انا دخل علي رمضان ولم اقضي كيف الاطعام ، شهر رمضان الشهير بفضله الكبير الذي يُنعم به الله عز و جل على عباده الصالحين في هذا الشهر الكريم، فهم يستحقون هذا الأجر العظيم؛ لأن المسلمون كلهم من جميع أنحاء العالم ينتظرون هذا الشهر بشوق كبير، واستعدادات كثيرة منذ بدء الأيام التي تسبقه؛ فيتدربون على أداء جميع العبادات، والطاعات التي يمكن لهم أن يقومون بالاجتهاد فيها طوال الشهر، ومن هذه العبادات نذكر الصيام والصلاة في أوقاتها، وصلاة قيام الليل باختلاف مسمياتها خلال الشهر الكريم، ومن يُسر الدين الإسلامي أنه قد أباح بعض الرخص لبعض العباد الذين لا يقدرون على صيامه، ومنهم من يجب عليه القضاء، ومنهم من يجب عليه الكفارة، فماذا يحدث إذا دخل رمضان التالي بدون القضاء، هذا ما سنعرضه في مقال اليوم من موسوعة.
تنقسم الأعذار الشرعية التي تبيح الفطر إلى قسمين، أعذار يجب على من أُبيحت له القضاء، وأعذار يجب على من أُبيحت له الكفارة.
إذا وجد المسافر مشقة في سفره أم لم يجد، وبغض النظر عن وسيلة السفر التي استعملها، ويجب عليه القضاء بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
فقال الله تعالى في القرآن الكريم في الأية 185 من سورة البقرة”شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
إذا واجه المريض المشقة أثناء صيامه في نهار رمضان، أو إذا كان الفطر سيساعد في الشفاء من المرض، ويجب عليه القضاء بعد انقضاء الشهر الكريم.
وذلك لقوله سبحانه وتعالى:”ومن كان منكم مريضًا أوعلى سفر فعدة من أيام أخر يُريد الله بكم اليسر، ولا يُريد بكم العسر، ولتكملوا العدة، ولتكبروا الله على ما هداكم، ولعلكم تشكرون”.
إذا أصاب المرأة الحامل، أو المرأة المرضع ضرر، أو إذا أصاب طفليهما؛ فقد أجاز الله الفطر لهما في هذه الحالة، ويجب عليها القضاء بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
إذا أصاب المرأة الحيض، أو النفاس في نهار شهر رمضان الكريم؛ فإنه يُحرم عليها الصيام في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك، ويجب عليها قضاء ما أفطرت من أيام.
فيشق عليه الصيام كثيرًا، فلا يُرجى منه القضاء؛ لأنه مرض مزمن مثل السرطان، فأوجب الله عليه الكفارة، وهي إطعام مسكينًا عن كل يوم أفطر فيه في شهر رمضان.
كبار السن من الرجال، والنساء الذي يشق عليهم الصيام كثيرًا، وجب عليهم دفع الكفارة عن ما أفطروا من أيام أثناء شهر رمضان.
رأي الجمهور من العلماء في ذلك الأمر:
أنه وجب عليه التوبة أولًا عن ما قدم من ذنب عدم قضاء الأيام التي أفطر فيها في شهر رمضان حتى أدركه رمضان التالي.
وأنه يقوم بقضاء تلك الأيام من رمضان السابق بعد انقضاء رمضان الحالي.
وأنه وجب عليه دفع كفارة عن تلك الأيام التي أفطر فيها من رمضان السابق بجانب قضاء صيامها، وهي إطعام مسكينًا عن كل يوم أفطر فيه.