الفرق بين المرأه والزوجه ، معقول هل هناك فرق بين المرأة والزوجة ؟ أليس الإثنين لهم ذات المعنى ؟، ولكن الأمر ليس كما تعتقد تماماً، لأنه بالفعل هناك فرق بينهما، وهذا هو موضوع مقال اليوم على موسوعة.
الفرق بين المرأه والزوجه في اللغة
لكل كلمة منهم تعريف مختلف في اللغة العربية ولذلك نجد أن
المرأة في اللغة يقول المعجم الوسيط أنه عندما يتم وضع كلمة (الـ) قبل كلمة مرأة فذلك يعنى أنثى الرجل، وقد أعطى الإسلام للمرأة كل حقوقها، وقال الحديث الشريف (الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ) رواه مسلم.
الزوجة في اللغة يقول المعجم الوسيط أن الزوجة هي امرأة مرتبطة برجل عن طريق الزواج، وكذلك هي قرينة وحرم وعقيلة.
الفرق بين المرأة والزوجة في الإسلام
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم لفظة الزوجة و كذلك لفظة المرأة و لكننا نجد أن تفسير كلاهما مختلف عن الأخر حيث أن :
الزوجة هي التي العلاقة بينها وبين زوجها تامة من كافة النواحي، أي أنه من الناحية النفسية هناك ارتياح و من ناحية الدين فكلاهما على دين واحد ومن الناحية الجنسية فتتم العلاقة بينهم بقبول ودون نفور أي أن بين الزوجة وزوجها محبة متبادلة.
المرأة هي في مواصفاتها على عكس الزوجة تماماً، حيث يكون بينهم اختلاف في الدين و اختلاف جنسي فمن الممكن أن تتم العلاقة الزوجية بينهما ولكن دون قبول أو انسجام أي أن بين المرأة وزوجها لا يوجد محبة .
أمثلة من القرآن الكريم على الفرق بين المرأة والزوجة
أولا الزوجة
من سورة الروم يقول الله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، أي أن الله تعالى خلق الإناث من الإنسان لكى تكون زوجة للرجال فخلق الله حواء من ضلع آدم ليسكن إليها و المقصود من أنفسكم أي من البشر وليس من الجن مثلاً.
من سورة البقرة يقول الله تعالى (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) .
من سورة الأحزاب يقول الله تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ)، إذاً ذكر كلمة زوجة هنا له دلاله على المحبة و السكون كما هو موضع بالآيات .
ثانياً المرأة
من سورة التحريم يقول الله تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَة نُوحٍ وَامْرَأَة لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).
و في هذه الآية عندما ذكر الله كلمة امرأة نوح وامرأة لوط ذلك لأنهما كانتا كافرتين أي ليست على دين النبيين زوجهما .
و من سورة التحريم أيضاً يقول الله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَة فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
و آسيا أمرأة فرعون عندما أمنت بالله هنا لم تصبح له زوجة لأنها أصبحت على غير عقيدة فرعون الكافرة و تغير فكرهما تماماً عن بعضهم البعض.
يقول الله تعالى من سورة مريم (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) فنجد هنا أن الله قال على لسان زكريا امرأتي ولم يقل زوجتي فرغم أن كلاهما مؤمنين بالله وعلى وفاق إلا أن العلاقة الزوجية بينهما لم تكن موجودة بصورة كاملة ولذلك قال زكريا امرأتي عاقر، فالهدف من الزواج هو زيادة البشرية بالأنجاب و بما أن أمرأة زكريا كانت عاقر بالتالي لم يتحقق هنا هدف هام من أهداف الزواج نتيجة لخلل بيولوجي.
يقول الله تعالى في سورة الأنبياء (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) إذاً عندما تم علاج أمرأة زكريا أطلق الله عليها هنا زوجة نتيجة لزوال الخلل و إصلاحه وذلك عندما أنجبت سيدنا يحيي .
مما سبق أتضح لك عزيري القارئ الفرق بين كلمتي أمرأة و زوجة، وكيف أن ذلك الفرق كبير جداً وليس هين كما كنت تظن من قبل.