موضوع عن التسامح ، عندما تدور الخلافات والصراعات بين البشر تضطرم النفوس ولا تهدأ يشهر الفرد وكان بداخله جمر من نار لا ينطفئ، يظل كأنه يأكل في نفسه، وهكذا يبقى إلى أن يعفو عن غيره ويتسامح معه، فكأن ماء باردة سكنت نفسه، وتلطف ما بداخله، ولذلك نتحدث في هذا المقال على موسوعة عن صفة يحتاجها المجتمع بشدة وهي التسامح و نعرض أهميته.
حث القرآن الكريم المنزل من عند الله تعالى وكذلك رسولنا الحبيب على ترسيخ صفة التسامح، فهي تعد فضيلة كبرى لنزع الحقد والكراهية والبغضاء من المجتمع، فبها يتم التماس الأعذار والعفو مع المقدرة، ومن أشهر الأملثلة على ذلك هو قدوتنا الرسول الحبيب عندما فتح مكة وعاد إليها بعد أن سنوات من البعد عن أحب البلاد إلى قلبه سأل أهل قريش ممن عذبوه وأصحابه: (ماذا تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيرا، كريم وابن أخ كريم، فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء).
التسامح في اللغة هو التساهل أو التهاون، فهو الحلم والمغفرة والعفو والتساهل، فهو العفو عند المقدرة، واللين وعد الرد على الإساءة بالإساءة، ولا يستطيع التسامح إلا ذوات النفوس الطيبة المتواضعة، ولا يعني التسامح بأن الفرد ضعيف أو قليل الحيلة، بل تعني رقيه وطيب أخلاقه وحسنها، فلا يسعى إلى الانتقام أو الأذى لأنه موقن بعدالة السماء، مما يورثه نفس مطمئنة هادئة.
للتسامح على كل ما له من قيمة خلقية عظيمة، إلا به الكثير من الأنواع المختلفة، وهي سلوكيات وأفكار ومبادئ لا يمكن أن تتجزأ، ومن بين أنواع التسامح كل مما يلي:
للتسامح بين الناس أهمية كبيرة، وأثر عظيم في النفوس، ومن بين أهميات التسامح للفرد والمجتمع كل مما يلي:
حث الإسلام على الرحمة والأخلاق الحميدة ومنها التسامح والعفو، ولذلك ورد بالقرآن العديد من الآيات التي تتحدث عن التسامح ومنها ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، كما حث أيضًا على التسامح مع غير المسلمين، فعندما فتح عمر بن الخطاب القدس تسامح مع أهلها وأعطاهم العهدة العمرية التي أمنهم فيها على أموالهم ودمائهم وأعراضهم ودينهم.
كما أن الرسول بعد عودته من الطائف، الزيارة التي لقى فيها التعذيب والتجريح من كبار المدينة وغلمانها، وشهد أسوأ معاملة وقوبل بالطرد، آتاه ملك الجبال وينتظر منه أن يأمره بأن يطبق عليهم الجبلين، ولكن الرسول أبى ودعا أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وينصر دينه.
يرتبط التسامح عند الغرب ومفهومه بتحقيق ركنين أساسين هما الواجبات والحقوق، فيجب على الإنسان معرفة حقوقه ولماذا يحصل عليها، كما يجب عليه أن يعرف واجباته ومتى عليه تحقيقها، وبناء على ذلك فالتسامح ينتج البيئة القائمة على احترام الآخر واحتراف اختلافه، وكذلك تحقيق مبدأ المساواة، ولكن وفقًا لذلك المفهوم يمكن في الغرب القبول بفعل أمر ما بالرغم من كراهيته كشكل من أشكال التعامل مع الاختلاف، وذلك ما حدث عندما تراجعت السلطة عن قرار منع الخمر وسمحت بها مرة أخرى.
ذكر التسامح في القرآن الكريم في العديد من الآيات، بالإشارة إليه، إلى جانب العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، لبيان مدى أهمية التسامح في الدين الإسلامي، إلى جانب الكثير من الشخصيات المشهورة على مر التاريخ، ومن بين تلك المواضع التي ذكر فيها التسامح كل مما يلي:
التسامح من القيم التي حثت إليها كل الأديان السماوية، وتغنت بها الشعراء والأدباء, الفلاسفة، وقد ذكر في التسامح الكثير من الكلمات، والتي من بينها كل مما يلي:
الأخلاق الكريمة متعددة ومختلفة، ويجب على الفرد العمل على التحلي بها، ومن بين تلك الأخلاق هو خلق التسامح الكريم، والذي يعني العفو عند المقدرة على الأخذ، والترفع عن أذى الناس، والصفح عن المسيء على الرغم من القدرة على أخذ الحق، فالتسامح هو مرتبة أخلاقية عالية، تعمل على دفع الفرد للسمو بنفسه عن الإساءة.
هو خلق من أفضل الأخلاق وأجملها، والتي تسمو به الروح، وترتفع قدرها عند الخالق، فالتسامح في الحق دون الإجبار، والتهاون في رد الأذى مع المقدرة وحلم عن المسيء والصفح عن دالمقدرة ورد اللين في التعامل مع الآخرين من أعظم الصفات التي حث عليها المولى- تبارك وتعالى- في القرآن الكريم.