اعتادت المرأة منذ سنوات طويلة وفي مختلف الحضارات والثقافات على ثقب أذنيها، وذلك لتعليق القرط فيه كنوع من الزينة، ولذلك ففي العديد من البلدان، يحرص الكثير من الآباء والأمهات على ثقب آذان بناتهم منذ سِن صغيرة، لتعليق القرط فيها، وتعوديهن على ذلك، ولكن ما حكم الإسلام في هذا الفعل خاصة إذا ثقبت المرأة أذنها أكثر من ثقب؟ وما هو حكم الإسلام لهذا الفعل بالنسبة للرجال؟ كل ذلك سنوضحه من خلال سطور هذا المقال على موسوعة.
هل خرم الاذن حرام
لا، ثقب الأذن للنساء ليس حرامًا، فقد أجمع العلماء على جواز ثقب الأذن من أجل تعليق الحلي، وذلك بغرض التزين، ولكن دون إظهار ذلك لغير المحارم.
وقد كانت النساء خلال عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تثقبن آذانهن لوضع الأقراط فيها.
وأشار أهل العلم إلى أنه لا يوجد أي دليل على منع ثقب النساء لآذانهن، وبالتالي فإن الأصل هو الإباحة.
وقد جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صحيح مسلم، في سياق موعظة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بعد صلاة العيد، قال: (فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ).
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “الحاصل أن الذي يتمشى على القواعد حرمة ذلك في الصبي مطلقا; لا في الصبية، لما عرف أنه زينة مطلوبة في حقهن قديما وحديثا, وقد جوز صلى الله عليه وسلم اللعب لهن للمصلحة, فكذا هذا, وأيضا جوز الأئمة لوليها صرف مالها فيما يتعلق بزينتها لبسا وغيره مما يدعو الأزواج إلى خطبتها، وإن ترتب عليه فوات مال لا في مقابل، تقديما لمصلحتها المذكورة, فكذا هنا، ينبغي أن يغتفر هذا التعذيب لأجل ذلك، على أنه تعذيب سهل محتمل، وتبرأ منه سريعا, فلم يكن في تجويزه لتلك المصلحة مفسدة بوجه”.
حكم ثقب الأذن أكثر من مرة
لم يحرم الإسلام ثقب الأذن أكثر من مرة، نظرًا لعدم ورود دليلًا على المنع.
وليس هناك حرج من ارتداء أكثر من قرط في الأذن، ما دام ذلك من الزينة المعتادة التي يستحسنها النساء، دون أن يضر ذلك بالأذن أو يؤدي إلى تشوهها أو تغير شكلها.
هل يجوز خرم الأذن من الأعلى
نعم، يجوز خرم الأذن من الأعلى.
فقد أقر أهل العلم أنه ليس هناك فرقًا إذا كان الثقب من أعلى الأذن أو أسفلها، لطالما كان ذلك متعارف عليه في بيئة المرأة.
حكم ثقب الأذن في الغضروف
يجوز ثقب الأذن في أي مكان بها، طالما لم يكن من وراء ذلك ضررًا لها.
حكم ثقب الأذن للرجال
لا يجوز للرجل ثقب أذنيه من أجل تعليق القرط بهما.
وقد أجمع أهل العلم على عدم جواز تحلي الرجل بشيء في أذنيه، سواء كان هذا الشيء من الذهب أو الفضة، لما فيه من تشبه بالنساء والمخنثين وغير المسلمين.
وجزاء من يتشبه بالنساء هو الطرد من رحمة الله، فقد جاء في صحيح البخاري: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ).
