نقدم لكم في هذا المقال من موسوعة موضوع عن بر الوالدين وهو من أبرز الموضوعات الحيوية التي يتعلمها الطالب في المدرسة منذ سن صغير حتى ينشأ على الإحسان إلى والديه وبرهما وتعلم كيفية تجنب الإساءة لهما، فمن وصايا الإسلام هو طاعتهما والتعامل معهما بإحسان فإذا نال الإنسان رضاهما فقد نال رضا الله، وذلك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما”، فهو حق أساسي من حقوق كل أب وأم على أبنائهم، في مقابل حصول كل ابن على حقه من والديه في تربيته تربية صحيحة وتقديم لك كل أشكال الدعم المعنوي والنفسي وتوفير له كافة احتياجاته حتى يشتد عوده ويصبح قادرًا على الإنفاق على نفسه وتلبيه حاجاته، في السطور التالية سنوضح لكم أهمية هذا الموضوع عبر تناوله في موضوع تعبير للطلاب.
عناصر الموضوع
مقدمة عن بر الوالدين
مفهوم بر الوالدين.
بر الوالدين في الإسلام.
كيفية بر الوالدين.
خاتمة عن بر الوالدين.
مقدمة عن بر الوالدين
لا يمكن إنكار أن الوالدين هما أهم أشخاص في حياة أي إنسان، ولهما دور أساسي في تنشئته وتكوين شخصيته، فهما يعدان المدرسة الأولى لهما التي يتعلم منها الابن كل معاني الأخلاق الحميدة، وهما أول من يلجأ إليهما إذا واجه مشكلة صعبة، حيث يقدمان له الحكمة بناءًا على خبراتهما السابقة والتي تعينه على التغلب على مشاكل الحياة، فدور الوالدين في تربية الابن لا يمكن تلخيصه في بضعة أسطر، وهذا سبب من الأسباب حث الإسلام على طاعتهما والإحسان إليهما، والرفق بهما عند الكبر، فتلك ثمار جهود الوالدين التي يتلقاها بعد سنوات طويلة من المشقة التي يكابدونها في سبيل تربيتهما، وهو أمر واجب على كل الأبناء في رد الجميل لكل أب وأم أدوا ما عليهما من حقوق تجاه أبنائهم.
مفهوم بر الوالدين
يشير معنى بر الوالدين إلى العديد من الألفاظ من اللين واللطف والإحسان والرفق.
فذلك يعد شكل من أشكال الرحمة، وحرص الأبناء على محبة الوالدين بشكل لا يسبب لهما الأذى والحزن.
وذلك من خلال الحديث معهما بشكل لطيف ولين ومهذب، وكلمة البر مضادها العقوق وهو لفظ يعني معصيتهما وإيذائهما بالقول، وذلك يشير إلى عدم الإحسان إليهما.
بر الوالدين في الإسلام
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم في سورة الإسراء :(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، ففي تلك الآية أوصى الله بعبادة وطاعة الله ثم طاعة الوالدين عبر الإحسان إليهما ويكون ذلك من خلال التعامل معهما بطريقة مهذبة وبشكل لا يسبب لهما الأذى حيث نهى الله عن الإساءة لهما حيث حثهما على القول المعروف لكي ينال رضاهما، لكون طاعة الله من أحبّ الطاعات إلى الله.
وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طاعة الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله، وذلك في حديثه الشريف:”سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال:الصلاةُ على وقتِها قال: ثم أيُّ؟ قال: ثم برُّ الوالديْن قال: ثم أيُّ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ قال: حدثني بهن، ولو استزدتُه لزادني”.
وفي سورة لقمان أشار الله إلى الإحسان إلى الوالدين :(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، حيث سلطت الآية الضوء على المشقة التي تعانيها الأم في الحمل لتسعة أشهر والتضحية التي تبذلها في سبيل راحة أبنائها بتوفير لهم كل متطلباتهم.
وطاعة الوالدين تأتي بعد طاعة الله وروسوله، وذلك لمكانتها الكبيرة التي لا تُقدر بثمن، فكلاً منهما يبذلا ما في وسعهما في سبيل تحقيق الراحة والسعادة لأبنائهم،ا وعدم حرمانهم من أي شيء سواء كان ماديًا أم معنويًا، وهما الوحيدان اللذان يكونان على استعداد دائم للضحية من أجل أبنائهما، كما أنهما الوحيدان اللذان يتمنان رؤيتة أبنائهما في أفضل حال وأفضل منهما، ففي سبيل ذلك يعملان على تلبية كل متطلبات أبنائهما.
كيفية بر الوالدين
بر الوالدين والإحسان لهما له العديد من الأشكال مثل ما يلي:
التحدث معهما بصوت غير مرتفع.
