لا، فالأمازيغ ليسوا من العرب، بل هم كنعانيون انحدر نسلهم من مازيغ بن كنعان، أي أن جذورهم من شبه الجزيرة العربية.
وأشار بعض الباحثون المعاصرون إلى احتمالية عودة أصل الأمازيغ إلى أوروبا، واستندوا في ذلك الرأي إلى وجود تشابه بين ملامحهم وملامح الأوروبيين وبالتحديد ذوي الأصل الألماني.
ولكن هناك من نفى ذلك، وأكد أن الأمازيغ سكنوا أفريقيا من قبل الفتوحات.
أصل الأمازيغ الحقيقي
تعود أصول الأمازيغ إلى شمال أفريقيا، امتدادًا من البحر الأبيض المتوسط في الجهة الشمالية من القارة الأفريقية، إلى الصحراء الكبرى بجنوب أفريقيا.
فقد سكنت شعوب الأمازيغ منطقة واحة سيوة بمصر في الشرق امتدادًا إلى الغرب بالمحيط الأطلسي.
ويُعد اسم (نوميديا) هو الاسم الذي كان يُطلق قديمًا على موطن الأمازيغ.
أما عن تعريف الأمازيغ بالتحديد، فيمكن القول أنهم الشعوب والقبائل التي تجمعت من طوائف مختلفة تحت هذا المسمى.
تم تقسيم الأمازيغ إلى قسمين، قسم يعود نسبه إلى بنو برنس وأطلق عليهم العرب اسم البرانس، وقسم يعود أصله إلى مادغيش الأبتر، ويُطلق عليهم البتر.
تستخدم القبائل الأمازيغية اللغة الأمازيغية في الحديث، وتُشكل مفردات اللغة العربية حوالي 30% من اللغة الأمازيغية والتي تُعد من أصعب اللغات.
تاريخ الأمازيغ
هناك الكثير من الكتابات المصرية القديمة التي تناولت تاريخ الأمازيغ، وأشارت إلى أنه يعود إلى حوالي 3 آلاف سنة قبل الميلاد.
ومنذ بداية ظهور الأمازيغ، فقد أُطلقت عليهم العديد من الأسماء وهي الليبيون، المور، الجيتوليون، النوميديون.
وقد عاصرت قبائل الأمازيغ أقوى دول العالم وأقدمها، فكان لهم أثر كبير في المجالات العسكرية، وتُعد مدينة قرطاج من أبرز الأمثلة على تأثير الشعوب الأمازيغية، والتي انصهرت بشدة مع الإغريق، كما اندمج الأمازيغ في الدولة الرومانية وهو ما ظهر في قوة مدينة قرطاج الرومانية.
وسياسيًا، فقد اكتسبت الجيوش الرومانية قوة كبيرة والمستمدة من قوة قياصرة الرومان ذوي الأصول الأمازيغية.
ولأكثر من 50 عامًا، اشتعلت حروب دامية بين الأمازيغ والدولة الأموية العربية، واندمج الأمازيغ مع العرب، وقدموا لهم الدعم والمساندة في بعض غزواتهم، وقيل أن طارق بن زياد ذو أوصول أمازيغية، وعلى يديه فُتحت الأندلس.
أماكن الأمازيغ
تعيش شعوب الأمازيغ في منطقة كبيرة تبدأ من واحة سيوة بجمهورية مصر العربية، وحتى جزر الكناري، ويعيشون أيضًا في الجزء الممتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط حتى مالي والنيجر في الصحراء الكبرى، ويتمركز الأمازيغ بكثرة في الدول الآتية:
الجزائر: فهناك العديد من المناطق في دولة الجزائر التي تعيش بها قبائل الأمازيغ وهي: الشناوية، الطوارق، بنو مزاب، منطقة الشاوية، أمازيغ تفارقرانت، منطقة القبائل.
المغرب: يمثل الأمازيغ حوالي 40% من سكان المغرب، ويتمركزون في 3 مناطق وهي: منطقة الشمال والشرق، منطقة سهل سوس، منطقة الأطلس المتوسط.
مصر: يعيش الأمازيغ بشكل أساسي في واحة سيوة بمصر، ويبلغ عددهم في تلك المنطقة حوالي 25 ألف نسمة، وهم يتحدثون باللغة السيوية.
تونس: يزيد عدد الأمازيغ الذين يعيشون في تونس عن 100 ألف نسمة، يتمركز تواجدهم في مناطق جزيرة جربة، تطاوين، مطماطة،، سليانة، الكاف، تكرونة، القصرين، سوق الأحد، قبلي.
ليبيا: تشكل القبائل الأمازيغية حوالي 52% من سكان طرابلس في ليبيا، ومن أكثر الأماكن التي يتمركزون فيها واحة الجغبوب شرقًا، مدينة أوجله، مدينة جالو، مدينة زوارة، جبل نفوسة.
كندا: يبلغ عدد الأمازيغ الذين يعيشون في كندا حوالي 20 مليون نسمة.
فرنسا: يعيش الأمازيغ على الأراضي الفرنسية، ويبلغ عددهم حوالي مليون نسمة.
لماذا يكره الأمازيغ العرب
يُعرف عن الأمازيغ كرههم للعرب، بسبب سياسة التمييز العنصري التي مارستها السلطات الجزائرية ضدهم.
إلى جانب دور تلك السلطات في منع الأمازيغ من الاندماج في الثقافة العربية.
الأمر الذي أنشأ أجيالًا من الأمازيغ تربت على كراهية العرب بشكل كبير.
الدين عند الأمازيغ
على مدار التاريخ، اعتنق الأمازيغ عدة ديانات، حيث اتخذوا القمر والشمس آلهة عبدوها.
