تُعد صدقة سقي الماء من أفضل أنواع الصدقات التي يمكن إخراجها على روح المتوفي.
فعن الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: ” قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء”.
ويمكن سقي الماء بعدة أشكال منها حفر بئر من الماء في الطرقات حتى يرتوي منها المارة، أو في المناطق الفقيرة حتى يستفيد منها أهلها.
أو التبرع للمساجد من أجل شراء كولدير ماء، أو تركيب الكولدير في الطرقات وعند المنازل أو في الأسواق.
أو توزيع تلك المياه على الناس للاستفادة منها في الشرب، خاصة في التجمعات مثل المقابر عند دفن الموتى، أو في الحج أو العمرة.
أو دفع فاتورة المياه عن الفقراء والمحتاجين، ومشاركة الجيران في تعبئة خزانات المياه.
أو المشاركة في توصيل خزانات المياه للمناطق الفقيرة والمحتاجة.
وينال من يخرج تلك الصدقة أجرًا كبيرًا من الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة”.
وكلما اشتد بالإنسان العطش وشرب من تلك المياه؛ كلما تضاعف الأجر الذي يناله من أخرج تلك الصدقة.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أيما مؤمن سقى مؤمناً على ظمإ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم”.
صدقة الماء في المساجد
كما سبق وأوضحنا يمكن إخراج صدقة الماء في المساجد من خلال التبرع بكولدير مياه أو توزيع زجاجات المياه على المصلين.
فضل صدقة الماء للميت
أوضحت السنة النبوية المطهرة أن التصدق بالماء له فضل عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَث، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْل الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟! قَالَ: “فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ”.
كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهمية تقديم الماء للحجاج، ففي حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم: “انْزِعُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ”، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ.
وهناك العديد من الفضائل التي تعود على إخراج صدقت الماء على الميت وهي:
من يقوم بإخراج تلك الصدقة فهو ينال أجرًا عظيمًا من الله سبحانه وتعالى، فعن أبي هريرة قال النبي
” ليس صدقة أعظم أجراً من ماء”.
سقي الماء من أفضل الصدقات الجارية التي يمكن أن تخرج على روح المتوفي، فعن الصحابي الجليل سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: ” قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء”.
تُعد تلك الصدقة سببًا في غفران الذنوب، فقد قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء، كما أن الله سبحانه وتعالى غفر لرجل لأنه سقى كلبًا.
تُعد صدقة سقي الماء من أسباب الشفاء من الأمراض والأسقام، فقد ذكر الذهبي رحمه الله عن ابن شقيق: “سمِعت ابن المبارك وسأله رجلٌ عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سَبْعِ سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بما أعطوه، فقال له ابن المبارك: اذهب فاحفر بئرًا في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله”.
فضل سقي الماء للحيوانات
أجرًا عظيمًا يناله كل من يضع الماء للحيوانات والطيور على اختلاف أنواعها.
ففي حديث مسلم: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
كما أن سقي الماء للحيوانات سببًا في غفران الذنوب، فقد غفر الله تعالى لرجل لأنه سقى كلبًا كان يلهث من العطش.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ؛ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ”.