سجود السهو هو سجود يؤديه المصلي في نهاية الصلاة في حالة وقوع نقص أو خلل بشكل غير متعمد، والحكمة من تشريعه هو إتمام الصلاة بشكل صحيح دون نقص، ومن أجل تجنب إعادة الصلاة مرة أخرى، وتتكون من سجدتين ويُعرف بترقيع الصلاة، وقد أشار جمهور الفقهاء إلى أن سجود السهو سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي في موسوعة يمكنك التعرف على أسباب سجود السهو لدى المالكية:
حدد علماء المالكية أسباب سجود السهو وهما سببين، الأول وهو سجود السهو القبلي في حالة نسيان أو الغفلة عن سنن الصلاة مثل عدم قول التشهد الأول، أو عدم التكبير عند الركوع، أو عند أو عدم التكبير بعد السجود، فيؤدي المصلي سجدتي السهو لتعويض النقص الذي وقع قبل التسليم من الصلاة.
كما أشار علماء المالكية إلى أن المصلي يؤدي إلى سجود السهو إذا اكتشف الزيادة في سنن الصلاة مثل الزيادة في التكبير أو السجود أو الركوع، ويُعرف هذا السجود بالبعدي لأنه يؤدى بعد التسليم من الصلاة.
طريقة سجود السهو عند المالكية
طريقة السجود القبلي
يؤدي المصلي السجود القبلي قبل التسليم في الصلاة وفي الركعة الأخيرة.
فقبل التسليم يقوم المصلي بالتكبير ثم يسجد، ومن ثم يكبر بعد الرفع من السجود ثم يسجد السجدة الثانية، وبعد الرفع يتشهد دون ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
طريقة السجود البعدي
يؤدي المصلي السجود البعدي بعد التسليم من الصلاة حيث يسجد سجدتين، ثم يقول التشهد.
حكم سجود السهو
هناك حكمان لسجود السهو عند المالكية وهما يلي:
الندب
ذهب علماء المالكية إلى أن سجود السهو سنة مؤكدة في حالة الصلاة الفردية أو الصلاة الجماعية خلف الإمام.
في حالة أن الإمام سها في صلاته فإن سجود السهو يؤديه لنفسه فقط، وقد ذهب المالكية في هذا الحكم وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ”.
الوجوب
أشار المالكية إلى أن سجود السهو يكون واجبًا على المصلي إذا وقع خلل أو نقص في الصلاة من أجل تعويض هذا الخلل، ويكون ذلك واجبًا بالأخص في حالة نقصان ثلاث سنن في الصلاة.
ماذا يقال في سجود السهو
يقول المصلي في سجود السهو التسبيح الذي يُقال في الصلاة وهو “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات.
إذ أن التسبيح في السجود سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن حذيفة رضي الله عنه ” أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه “سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى”.
مشروعية سجود السهو
أجمع فقهاء الجمهور على أن سجود السهو سنة، إذ أنه ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:”صلَّى بنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الظُّهرَ خمسًا، فقِيلَ: أزِيدَ في الصلاةِ ؟ قال: وما ذاكَ؟ قالوا: صلَّيتَ خمساً، فسجَد سجدتَينِ بعدما سلَّم”.
كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال”إنَّ أحدَكم إذا قامَ يصلِّي جاءهُ الشَّيطانُ فلبَّسَ عليهِ حتَّى لا يدريَ كم صلَّى، فإذا وجدَ ذلكَ أحدُكُمْ، فليسجُدْ سجدتينِ وهوَ جالسٌ”.
كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”إذا شكَّ أحدُكم في صلاتِه، فلا يدري أواحدةً أم اثنتَيْن أم ثلاثًا أم أربعاً ؟ فليُتمَّ ما شكَّ فيه، ثمَّ ليسجُدْ سجدتَيْن وهو جالسٌ، فإن كانت صلاتُه ناقصةً فقد أتمَّها، والسَّجدتان ترغيمٌ للشَّيطانِ، وإن كان أتمَّ صلاتَه، فالرَّكعةُ والسَّجدتان نافلةٌ له”.