بحث عن عقوق الوالدين حيث أوصانا الله سبحانه وتعالى في كتابه ببر الوالدين في عدة مواضع منها قوله تعالى : (( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً)) .
ونهي سبحانه وتعالى عن عقوق الوالدين وفي ذلك قوله تعالى : (( فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا )) .
فيما يرى أخصائيو التربية والصحة النفسية أن هذا النوع من الأفعال يأتي نتيجة للتربية الغير قويمة التي لا تقوم على العطف والحنو من الأبناء، إلا أن الرأي الآخر يرى العكس في منح هؤلاء الأطفال جرعة من الراحة والحنو والشفقة والعطف أكثر من اللازم، إلى حد التدليل والإفساد.
تعريف عقوق الوالدين
ورد تعريف عقوق الوالدين في العديد من المراجع والمعاجم العربية، إذ أنه ينقسم إلى كل من تعريفه في اللغة وتعريفه اصطلاحًا، حيث يجب على كل من تسول له نفسه في التعامل مع والديه بشكلٍ غير لائق أن يُعيد تقييم أفعاله وأن قراء معنا تلك العريفات التي وردت في القواميس فيما يلي:
يُعرّف العقوق في القواميس بأنه عبارة عن إغضاب الابن لوالديه، عن طريق عدم برهما، أو التغاضي عن الإحسان لهم في الدنيا بالقول أو الفعِل، أو حتى من خلال توجيه الإساءات لهما سواء اللفظية أو البدنية، فيما يأتي التقصير في حق الأبناء هو الذي يتمثل في الأفعال أو الأقوال المُسببة للأذى للوالدين.
كم يُعرّف عقوق الوالدين بأن طاعة الوالدين بأنه، عدم طاعتهما، أو عصيانهما، وعدم الامتثال لنواهيهم وأوامرهم، بالإضافة إلى عصيان أوامرهما، أو البُخل وعدم تلبيه أوامرهما إذا طلبا منه أمر.
فيما يُعد الغياب عن الوالدين لمدة طويلة في حد ذاته نوعًا من العصيان، حيث إن كل أمر يأتي فيه ضرر على الوالدين أو يتعلق بعصيانهما في أوامرهم ونواهيهما.
بحث عن عقوق الوالدين
نجد أن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب حيث جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: (يا رسولَ اللهِ، ما الكبائرُ؟ قال الإشراكُ باللهِ، قال: ثمّ ماذا؟ قال: ثمّ قوقُ الوالدَينِ …).
ويمكننا أن نعرف عقوق الوالدين على انه كل ما يسبب الأذى للوالدين ويغضبهما سواء كان ذلك قولا مثل قول أف وفي ذلك قول الله تعالى : (( فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) .
وقد يكون العقوق بالأفعال مثل عدم تنفيذ أوامرهما أو رفع الصوت عليهما وللعقوق أشكال ومظاهر مختلفة قد نهى الإسلام عنها جميعا وفي ذلك قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : ( رغِم أنفُ رجُلٍ ذُكِرْتُ عندَه فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ، ورغِم أنفُ رجُلٍ أدرَك أبوَيْهِ عندَ الكِبَرِ فلَمْ يُدخِلاه الجنَّةَ، ورغِم أنفُ رجُلٍ دخَل عليه شهرُ رمضانَ ثمَّ انسلَخ قبْلَ أنْ يُغفَرَ له )
ونجد أن الإنسان العاق بوالديه له عقوبة في الدنيا والآخرة ففي الدنيا لن يجد أي بركة في أمواله أو حياته أو أولاده، كما أن أبناءه سوف يفعلون المثل معه كما انه يشعر دوما بالضيق والحزن، بالإضافة إلى العقاب الشديد الذي سيلقاه في الآخرة .
كما أن العقوق احد أسباب دخول النار ولهذا حذرنا الرسول عن العقوق في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللَّهَ حرَّمَ عليكم عقوقَ الأمَّهاتِ، ومنعًا وَهاتِ، ووأدَ البناتِ) كما قال الله سبحانه وتعالى : (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) فنجد أن سبحانه وتعالى أمرنا بعبادته وبر الوالدين .
مظاهر عقوق الوالدين
لعقوق الوالدين عدة أشكال ومظاهر منها التالي :
بكاء الوالدين وحزنهما بسبب أفعال وأقوال الابن .
رفع الصوت على الوالدين أو أحدهما أو زجرهما .
السخرية من أفعال أو أقوال الوالدين .
لعن الابن لوالديه أو أحدهما .
رفض مساعدة احد الوالدين أو كلاهما .
تفضيل أي شخص على الوالدين .
تجاهل طلبات الوالدين .
عدم تنفيذ أوامرهما .
إظهار الانزعاج والضيق من طلبات الوالدين .
ضرب احدهما أو كلاهما .
عدم الاعتناء والاهتمام بهما .
العبوس وعدم التبسم في وجههما .
هجر وقطع الوالدين وعدم الاطمئنان عليهما وتلبية طلباتهما .
عدم إنفاق الابن على والديه عندما يكونا في حاجه إليه .
وضع الوالدين أو أحدهما في دار رعاية بدلا من رعايتهم .
عدم الإجابة على أسئلة أحد الوالدين او كلاهما .
التأفف من سؤال الوالدين .
عدم مساعدة الأم في أمور المنزل أو الأب في أعمالة والتأمر عليهما .