كما اعتنق الأمازيغ الديانة المسيحية قبل اعتناقهم الإسلام، وفي الوقت الحالي، فإن الغالبية العظمى منهم تعتنق الإسلام وينتمون إلى المذهب السُني، ويحرصون على دمج عباداتهم بعاداتهم وتقاليدهم.
عادات وتقاليد الأمازيغ
تميز الأمازيغ على مدار تاريخهم وفي مختلف أماكنهم بعادات وتقاليد وهي:
تُعد عادة السلوكت من أكثر العادات التي ينتهجها الأمازيغ لنشر الأفكار الإسلامية من اللغة العربية إلى الأمازيغية، حيث تعتمد تلك العادة على دعوة البيئة السوسية للتعرف أكثر على الدين الإسلامي للتأثر به وبتعاليمه وعاداته، فيقوم جماعة بتلاوة القرآن الكريم، مع إنشاد الأمازيغ قصيدتي البرد والهمزية للإمام البوصيري مستخدمين في ذلك اللغة العربية، ثم شرح كل ما سبق باللغة الأمازيغية لكل من لا يفهم اللغة العربية.
يقدس الأمازيغ دور العبادة الإسلامية بشدة، فيدرسون العلوم في النادي العام، ويوقرون ويحترمون أستاذ المسجد، وتُعد المساجد ملتقى النساء والأطفال لتعلم التربية الإسلامية باللغة الأمازيغية، ولذلك اعتادوا على الدراسة في حلقات الدروس الليلية، إلى جانب حفظ القرآن الكريم والدراسة باللغة العربية في حلقات دروس النهار.
تُعد قصيدتي البردة والهمزية من العادات المتأصلة في القبائل والشعوب الأمازيغية، وهي عادة مرتبطة بعادة السلوكت، وصاحب القصيدتين هو الإمام البوصيري، والذي كتبهما في المديح النبوي، ويقدسهما الأمازيغ بشدة، حيث يستخدمون قصيدة البردة عند كتابة التمائم، وينشدونها عندما يدفنون الميت، كما تُكتب بكثرة على جدران المساجد.
من العادات الأمازيغية الشهيرة عادة التاحزابت، حيث يتلو الأمازيغ القرآن الكريم بشكل جماعي بكل قوة وبأعلى درجة صوت، وذلك عندما يتلاقون في منتزهات أدوال، ونظرًا لجودة تلاوتهم، فيتأثر بها القراء بشدة.
يشتهر الأمازيغ بالترجيز، حيث ينشد الأمازيغ الشعر العربي بالإنشاد والترديد، فيقوم أحد الأفراد بقراءة الشعر، ويردد وراءه الحضور، ثم يستكمل شخص آخر القراءة، وتتمثل أهمية عادة الترجيز في كونها تزيد التفاعل بين المستمعين من الأمازيغ.
نساء الأمازيغ
لعبت نساء الأمازيغ أدوارًا كبيرة في الحفاظ على ثقافة الأمازيغ ولغتهم وأساطيرهم وقيمهم، إلى جانب دورها في نقل التراث الثقافي الأمازيغي من جيل إلى آخر، ولذلك استمرت اللغة الأمازيغية منذ العصر الحجري حتى الوقت الحالي.
ومن أهم القيم التي حافظت عليها النساء الأمازيغيات الكرم وحُسن الضيافة، إلى جانب حرصهن على مدار التاريخ على الحفاظ على التماسك الأسري للقبيلة، لذلك تنازلن لإخوانهن عن نصيبهن من الأراضي الزراعية، وذلك للحفاظ على التماسك القبلي، على الرغم من حقهن في المساواة مع الرجال، طبقًا لما نص عليه القانون العرفي.
تتسم المرأة الأمازيغية بعدة صفات أبرزها قدراتها الفائقة على أداء العديد من المهام في وقت واحد، فهي تساعد الرجل في العمل، وتهتم بتعليم وتربية أبنائها.
ومن أهم مميزات المرأة الأمازيغية تمتعها بشخصية قيادية، حيث تستطيع التغلب على أصعب الظروف بالقرارات الحاسمة الصائبة التي تتخذها.
منذ سنوات طويلة، حققت المرأة الأمازيغية تفوقًا واضحًا في عدة مجالات منها الصحة والتعليم والقضاء وغير ذلك، ومنذ القِدم أيضًا، كانت المرأة الأمازيغية ولا زالت تسعى للحصول على حريتها.
وعلى مر التاريخ، أنجبت القبائل الأمازيغية العديد من السيدات اللاتي حققن شهرة تاريخية ومنهن الملكة ديهيا التي تولت حكم منطقة شمال أفريقيا وانتصرت على الرومان، والملكة تين هينان ملكة الطوارق في القرن الخامس الميلادي، والمقاومة فاطمة نسومر زعيمة المقاومة الجزائرية والتي حاربت الجيوش الفرنسية، وذلك بفضل شجاعتها.
أسئلة شائعة
ما هو الفرق بين العربي و الامازيغي؟
يتمثل الفرق بين العربي والأمازيغي في أن انحدار العربي من نسب عربي، له أصول تعود إلى أجداده في شبه الجزيرة العربية، أما الأمازيغي فهو من السكان الأصليين للمغرب.
من اقدم العرب ام الامازيغ؟
يقول المؤرخون أن الأمازيغ أقدم من العرب، حيث ظهر الأمازيغ من عشرات الآلاف من السنين في شمال أفريقيا، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك وجود للعرب والذين ظهروا منذ حوالي ألفين سنة.
