الرسول -صلى الله عليه وسلم- حج بيت الله الحرام لمرة واحدة تعرف بحجة الوداع، علمنا من خلالها كيف نؤدي مناسك الحج كما أمر الله سبحانه وتعالى. ومع اقترابنا من شهر ذي الحجة يبدأ العازمين على شد الرحال لهذا العام بالاستعداد للحج من تصاريح ومتاع وغيرها، وقلة قليلة من تنتبه لضرورة الإطلاع على مناسك الحج وتعلمها بالرغم أنه من باب أولى لمن قرر الحج أن يتفقه في أمور دينه استعداداً لتأدية هذا النسك العظيم، لذا موقع موسوعة خصص مقال اليوم للحديث عن مناسك الحج وكيفية تأديتها كما أداها المصطفى فتابعونا لتسترشدوا بها خلال رحلتكم.
حج بيت الله الحرام
حتى يقبل الحج ويتم لابد من اتباع مناسكه وخطواته واحدة تلو الأخرى والتأكد من إتمامها، فيما يلي نوضحها لكم بالتفصيل.
الإحرام
يعني الإحرام امتناع الحاج عن بعض المحللات التي إن فعلها وهو محرم يؤثم، وتلك الأمور هي :الأخذ من شعر البدن، التطيب بالبخور والعطور، تقليم الأظافر، ارتداء ثياب مخاطة، ملامسة النساء، الخروج للصيد.
ينوي الحاج الإحرام بقلبه فقط دون كلام، ويردد بعدها من كان متمتعاً “لبيك اللهم عمرةً متمتعاً بها إلى الحج”، ومن كان مفرداً “لبيك اللهم حجاً”، ومن كان قارناً “لبيك اللهم عمرةً وحجاً”.
الاغتسال والتطيب بالإضافة لإزالة شعر العانة والإبط وتقليم الأظافر من الأمور الواجبة قبل مباشرة الحاج بالإحرام.
الإحرام يكون من الميقات بملابس الإحرام.
يلبي الحجاج بعد الإحرام مرددين “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك” لحين وصولهم لمكة المكرمة.
الطواف
يطاف حول الكعبة سبعة أشواط بداية الشوط من الحجر الأسود ونهايته عنده.
يتقدم الحاج المسجد الحرام بقدمه اليمنى قائلاً :”بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”.
من استطاع الاغتسال في مكة المكرمة قبل التوجه للطواف فعليه ذلك فهي سنة مستحبة عن النبي.
يكثر الحاج من التلبية في المسجد الحرام حتى يصل للكعبة فيتركها، ويتجه نحو الحجر الأسود ويستلمه بيمناه مُقبلاً إياه قائلاً :”بسم الله والله أكبر”، فإن لم يستطع الوصول إليه أشار إليه من بعيد وكبر.
خلال الطواف كلما مر الحاج على الحجر الأسود كرر ما فعله مسبقاً، وكلما مر بمحاذاة الركن اليماني السابق للحجر الأسود قال :“ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
مما جاء في السنة هي اضطباع الرجل خلال الطواف أي كشف كتفه الأيمن، أيضاً إسراع خطاه في الأشواط الثلاثة الأولى وتقريبها.
بالانتهاء من الطواف يتجه الحجاج خلف مقام إبراهيم -عليه السلام- كي يصلوا صلاة الطواف وهي ركعتان فقط، من شق عليه بلوغ المقام اكتفى بالصلاة حيث كان في المسجد الحرام.
وعند ارتقاؤه الصفا يردد الحجاج ثلاث مرات منفصلة بالدعاء ما يلي “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”
وبعدما ينتهي الحجاج يتجهون للمروة ويسن للرجال الإسراع بين العلمين، ويكرر الحجاج ما فعلوه على الصفا وذلك الشوط الأول.
يستمر الحجاج في التكرار حتى تتم الأشواط، ومن بعده يقصر الحجاج المتمتعين والقارنين من شعرهم أو يحلقوه والأفضل التقصير، والمرأة تأخذ من شعرها مقدار أنملة.
وبذلك يتحلل الحاج المتمتع من إحرامه حتى يحرم مرة أخرى يوم التروية.
يوم التروية
هو الثامن من ذي الحجة يتحرك فيه الحجاج من مكة المكرمة للمبيت في مِنى.
يصلى هناك جميع الفروض قصراً عدى المغرب يصلى ثلاث ركعات ولا يقصر.
الوقوف بعرفات
ينزح الحجاج عقب صلاة الفجر في التاسع من ذي الحجة لمِنى إلى جبل عرفات.
يظل الحجاج في عرفات حتى غروب الشمس، ويصلى هناك الظهر والعصر جمعاً وقصراً.
بعد غروب الشمس يتجه الحجاج للمزدلفة وفور صولهم تؤدى صلاة المغرب والعشاء قصراً وجمعاً ويبيتون ليلتهم هناك.
رمي الجمرات
يعود الحجاج لمِنى في العاشر من ذي الحجة بعد صلاة الفجر في المزدلفة لرمي الجمرة الكبرى، وهي سبع حصيات ترمى متتالية ويكبر مع كل مرة.
يذبح بعدها الحجاج الهَدي ويحلقون أو يقصرون وتلك تحلة لهم من كل شيء عدا النساء.
يعود الحجاج بعدها لمكة ليطوفوا طواف الإفاضة، ومن بعده السعي وتلك التحلة التامة لهم من كل شيء.
أيام التشريق
أولها الحادي عشر من ذي الحجة وآخرها الثالثة عشر منه، يبيت خلالها الحجاج في مِنى لرمي الجمرات الثلاثة .
من تعجل رحل في اليوم الثاني عشر عقب رمي الجمرات لمكة المكرمة، ومن أراد مكث الأيام الثلاثة.
يبقى على الحجاج بذلك أن يطوفوا طواف الإفاضة حتى يتم حجهم.