ما معنى الحب ؟ إن الحب هو اللحظة التي تتجلى فيها الإنسانية بأسمى معانيها، وتتخلص فيه الروح من قيود الجسد الفاني، لتهفو تحلق في أعالي السماء كنسر شامخ، أو كفراشة تطير على كل زهرة ترشف من الرحيق والريحان، الحب هو أساس السلام والوئام وطريق الإنسان ليتصالح مع نفسه وغيره، ووسيلته ليفيد وطنه، بل هو وسيلة الإنسان ليكون من بني الإنسان، لمزيد من التفاصيل تابعونا على موسوعة.
قد حث الإسلام على الحب، وتضمنت الشريعة العديد من مظاهر الحب وطرقه، فمن ذلك حب الله تعالى وحب رسوله، فالله تعالى يحب عبده، ونبينا صلى الله عليه وسلم يحبنا جميعًا.
والدليل على حب الله تعالى قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه”.
والدليل على حب النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابة رأوه يومًا عليه الصلاة والسلام يبكي، فقالوا: ” يا رسول الله: ما يبكيك؟ فقال: اشتقت إلى أحبابي، قالوا: يا رسول الله أولسنا أحبابك، قال: لا، أنتم أصحابي، أما أحبابي فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني”.
وكانت محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في الإسلام أعلى مرتبة من مراتب الحب، لذلك قال تعالى: “قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين”.
والإسلام لم يحرم الحب بين الجنسين، ولكنه جعل له ضوابط محددة تبدأ من الخطبة وتنتهي بالزواج، ليتجنب المؤمن بذلك طريق الإثم، ويحقق الغاية التي وضعها الله له وهي إعمار الأرض وعبادته تعالى، لذلك علينا أن نعمل على تسهيل إجراءات الزواج كمجتمع لنحقق ما أمر الله به.
كما لم يقتصر الحب في الإسلام على البشر بل تعدى ذلك إلى الحيوان والجماد، ومن ذلك حديث دخلت امرأة النار في هرة، ودخل رجل الجنة في كلب، وحنين الجذع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما انتقل إلى المنبر، فمسحه بيده صلى الله عليه وسلم في رحمة، وبذلك لو تأملنا لوجدنا أن الحب هو أساس من دعائم الإسلام.
إن الزواج هو الرابط الذي يجمع بين الألفة والمودة والمحبة؛ لذلك يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.
لذلك فالحب بين الزوجين يعبر عن معانٍ كثيرة، فهو يعني الاهتمام والحنان، يعني تبادل الهدايا والكلمات، يعني التسامح عن الأخطاء، والتنازل عن الكبرياء، يعني مراعاة المشاعر والأحاسيس، كما يعني مشاركة هموم الحياة وأعباءها، يعني التضحية بكل شيء في سبيل الغير.
فالحب بين الزوجين رباط مقدس يربط بينهما، ولا يسمح بالبعد وسط الضغوطات، بل تحمل واحد قد انقسم نصفين من أجل العبور.
يعتبر الكثير من الناس أن الحب هو الجزء الأهم في حياتهم، وربما قد يكونون محقين في هذا الشأن، ولكن لتحديد ذلك ينبغي علينا أن نحدد الهدف من الحب: هل هو فقط للاستمتاع بالحياة أكثر؟ أم لمنعنا من الشعور بالوحدة؟ أم ماذا؟
إن الحب الحقيقي مريبط بهدفك الأسمى في الحياة، فإذا أعطيت حياتك لهدفك، فسيتدفق منك الحب بشكل تلقائي.
عند التفكير في الزواج ربما لا تعبر كلمات من نوع: أنا أحبك أو لا أستطيع العيش من دونك عن قوة الحب الحقيقي التي نريد الوصول إليها، ولكن للوصول إلى تلك القوة ربما يمكن تغيير طبيعة الحب إلى: أشعر بحبك ماذا يمكننا أن نفعل معًا؟ هل يمكننا العمل معًا بشكل جيد؟ هل يمكننا التعامل مع الحياة الصعبة معًا؟
إن الحب لا يتغذى على النار كما هو الحال في الأساطير القديمة، بل إنه يكبر من خلال المشاركة والتعبير في السراء والضراء، الحب الحقيقي حب هاديء متزن عقلاني ينتج عنه النجاح الاجتماعي والعلمي والثقافي.
ومع ذلك فالفشل جزء من حياتنا على البسيطة، لذلك فقد نعاني من خيبة الأمل في بعض الأحيان؛ لكن ربما يكون ذلك تذكارًا ودليلًا على أن الدنيا ليست دار السعادة الكاملة.
إن الصدق أساس بقاء الحب، والتقارب هو وسيلة الوصول إلى المشاعر، والمشاعر تسمو بالإنسان إلى أعلى مراحل التخطيط من قلب ينبض بعقل يفكر.
إن الحب موجود في كل مظاهر الحياة حولنا، بين الأم وصغارها، بين الأزهار وتفتحها، بين الحيوانات والرفق بها، بين الإنسان وأخيه، بين الفرد والوطن، والاهم من ذلك كله بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعباده.
كان ذلك حديثنا عن معنى الحب. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.