الحديث معهما بأدب وبدون ألفاظ مسيئة لهما.
مساعدتهما في المنزل.
الدعاء لهما حتى بعد الممات والتصدق عنهما، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”،
كما أنه من بين الأعمال الصالحة التي يستحب القيام بها لهما: الاستغفار لهما وأداء العمرة والحج عنهما.
التعامل معهما بشكل متواضع مع إبراز الاحترام والتوقير لهما.
العمل على إسعادهما بأبسط الوسائل مثل تقديم هدايا لهما.
السؤال عنهما باستمرار في حالة ابتعاد الابن عنهما.
تقديرهما عبر مدحهما أمام الجميع.
إظهار الاهتمام بهما وذلك من خلال حسن الإنصات لهما عند الكلام.
الرد على ندائهما وعدم تجاهلهما.
قضاء حاجتهما والعمل على تحقيق راحتهما عند الكبر.
استشارتهما في الأمور الهامة مثل السفر والدراسة، والاستعانة بهما في المشاكل التي يواجهها الابن.
العمل بنصائحهما.
خاتمة عن بر الوالدين
وفي الختام وجب أن نقول بأن حب الوالدين هو أكثر أنواع الحب صدقًا في الوجود ومنه يتعلم الابن المعنى الحقيقي للتضحية، ويتعلم منهما كيف ينشيء أبنائه على التربية الصحيحة في المستقبل.
فمن واجب الأبناء في مختلف المراحل العمرية أن يلتزما بما أمره الله في الإحسان إليهما وطاعتهما، فإن طاعتهما بركة، كما أن دعاءهم للأبناء من الأدعية المستجابة.
اقوى موضوع عن بر الوالدين
فالوالدين مقامهما وشأنهما اللذان يعجز أي إنسان أن يدركهما، فمهما بلغ القلم جهد العناء إلا أنه يظل منحسر وقاصراً على أن يصور حقوقهما على الأبناء، فهما سبب وجود أبنائهم بالدنيا، وهما عماد الحياة والركن الباقي لهما.
فقد قاما ببذل كل ما بإمكانهما سواء على المستوى المعنوي أو المادي كي يقوما برعاية وتربية أبنائهما، وقد تحملا الكثير من الإرهاق والمصاعب النفسية والجسمانية لأجل أبنائهم .
كل هذا البذل الذي لا يمكن لأي شخص أن يقوم بإعطائه على نفس المستوى الذي يمنحه الوالدين لأبنائهم.
وقد اعتبر إسلامنا الجليل عطاء الوالدين بمثابة العمل المقدس الذي يستوجب الحمد والشكر والعرفان بجميلهما، فقد أوجب للوالدين عدد من الحقوق على الأبناء، حتى أن المولى سبحانه قد قرن الإحسان إلى الآباء وطاعتهم بعبادته مباشرة.
أنواع البر بالوالدين
القيام بفعل الخيرات والحرص على إتمام الصلة وحسن صحبتهما، كل هذا يعتبر من أوجب وجبات الأبناء على الآباء.
الإحسان إلى الوالدين بالقول والفعل وفي العطاء والأخذ وكذلك في النهي والأمر، وتقديم أوامرهم وطلباتهن، والحرص على جهاد النفس ب‘رضائهم حتى وإن لم يكونا مسلمين فالإحسان إليهما عام مطلق، طالما لم يأمرا إبنهما بمعصية الله.
الشكر الوالدين إذ جاء شكر الأباء مقرونا بشكر الله.
الدعاء لهما بالرحمة والبركة.
اختصاص الأم بالمزيد من الطاعة والبر وذلك لحاجتها للحنان، ولضعفها وسهرها الكثير وتعبها أثناء فترة الحمل والولادة وكذلك الرضاعة، فالبر بالأم يكون من خلال طاعتها وحسن عشرتها وصحبتها.
عدم رفع الصوت على أي من الوالدين، أو محاولة مقاطعتهما خلال الحديث، وعدم جدال الأباء والكذب على أي منهم، وإن كانا نائمين يتوجب عدم إزعاجهما، ويجب تقديمها أثناء الحديث وأثناء المشي كنوع من الإحترام والإجلال لقدرهما.
الإنفاق عليهما حين احتياجهما.
تقديم الرعاية لهما عندما يكبران وملاطفتهما، والحرص على إدخال الفرحة والسرور على قلبهما.
لابد من استئذان الوالدين قبل السفر بل وأخذ الموافقة منهما أولا، إلا في السفر لأداء فريضة الحج.
الدعاء للوالدين بعد الموت والبر بأصدقائهم وتنفيذ وصاياهما.
