الكساد الكبير هو أزمة اقتصادية عانت منها جميع دول العالم بشكل مفاجئ، وقد استمرت هذه الأزمة العالمية فترة كبيرة حيثُ أنها كانت من أقصى وأطول الفترات التي عانت منها الدول من الكساد الاقتصادي الذي ينشأ عادة بسبب أزمة مالية كبيرة في الدولة، حيثُ أن الدول التي تُعاني من كساد اقتصادي تُعاني من انخفاض كبير في الناتج المحلي، كما أنه يحدث نتيجة التضخم الاقتصادي التي تعاني منه البلد انخفاض أو ارتفاع في الأسعار، وإليكم في المقال التالي في الموسوعة سوف نشرح لكم ما هي أزمة الكساد الكبير الذي طال جميع دول العالم، وأهم الأسباب التي أدت لهذه الأزمة.
بدأت أزمة الكساد الكبير أو الانهيار الاقتصادي الذي طال البلاد في عام 1929م، حيثُ أنه قد استمر فترة طويلة دامت حتى عام 1939م، وتُعد هذه الفترة هي من أسوء الفترات التي عانت منها البلاد من الكساد، حيثُ أن هذه الأزمة كان لها أثر عظيم في العالم الاقتصادي وحدثت العديد من التغييرات الجوهرية داخل المؤسسات الاقتصادية الكبرى.
ومن الجدير بالذكر أن أزمة الكساد كانت قد نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية حيثُ أنها تُعد من أسوء الأوقات التي مرت على أمريكا منذ الحرب الأهلية، فقد تسببت في حدوث انخفاضات شديدة في الإنتاج، وارتفاع مهول في نسبة البطالة، وقد طال هذا الكساد جميع أنحاء العالم، فعانت جميع دول العالم من انكماش حد.
وعلى الرغم من أن أزمة الكساد قد طال جميع البلدان في العالم إلا أنه قد كان هناك تفاوت في حدة الكساد من بلد إلى آخر، كما أنه اختلفت التوقيتات للازمة في كل بلد عن الأخرى، فقد كان الكساد في أمريكا وأوروبا حاد وقاسي إلى حد كبير، واستمر مدة كبيرة، بينما كان في معظم أمريكا اللاتينية واليابان معتدل إلى حد ما.
وقد كان لهذه الأزمة الاقتصادية التي تضررت منها جميع الدول أثر مدمر واضح ظهر في فترة قصيرة جدًا، حيثُ أنه قد قل معدل الإنتاج على المستوى الدولي بدرجة مهولة، وحدث تدني كبير في مستويات الدخل، ويذكر أنه في فترة بداية الثلاثينات ما يقارب ربع القوى العاملة في البلدان الصناعية لم تستطع الحصول على عمل.
وكانت قد بدأت الأزمة تهدأ في بداية الثلاثينات ولكن لم يظهر انتعاش البلدان إلا في أواخر نهاية عقد الثلاثينات، وقد كان هناك محاور أساسية لمحاولة تخطي بلدان العالم هذه الأزمة، وهذه المحاور هي التوقف عن نظام المعيار الذهبي وتقليل قيمة العملة، والتوسعات المالية التي تحدث عن طريق زيادة إنفاقات الحكومة على الوظائف المختلفة والبرامج المتعلقة بالرعاية الاجتماعية، وإنفاق الولايات المتحدة الأمريكية في المجال العسكري الكثير مما ساعد على تقليل نسبة البطالة في البلاد.
كان هناك عدة أسباب لحدوث الأزمة في أمريكا حيثُ أن البنك المركزي للولايات المتحدة كان السبب في حدوث هذه الأزمة، فقد اتخذ الرئيس الاحتياطي الفدرالي “بن برنانكي” العديد من القرارات واتخذ سياسة خاطئة في وقت معين تسبب في التعرض للأزمة، من هذه الأخطاء: