لم يأمرنا الله عز وجل بالصيام من أجل أن يشق علينا، أو يحرمنا من ملذات الطعام والشراب. فهو من خلقها ومنحنا إياها، فكيف يكون هذا هو الغرض من الصوم !، ولكنك يا عزيزي لا تتمهل في التمعن بما يُحيط بك من أحكام إلهية لا تنم إلا على عظمة الخالق سبحانه، وحكمته عز وجل في تهذيب النفس البشرية التي إن تُركت وشأنها سرعان ما سيطرت عليها الشهوات، وتخلت عن إنسانيتها. فالصوم خير تأديب للنفس، يُساعد على تطويعها على أن ترى ما ترغب به وتطلبه أمام أعينها، ولكنها لا تحصل عليه ابتغاء مرضاة الله عز وجل. ولكن ما هو حكم من أفطر عمداً في رمضان، هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقال اليوم على موسوعة.
خلق الله عز وجل الإنسان ومنحه من العقل ما يستطيع أن يُفرق به بين ما ينفعه، وما يضره. والصيام هو الركن الثاني من أركان الإسلام. والتي لا يُمكن أن يتجاهلها المسلم أو يحسبها على أنها لم تكن ولا يلتزم بها.
فهو فريضة كتبها المولى على كل مسلم بالغ عاقل، في شهر رمضان الكريم. على أن يبدأ الصيام من وقت الفجر، وحتى أذان صلاة المغرب.
ومن هنا يتعين على الإنسان أن يلتزم بالصيام عن جميع الملذات سواء كانت من الطعام والشراب، أو من الجماع. طالباً بذلك وجه الله عز وجل.
هناك نوعين من الإفطار في رمضان:
الإفطار العمد، وهو الذي لا يرغب فيه المسلم بالصيام، أو يقطع فيه صومه بسبب العطش، أو الجوع، ورُبما غيرها من المفطرات كالجماع مثلاً.
الإفطار بعذر، وهو الذي لا يقوى فيه المسلم على الصيام بسبب مرضه الشديد، أو سفره الطويل، فيأخذ بالرخصة التي منحها الله إياه ويفطر. وكذلك تتعرض لهذا الأمر المرأة الحامل، المرضعة، وكبار السن.
وفي تلك الحالة الثانية إما أن يكون هذا العذر زائل، فيقضي المسلم صيامه بعد زوال ما يمنعه، أو أن يكون هذا العرض دائم، فعليه في تلك الحالة أن يُطعم عن كل يوم مسكيناً.
الإفطار عمداً اختلف الفقهاء بشأنه، فمنهم من أفاد بأنه من يرتكبه يخرج عن الإسلام. خاصة إن استحل فعلته ووجد أنها أمر طبيعي، ولم يؤمن بأهمية الصوم.
ومنهم من اعتبر أنه من يفطر عمداً في رمضان يكون فاسق فقط، ولا يصل إلى درجة الكفر، وعليه أن يتوب عن فعلته ويقضي ما عليه من أيام. خاصة إن كان إفطاره ناتج عن العطش أو الجوع. مع الرجوع إلى الله وعقد العزم بعدم تكرار الأمر.
أما في حالة إن كان هذا الإفطار بسبب الجماع، فعليه أن يقضي تلك الأيام، مع صيام شهرين متتابعين عن كل يوم فطر فيه. أو يُحرر رقبة عن كل يوم. مع ضرورة التوبة إلى الله عن هذا الفعل.
وبالنسبة للحائض والنفساء، فعليها أن تفطر مع قضاء تلك الأيام في وقت لاحق، وتأثم إن صامت لما يُشكل صيامها في تلك الحالة من ضرر جثيم على حالتها الصحية.