حقوق الوالدين على أبنائهما
طاعة أوامر الأباء وتجنب معصيتهما، إذ يتوجب على كل مسلم طاعة والديه، مقدماً طاعتهما على جميع البشر.
الابتعاد عن زجر الوالدين، وذلك عن طريق التحديث إليهما بلطف ولين، ومخاطبتهما بتودد، والحذر من التأفف منهما أو نهرهما أو علة الصوت عليهما.
الشعور بالفرح بأوامر الوالدين، وذلك من خلال تلقي أوامرهما ببشاشة وجه، وعد الضجر وإظهار التأفف بوجههما.
الإحسان إلى الوالدين قولاً وفعلاً، فأوجه الإحسان كثيرة ومختلفة.
خفض الجناح لهما، وذلك عن طريق التواضع والتذلل لهما.
التحبب إلى الوالدين والتودد لهما، كالبدء أولاً بإلقاء السلام عليهما ومصافحتهما، وتقبيلهما وتقبيل الأيدي والرأس، وعدم تناول الطعام قبل الوالدين، وفي المجالس يتوجب الإفساح لهما، الحرص على المشي خلفهما أثناء النهار وأمامها أثناء الليل، بخاصة إن كان الطريق غير آمن وعر ومظلم.
التطلق للوالدين، عن طريق حسن مقابلتهما حيث البشاشة بوجههما والترحيب بهما، والابتعاد كل البعد عن العبوس أو تقطيب الجبين بوجههما.
واجب الأبناء نحو الأباء
الحذر من التمنن على الوالدين، لأن المنة سبب في هدم صنائع المعروف، كما أنها من ضمن مساوئ الأخلاق، وتزداد قباحتها حينما تكون بحق الآباء.
البعد كل البعد عن إزعاجهما، من خلال تجنب الضوضاء والصوت العالي أو إخبارهما بأخبار حزينة، وما غير ذلك من كافة أوجه الإزعاج.
الجلوس أمام الوالدين بمنتهى الاحترام والأدب، عن طريق الجلوس بوضع مناسب، والابتعاد عن كل قول أو فعل قد يشعرهما بإهانة، كرفع الصوت حين الضحك أو مد الأرجل، أو الجلوس مضجعاً أو فعل أي من المنكرات أمام الوالدين.
تلبية نداء الوالدين بسرعة، سواء إن كان الشخص مشغول أم لا فإنه يتوجب عليه إجابة نداء والديه حين سماعه.
تقديم حقوق الأم، فعلى كل مسلم البر بأمه وأن يعطف عليها ويحسن إليها.
الاستئذان قبل الدخول على أي منهما.
طلب مشورتهما بكافة الأمور الحياتية، حين الخروج مع الأصدقاء بنهو، أو السفر بالخارج من أجل العمل أو الدراسة أو حتى الذهاب للجهاد، وفي حال الرغبة في الخروج من البيت والسكن بالخارج.
إصلاح ذات البين في حال فسادها بين الآباء، ومحاولة تقريب وجهات النظر إن اختلفت بينهما.
تذكير الوالدين بالمولى عز وجل بشكل دائم، وذلك عن طريق تعليمها كل أمر قد يجهلانه عن الأمور الدينية، والأمر بالمعروف والنهي عن فعل المنكرات، والصبر عليهما والإشفاق واللطف بهما.
الإبتعاد عن لوم الأبناء وتقريعهما، في حال صدور فعل غير مرضي منهما، كتذكير الأباء بالأمور التي لا يحبون أن يسمعونها.
الحفاظ على سمعة الوالدين، عن طريق إختيار الصحبة الجيدة والصالحة، وإتقاء مواطن الشبهات.
القيام بالأمور التي تجلب على قلبهما السعادة، كصلة الرحم ورعاية الأخوات، والقيام ببعض الإصلاحات بالبيت أو تقديم الهدايا إليهما، وغير هذا من الأمور التي تجلب السرور لهما.
الاستغفار لهما والدعاء لهما.
فهم طبيعة الوالدين ومن ثم التعامل معهما و فقا لذلك، فإن كان أي منهم من النوع الفظ الغضوب، أو لديه صفة غير محبوبة فعلى الابن فهم تلك الطبيعة وأن يتعامل معها وفقاً لها.
البر بهما بعد الموت، هذا الأمر يدل على مدى عظم حقوق الوالدين، ومدى إتساع رحمة المولى بأن تكون أفعال البر بالوالدين مستمرة غير منقطعة حتى بعد الموت، فإن قصر إنسان بحقوق والديه وهما أحياء وشعر بالندم على ذلك بعد موتهما، يمكنه البر بهما بعد الموت.