في هذا المقال نوضح إجابة سؤال اعظم مراتب الدين هي مرتبة؟ ولكن بداية تجدر الإشارة إلى أن المقصود بمراتب الدين هي الدرجات التي يصل إليها المسلم ومُجمل أعماله والتي توضح مدى حرصه على الالتزام بطاعة الله سبحانه وتعالى والتقرب منه، وتلك المراتب هي التي تميز كل مسلم عن الآخر، ومن خلال السطور التالية على موسوعة سنشرح تلك المراتب وأعظم مرتبة فيهن، تابعونا.
تُعد مرتبة الإحسان هي أسمى وأعلى مراتب الدين.
شرح مراتب الدين
هناك 3 مراتب للدين هم الإسلام، الإيمان، الإحسان، ونقدم لكم فيما يلي شرحًا تفصيليًا لكل مرتبة:
مرتبة الإسلام
وهي المرتبة الأولى والأساسية من مراتب الدين، والمقصود بالإسلام أي الاستسلام لله بتوحيده وطاعته وعدم الشرك به.
وللإسلام أركان يجب أن يلتزم بها المسلم، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت.
فقد قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً”.
فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله تعني إيمان المسلم بأنه لا يستحق العبادة سوى الله عز وجل، وأن نبي الله الذي أرسله لعباده هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما ركن اقام الصلاة فالمقصود به التزام المسلم بأداء الفروض الخمس وهم الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء، ويجب أن يحفظ المسلم أوقات تلك الصلوات وأن يتمم أركانها.
والركن الثالث وهو إيتاء الزكاة أي التزام المسلم بتقديم زكاة المال لمستحقيها من الفقراء والمساكين.
والركن الرابع وهو صوم رمضان أي التزام المسلم بصيام شهر رمضان من كل عام وأن يُمسك عن المُفطرات فيه.
أما الركن الخامس فهو حج البيت أي القيام بشعائر الحج في بيت الله الحرام، وهو واجب لمن استطاع القيام به.
فعندما يعمل المسلم بجميع تلك الأركان؛ فيكون قد التزام بأفضل مراتب الدين وهي الإسلام.
مرتبة الإيمان
والمقصود بالإيمان أن يكون المُسلم مُصدقًا بقلبه وقائلًا بلسانه وعاملًا بجوارحه.
فتلك المرتبة يُقصد بها إيمان المسلم بأركان الإيمان الستة وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ”.
وجاء في حديث جبريل عليه السلام: حين سأله جبريل – عليه السلام – عن الإيمان فقال: “أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّه،ِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ”.
وقد علت مرتبة الإيمان على مرتبة الإسلام لأن المسلم قد يلتزم بأركان الإسلام فقط دون أن يكون مؤمنًا بقلبه.
وللإيمان حالتين، الأولى إطلاقه على الأفراد دون اقترانه بذكر الإسلام، فيكون المقصود به الدين كله.
فقد قال الله تعالى في سورة البقرة “الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور “.
كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل أعمالًا أخرى من الإيمان، مثل صيام رمضان وقيام ليلة القدر والحج والجهاد وغيرها.
فقد قال صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق“ز
أما ثاني حالات الإيمان هو إطلاقه على الأفراد ولكن مقرونًا بالإسلام، أي دلالته على الاعتقادات الباطنة.
وذلك لما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان”.
مرتبة الإحسان
وهي أعلى مرتبة من مراتب الدين، ويصل إليها كل ما زادت طاعاته وأخلص قلبه لله عز وجل.
ويُقصد بالإحسان أن تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام: “أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ”.
فعندما يستحضر المسلم خشية الله تعالى في قلبه، وعندما يكون قلبه حاضرًا في العبادة، وعندما يشعر بأنه قريبًا من الله تعالى ويراه ولكن الله هو من يراه؛ فيكون بذلك قد بلغ مرتبة الإحسان.
وليس كل مسلم مؤمن، ولكن كل مؤمن هو مسلم في الأساس، ولذلك من يصل إلى مرتبة الإحسان فيكون آمن وأسلم.
ولهذا جاءت مرتبة الإحسان في أعلى مراتب الدين.
وللمحسنين في مرتبة الإحسان مقامين، الأول وهو مقام المشاهدة، أي أن يعبد المسلم الله كأنه يراه بقلبه فيصبح قلبه مضيئًا بالإيمان.
أما المقام الثاني فهو مقام المراقبة، أي أن يستحضر العبد مراقبة الله تعالى له وقربه منه، وبالتالي يُخلص له ولا يلتفت إلى غيره.
آية جمعت مراتب الدين
ليست هناك آية جمعت مراتب الدين الثلاثة، ولكن هناك آية أوضح الله تعالى فيها الفرق بين الإسلام والإيمان.
فقد قال الله تعالى في سورة الحجرات “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
حديث عن مراتب الدين
هناك حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين مراتب الدين وقد رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
لا، لم تأت مراتب الدين في نفس المنزلة، بل اختلفت عن بعضها البعض، وذلك لأن من خلالها يتم معرفة مدى قوة إيمان المسلم.
فتلك المراتب تتفاوت بين بعضها البعض في الفضل، فأعلاها مرتبة الإحسان، وتليها مرتبة الإيمان، وتليهن مرتبة الإسلام.
وعلى الرغم من ارتباط تلك المراتب ببعضها؛ إلا أن المسلم قد يكون لديه إيمانًا في إحدى العبادات، وإحسانًا في عبادة أخرى.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي أجبنا فيه على سؤال اعظم مراتب الدين هي مرتبة ؟ كما شرحنا مراتب الدين الثلاثة بالتفصيل، والآية التي تحدثت عنها وكذلك الحديث الشريف، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.