عدم الجلوس معهما والغياب عنهما لفترة طويلة .
سب الوالدين أو أحدهما .
أسباب عقوق الوالدين
تبرز العديد من الأسباب التي تتشكل في هيئة عقوق الوالدين، فقد جاء عن رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ “الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، فَقالَ: ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أوْ قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ قالَ شُعْبَةُ: وأَكْثَرُ ظَنِّي أنَّه قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ، فمن أبرز تلك الأمر التي تسهم بحد بعيدًا في ارتكاب الكثيرين معاصي في حق أباءهم هي ما نُعددها فيما يلي:
يقع الحِمل الكبير على عاتق الآباء والأمهات في التربية، حيث إن التربية الخاطئة ينجُم عنها معاناة الوالدين من العقوق وسوء تعامل الأبناء، كنتيجة للتدليل الزائد عن الحد، إلى جانب الابتعاد عن التربية بتعاليم الإسلام الحنيف.
رفقاء السوء هو أخطر المحيطين على شخصية الطفل، ويؤثرون في تعاملاته.
ينشأ الأبناء على العناد والتربية التي تتنافى مع دينُنا الحنيف وتعاليمه، فيتربى المرء على عدد من المبادئ الخاطئة.
تنشئة الطفل في بيئة مليئة بالصراعات النفسية والعقلية مما يؤثر على نفسيته ويجعله يُعاني من خلل.
عدم الشعور بالمسؤولة إزاء الوالدين، بوضعهما في دار المسنين أو إهمال مساعدتهما في المنزل أو الإثقال عليهما بالمطالب، وذِكر عيوبهم، وكذلك سبهما؛ فقد نهى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عن سبّ الوالدين في قوله “من الكبائرِ شتمُ الرَّجلِ والدَيْه، قالوا: يا رسولَ اللهِ! وهل يشتُمُ الرَّجلُ والدَيْه؟ قال : نعم، يسُبُّ أبا الرَّجلِ؛ فيسُبُّ أباه؛ ويسُبُّ أمَّه؛ فيسُبُّ أمُّه”.
كلمات عن عقوق الوالدين
احذروا عقوق الوالدين .
اثنان لا يجتمعان عقوق الوالدين والتوفيق .
بر الوالدين قصة تكتبها أنت ويرويها لك أبنائك فاحسن كتابتها .
لا تثق في العاق لوالديه فلو كان به خير لقدمه لأقرب الناس إليه .
بر الوالدين جنة في الأرض تجني ثمارها طوال العمر .
عقوق الوالدين من أكبر الكبائر .
كلما أسعدت أمك رضيت عنك الحياة .
بر الوالدين ليس مناوبات وظيفية بينك وبين أخوانك ! بل مزاحمات على أبواب الجنة ( ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ).
حينما تناديك امك وتختارك من أخوانك لتقضي لها حاجتها فاعلم حينها أن الله تعالى ساق إليك خيرا دون غيرك فلا تفرط فيه .
أمك وأبوك كما أعطوك حقك في ضعفك فلا تضيع حقهم في ضعفهما .
احذر أن ترفع صوتك على من علمك أن تتكلم .
العقوق جريمة كبرى .
بر الوالدين باب من أبواب الجنة فاطرقه بالإحسان إليهما .
إذا جعلك والديك أميرا مدللا في صغرك فاجعلهم ملوكا في كبرك .
البار بوالديه لا يموت ميتة سوء .
عندما ترفع صوتك عليه فاعلم أنك تقتله .
أعوذ بالله من دنيا خاليه من رائحة أمي وصوت أبي .
كل يا بني ليشتد ساعدك على قتلي .
لم أرى شخصا ناجحا في حياته إلا كان له من بر الوالدين نصيب .
خاتمة عن عقوق الوالدين
أضرار عقوق الوالدين هي التي تنهال على الأبناء ممن هجوا والديهما، أو اعتدوا عليهما؛ فإنهم يتعرضون للعقاب في الدنيا والأخرة.
فقد تحلّ عليه المصائب ويجني الشك كما زرعه، فلا يبارك الله له في ولده ولا عائلته، بالإضافة إلى ضياعه وتشتته في الدنيا وعقابه في الآخرة.
فيما يجب أن نُسلط الضوء على علاج هذا النوع من الأمراض التي باتت تُعيق حياة البعض، فإن الحل الأمثل هو الرجوع إلى الله والتوبة النصوحة.
إلى جانب التمسُك بالأخلاق وإن غابت من حولنا والتحلي بالصبر ومساعدة الغير، والمداومة على فعل الأعمال الخيرة بما يسهم في السمو بالأخلاق والمحافظة على النفس الطيبة والسريرة الهادئة.
فيما يُعتبر عقوق الوالدين من أكثر أنماط الممارسات التي نهانا عنها ديننا الحنيف ورسولنا الكريم، فقد وردت عدد من الآيات القرآنية والأحاديث التي تنهينا عن هذه الأفعال التي لا تتفق مع مبادئنا.
عرضنا من خلال مقالنا إجابة وافية حول التساؤل الذي راج حول “بحث عن عقوق الوالدين “، واختصينا بالذكر شرح عقوق الوالدين من حيث المفاهيم والأنواع والأضرار التي يتكبدها المرء في حالة الاستمرار على عقوق الوالدين، ولاسيما وقد سلطنا الضوء على الأسباب التي ينتج عنها عقوق الأبناء للوالدين.
كما يُمكنكم مُتابعة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة :
