاب الحرف والمهن بغرض البحث عن الرزق، وكانوا أفضل مثال علي الإخلاص والتفاني في العمل، وخير قدوة لنا في معاملة الناس المعاملة الحسنة التي يوصينا بها الأديان السماوية.
حرف ومهن الأنبياء عليهم السلام
بدايةً أشرف الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عمل لمدة عشرة سنوات في رعي الغنم لأهل مكه منذ أن كان صبي صغير مقابل قليل من القراريط فعن أبي هريرة قال أن النبي (ص) قال (ما بُعث الله نبياً إلا رعي الغنم فقال أصحابه:وأنت؟ فقال:نعم،كنت أرعاها علي قراريط لأهل مكة)، ثم عمل بالتجارة حين تزوج بالسيدة خديجة رضي الله عنها وأعطته كل تجارتها فكان ما من تجارة يدخلها إلا أن كان يربح ويكسب حتي كبُرت ثروتها.
سيدنا آدم عليه السلام: كان أبو البشر يعمل بالفلاحة؛ حيث هبط علي الأرض وما من شئ يساعده في العمل سوي يديه حتي يكسب قوت يومه فكان يحرث الأرض بيده وكان ذلك بمعاونة زوجته له (حواء) وبعد فترة بدأ يعمل علي تصنيع أدوات بسيطة تساعده علي الزراعة.
نبينا إبراهيم (خليل الله) عليه السلام: كانت وظيفته هي بنّاء، فلا ننسي أعظم الأبنية التي قام بها في مكه وهي الكعبة الشريفة التي وضع أول حجارة فيها بمساعدة ابنه سيدنا إسماعيل.
نبينا نوح عليه السلام: كان يعمل بالنجارة، حيث قام ببناء سفينة النجاة من الطوفان له هو ومن كان يؤمن برسالته حينها، وأخذ يبنيها في ما يقرب من الخمسين عام حتي كان يسخر منه كل من يراه، حتي هُلِكوا جميعاً إلا من كان بها.
نبينا موسي عليه السلام: كان يعمل راعياً للغنم، بعد أن هرب من فرعون الظالم وأهله فيقول الله في كتابه(وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ*قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ). وعمل بالرعي لمده حوالي عشر سنوات مقابل المأكل والمشرب والسكن عِند أحد الرجال الذي طلب منه أن يتزوج من واحده من ابنتيه.
نبينا الكريم شعيب عليه السلام: عمل برعي الغنم.
نبينا إدريس عليه السلام: كان يعمل رضي الله عنه بالخياطة، فكان مع كل إبرة يشغلها يُسبح باسم الله الأعظم.
نبينا زكريا عليه السلام: كان يعمل نجاراً؛ يقوم بنشر الأخشاب حيث ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم(كان زكريا نجاراً).
نبينا إسحاق عليه السلام: كان يعمل برعي الغنم.
نبينا يعقوب عليه السلام: كان يرعى الغنم.
نبينا داود عليه السلام: كان يعمل في مهنة الحدادة، فكان يصنع الدروع الحديدية، ونستشهد بقول الله عز وجل حين قال (ولقد آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ). نبينا الكريم كان يعمل هذه المهنة الشاقة بيده بالإضافة إلي رسالته وهي التأمل في قدرة الله وعظمته والإيمان به فيقول الحبيب المصطفي( ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيراً من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ -عليهِ السّلامُ- كان يأكلُ من عملِ يدِه).