ما معنى اعقلها وتوكل

هدير عويدات 7 يناير، 2020

اعقلها وتوكل على الله في كل أمور حياتك، فالأصل في قوة الإيمان هو الاعتماد على الله عز وجل في والتوكل علية، فالتوكل على الله تعالى من دلائل ثبات الإيمان والتوحيد بالله عز وجل، وهناك الكثير من الأيات القرانية والأحاديث النبوية التي تحث المسلمين المؤمنين بالله ورسولة التوكل على الله تعالى في جميع أمور الحياة، فقد قال تعالى ( ومن يتوكل على فهو حسبه ونعم الوكيل)، كما أخبرنا الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه  عن جماعة من أمته عددهم 70 ألف سيدخلون الجنة من غير عذاب وهم المتوكلون على الله، وفي هذا المقال في الموسوعة نتحدث عن التوكل على الله تعالى وترك الأمور جميعها له، وبين التفكر والأخذ بالأسباب، وهو اعقلها وتوكل .

اعقلها وتوكل على الله

على كل مؤمن مسلم أن يتوكل على الله تعالى في جميع أموره في الحياة، وان يستقبل قضاء الله عز وجل بصدر رحب، وان يرضى بكل ما قسمة الله تعالى له، ففعل مثل هذه الأمور دليل على قوة العقيدة وثباتها، كما يدل على أن هذا الإنشان وصل إيمانه وحسن ظنه بالله إلى درجة كبيرة جدًا.

وهناك علاقة بين التوكل على الله تعالى وبين الأخذ بالأسباب، فالكثير من الأشخاص يلتبس لديهم هذا الأمر، وتتعدد المفاهيم الخاطئة بين هذا التوكل على الله تعالى وبين الأخذ بالأسباب والتفكير في الأمر وعقله، وكل شخص يفهم تلك المعاني بحسب قوة إيمانه ووعيه الديني.

فالمؤمن الفطن صاحب العقل الرشيد هو من يقوم بالتفكير في أمره، ومن ثم بعد الوصول إلى القرار الصحيح يعزم الأمر على تنفيذه وتركه النتيجة على الله رب العباد، دون الخوف من خوض التجربة واتخاذ القرار، بل يتخذ قرارة ، وترك الأمر لله مع الشعور والإيمان والثقة في تدابير الله عز وجلن فهذا المعني الحقيقي لاعقلها وتوكل على الله، فقد قال تعالى في كتابة العزيز  “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” .

فالعزيمة في في اتخاذ القرار بعد التفكير السليم والأخذ بالأسباب الدنيوية، وكذلك الأسباب الدينية وبعد ذلك التوكل على الله هو الطريق الصحيح الذي يجب على كل مسلم أن يتبعه في فجميع أمور حياته.

قصة اعقلها وتوكل

فقد جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه، قال:”قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ: أعقِلُها وأتوكَّلُ أو أُطلقُها وأتوكَّلُ قال: اعقِلها وتوكَّلْ”

ففي هذا الحديث يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، أن أحد السائلين جاء ليسأل رسول الله عليه وسلم هل أعقل الناقة وأتوكل على الله أي هل يا رسول الله أربط الناقة، وأخذ بالأسباب، أم أتركها دون أن اعقل رباط الناقة وأتوكل على الله، والمقصود بأعقلها هنا ليس العقل وإنما المقصود به رباط الناقة أي أربطة إلى عقل صغيرة، فكان جواب الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا السائل شامل جامع لكل المعاني، موجزًا يحمل في معانية العديد من البلاغات البيانية، فقد أجابه بقوله (بل أعقلها وتوكل)، أي احكم شد ركب الناقة مع ذراعها بالحبل المتين بحيث لا تنفك عقالها وتهيم الناقة على وجهها وهي تسير، ثم سلم بعد ذلك الأمر لله، فهنا المعنى الحقيقي للأخذ بالأسباب والتعامل بالفطرة والمنطق والعقل، وفي نفس الوقت التوكل على الله وتسليم الأمر له.

فكل منهما لا يتعارض مع الأخر ولا يتنافى احدهما مع الثاني، ولا يقلل من شأن الإيمان بالله عز وجل، ولا يتنافى مع الإيمان بنفاذ قضاء الله مهما كانت الأسباب.

مصدر: 1.

ما معنى اعقلها وتوكل