الصلوات الخمس هي أفضل الأعمال والعبادات بعد نطق الشهادتين ولها واجبات وأركان وشروط ومن أهم الشروط تلك:
دخول الوقت
وهو أحد أهم شروط صحة الصلاة، بل إن الفقهاء قد أجمعوا على بطلان الصلاة بالحالة التي يؤديها العبد قبل دخول وقتها حيث استندوا في ذلك على قول الله تعالى في سورة النساء، الآية 103 (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
تلك الأوقات جميعها ورد في ذكرها في سورة الإسراء الآية 78 (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، أما تفصيل الأوقات وإيضاحه فقد ورد بالسنة النبوية المطهرة.
ستر العورة
أجمع الفقهاء على أن الصلاة لا تصح لمن صلّى كاشفاً لعورته مع قدرته على سترها واستدلّوا في ذلك بقول الله تعالى في سورة الأعراف الآية 31 (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ).
وقد قسّم علماء الإسلام العورة في الصلاة إلى أقسام ثلاثة، وهي: (العورة المغلّظة) وتشمل سائر عدا الوجه والكفين، وهي عورة المرأة الحرة، أما (العورة المتوسطة) تشير إلى ما بين السرة حتى الركبة، وهي عورة تجاوز عمره عشر أعوام، بينما (العورة المخفّفة) ويقصد بها القبل والدبر، وهي عورة الذكر الذي يتراوح عمره ما بين سبع حتى عشر أعوام.
الطهارة
الطهارة نوعان أولهما (طهارةٌ من الحدث)، وطهارةٌ من النجس والتي تكون من النجس بمواضع ثلاث؛ وهي البدن، مكان الصلاة، والثوب، حيث تكون الصلاة باطلة إن تم أدائها مع العلم بوجود النجاسة في واحد من الثلاث مواضع أو جميعها.
بينما الطهارة من الحدث فإنها كذلك تنقسم إلى نوعان وهما (طهارةٍ من الحدث الأكبر، وطهارةٍ من الحدث الأصغر) وفي ذلك أجمع الفقهاء على فساد صلاة المحدث، وكان دليلهم في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ).
استقبال القبلة
أجمع علماء الإسلام على أن الصلاة لا تصح في حال كان المصلي غير متوجه للقبلة مع وجود المقدرة على استقبالها، والدليل في ذلك قول الله تعالى في سورة البقرة الآية 149 (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ۗ).
النية
إذ تعد النية شرطاً من شروط الصلاة، فمن صلى بلا نية تكون صلاته باطلة، وفي ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
واجبات الصلاة
واجبات الصلاة هي بعض الأمور التي يؤديها العبد أثناء تأدية صلاته والتي إن تركها سهواً لا تبطل صلاته ولكن يجبرها سجود السهو على عكس أركان الصلاة التي تبطل الصلاة إن لم يؤديها متعمداً أو ساهياً وتلك الأركان هي (الصلاة قائماً بالفرائض، تكبيرة الإحرام، قراءة الفاتحة، الركوع، الرفع من الركوع، السجود، الرفع من السجود، التشهّد الأخير والجلوس له، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، الطمأنينة، الترتيب، التسليم)، أما واجبات الصلاة فهي:
التكبيرات: يكون التكبير حين الانتقال من ركنٍ إلى آخر.
التسميع: يقوم به الإمام والمنفرد قول: (سمع الله لمن حمده) وقت الرفع من الركوع، أما المأموم فلا يجب عليه قولها.
التحميد: يجب على كلاً من الإمام والمأموم والمنفرد قول: (ربنا ولك الحمد) عقب الرفع من الركوع.
التسبيح في الركوع: وهو قول: (سبحان ربي العظيم) خلال الركوع.
التسبيح في السجود: وهو قول: (سبحان ربي الأعلى) خلال السجود.
الاستغفار بين السجدتين: مثل قول (رب اغفر لي) حين الجلوس بين السجدتين.
التشهّد الأول والجلوس له.
أركان الإسلام
أركان الإسلام هي خمسة أركان والتي تمثل أسس ذلك الدين الحنيف وأركانه، فهي قواعدَ يقوم المنهج الإسلاميّ عليها ، وقد ورد عن الصحابيّ الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها بحديث نبوي شريف حيث قال: سمعت رسول الله يقول: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ).
كم أركان الإيمان
في حديث الملك جبريل -عليه السلام- ورد ذكر تعريف أركان الإيمان وقتما أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم عن معناه فقال له:(أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)، إذاً فإن أركان الإيمان عددها ستة أركان وهي:
الإيمان بالله: والتصديق اليقيني في وجوده وتوحيده وربوبيته.
الإيمان بالملائكة: وأنها مخلوقات نورانية خلقها الله لكي تسبحه وتعبده وتطيع أوامره.
الإيمان بالكتب السماوية: بمعنى الإيمان بجميع الكتب والرسالات التي أنزلها الله تعالى على رسله وأنبيائه مثل (التوراة، الإنجيل، الزبور المنزل على داوود عليه السلام، والقرآن المنزل على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم).
الإيمان بالرُّسل والأنبياء: والتصديق في جميع ما جاؤوا به من أوامر ورسالات من الله وأنهم بلغوا رسالاتهم بصدق وتمام.
الإيمان باليوم الآخر: من حيث الإيمان أن الدنيا دار زائلة والآخرة خير وأبقى والإيمان بما ورد في القرآن وسنة النبي الكريم عنها من أخبار وأحداث.
الإيمان بالقدر: خيره وشره وأن كل ما يتعرض له العبد من فعل الله وأمره تعالى.
أفضل الأعمال إلى الله
الصلاة هي أفضل الأعمال عند الله تعالى والتي يكمن مدى أهميتها فيما لها من فضل عظيم في حياة المسلم بالدنيا والآخرة، فهي الركن الثاني من الإسلام وقد ورد في ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حينما بعثه إلى اليمن (إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ).
كذلك فإن آخر وصايا رسول الله قبل وفاته كانت ضرورة الحفاظ على الصلاة، حيث روي عن الإمام علي رضي الله عنه أنه قال (كان آخِرُ كلامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ: الصلاةَ الصلاةَ، اتَّقُوا اللهَ فِيما مَلَكَتْ أيْمانُكُمْ)، كما كان قد قال فيها الحبيب المصطفى (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن).