يعتبر الشعور بالقلق من الأمور المتكررة التى نمر بها جميعاً في كثير من مواقف الحياة المختلفة لكن تتفاوت درجة القلق من إنسان لآخر فيوجد من يتعرض لنوبة قلق بصورة طبيعية وهذا النوع علي المستوي الفسيولوجي يفيد الإنسان كثيراً لأنه يولد لديه رغبة في التصرف أو لإنشاء رد فعل صحيح بناء على الموقف ؛ لذا نوبة القلق هذه قد تفيد في الوصول للنجاح والتصرف مختلف الأمور في العمل أو في العلاقات الإجتماعية.
لكن إذا تم التعرض لنوبات من القلق بشكل حاد ومستمر بدون وجود سبب محدد لذلك؛ فإن هذا النوع من القلق يسمي القلق المتعمم ( Generalized anxiety disorder ) وهذلك النوع الذي يعيق من نظام الحياة اليومي للإنسان فيمكن أن يؤثر على نشاطه اليومي؛ هذا النوع من القلق عادة ما يصاحبه الشعور بالتوتر الزائد والخوف وبالتالي يتولد لدى الإنسان رد فعل غير منطقي على بعض المواقف الحياتية .
أنواع القلق
من الطبيعي أن يحس الإنسان بالقلق، أو بالفزع، وذلك من حين إلى آخر، أما في حالة إذا كان الإحساس بالقلق من الممكن أن يتكرر في أوقات وأحيان متقاربة دون أي سبب حقيقي للدرجة أنه صار يؤثر على سير الحياة اليومية، ففي الأغلب أن تلك الحالة هي اضطراب القلق، وذلك الاضطراب يسبب حالة من القلق الزائد، والغير الواقعي، إلى جانب شعور بالخوف، وهو أكبر بكثير من كونه رد فعل طبيعي على حالة خاصة.
توجد الكثير من الأنواع الخاصة للإصابة بالقلق، والتي تندرج تحت الكثير من الأنواع المختلفة، والتي من بينها ما يلي:
اضطراب القلق المتعمم (Generalized anxiety disorder): يكون ذلك النوع من القلق ما هو إلا قلق زائد تجاه القيام بأي نشاط، أو التدخل والانخراط في أي أحداث حتى الروتينية منها.
اضطراب القلق بسبب حالة طبية: نوع من أنواع القلق، والذي يحدث نتيجة الإصابة بمشكلة طبية، وتحدث عند الإصابة ببعض الحالات المرضية المحددة.
الرهاب الاجتماعي: ذلك النوع من القلق ينتج عن فشل الأطفال في الكلام في الكثير من المواقف سابقة التحديد، والتي من بينها التواجد في المدرسة.
اضطراب الهلع (Panic disorder): يتم تعريف ذلك النوع من القلق بأنه سلسلة من الخوف والقلق، والتي تصل إلى الحد الأقصى من مستوياتها أثناء دقائق قليلة، ومن الممكن أن يشعر المصاب بذلك لنوع من القلق والضيق، وتأخذ دقات الدم وعملية التنفس منحنى متسارع، وتصل غلى حد الشعور بألم في الصدر.
رهاب الخلاء (Agoraphobia): نوع من أنواع الخوف من الميادين، والتواجد في الأماكن العامة.
الصمت الاختياري (Selective mutism): نوع من أنواع فشل الأطفال في الكلام في بعض المواقف المحددة، والتي تنشأ نتيجة القلق، والتي من بينها القلق من التواجد في المدرسة.
قلق الانفصال: ينتج هذا النوع من الاضطراب بشكل طفولي، ويتمثل في هيئة حالة من الخوف والقلق من الانفصال عن الوالدين.
أعراض القلق
تتنوع أعراض القلق وتختلف من حالة إلى أخرى، وذلك على حد سواء من حيث نوعية الأعراض، أو من حيث حدتها، وتتضمن أعراض القلق كل من الأعراض التالية:
التهيج وقلة الصبر.
صعوبة في التركيز.
التعب.
الأرق.
العصبية أو التوتر.
الإسهال.
الصداع.
الإحساس بتوتر العضلات.
الارتباك.
الشعور بغصة في الحلق.
ضيق النّفـَس.
آلام في البطن.
فرط التعرق.
من الممكن أن يشعر المصاب بالقلق بأنه في حالة من القلق الشديد للغاية حيال أمنه الشخصي، ومعرض للتهديد سواء لنفسه أو لأحبائه، ومن الممكن أن يتولد مثل ذلك الشعور بأن هناك شيئاً سيئاً من المتوقع أن يحدث حتى في حالة غذا لم يكن هناك أي خطر محسوس، بحيث تبدأ تلك النوبة في أغلب الأحيان في سن مبكر نسبياً.
أسباب ظهور نوبات القلق
تتعد أسباب ظهور نوبات القلق في الإنسان ومنها
الأمراض المزمنة: الإصابة ببعض المشاكل الصحية الخطرة كأمراض السرطان والأمراض الخبيثة تؤدي الي شعور المريض بحالات من التوتر المستمر ؛ والذي بدوره يتطور إلى نوبات من القلق المتعمم .
الخوف من المستقبل: الخوف من المستقبل وما ممكن أن يحدث فيه ؛ فإن مشاكل المستقبل والتي تشملالحالة الإقتصادية والحالة الإجتماعية من الأمور التى تشكل عبء نفسي يؤثر على حياة الإنسان.
التوتر النفسي: تكرار نوبات التوتر النفسي بإمكانها أن تتطور إلى نوبات من القلق المتعمم وهذا نتيجة لبعض المواقف أو الضغوطات الحياتية والتي بدورها تؤثر على الحياة المهنية وأمور العمل .
طبيعة الشخصية: تختلف نوبات القلق في أغلب الأحيان على شخصية الحالة المصابة ؛ حيث يوجد بعض الشخصيات التى تتمتع بصفات معينة أكثر عرضة لظهور نوبات القلق المتعمم؛ حيث ان الاحتياجات النفسية الغيرة متوفرة بالطريقة التى تجب كالإرتباط بعلاقات عاطفية سيئة وغير مرضية إلى حد يشعر الشخص المصاب بعدم الأمان والقلق بشكل عام.
عوامل وراثية: هناك الكثير من البحوث والدراسات العلمية التى أشارت إلى أن ظهور نوبات القلق يرجع إلى بعض العوامل الوراثية أو التغييرات الجينية التى تنتقل من جيل إلى آخر .
طرق علاج القلق:
يعتمد علاج القلق على العلاج الدوائي والعلاج النفسي للمصاب؛ ولكن تتوقف درجة النجاح تبعاً لفترة العلاج والطريقة التى يستخدمها الأخصائي المعالج ؛ عادة ما يستغرق العلاج فترة من الوقت وذلك لأنه لا يمكن أن يؤدي النتائج المرغوب فيها على الفور ، وتتمثل طرق علاج القلق فيما يلي :
العلاج الدوائي
طبقا للدراسات والتجارب العلمية تم إكتشاف عدة أنواع من الأدوية التى تساعد في علاج القلق المتعمم وتجنب أعراضه الجانبية بشكل نهائي ؛ تلك الأدوية عبارة عن نوعين:
أدوية البنزوديازيبينات Benzodiazepines مضادة للقلق ؛ هذا النوع من الأدوية يشتمل علي خصائص مهدئة تساعد المصاب في تخفيف الشعور بالقلق في زمن يترواح بين 30 إلى 90 دقيقة ؛ لكن في حالة تناول هذه الأدوية لمدة تزيد عن بضعة أسابيع من الممكن أن تعرض المصاب لمزيد من المضاعفات الجانبية يعتبر أخطرها الإدمان.
أدوية مضادة للإكتئاب ؛ تساعد في تحسين عمل الناقلات العصبية ومن أهم أنواع هذه الأدوية بروزاك – Prozac ؛ فلوكسيتين –Fluoxetine وغيرها من الأدوية .
ملحوظة: لا يتم تناول هذه الأدوية إلا بعد إستشارة المعالج المختص لكي يحدد الكمية الواجب تناولها وايضاً لتوضيح الأعراض الجانبية لهذه الأدوية.
العلاج النفسي
يحتاج العلاج النفسي إلي التدخل من الأطباء المتخصصين في علاج الإضطرابات النفسية ؛ حيث يحتاج إلى دعم ومساعدة من الأشخاص المحيطون بالمصاب بالتحاور والتحدث والإصغاء ، الجدير بالذكر أيضا أن جلسات العلاج النفسي للقلق قد أثبتت نجاحها في تخفيف الشعور بنوبات القلق والاضطرابات المزعجة.
طرق الوقاية من القلق
من الممكن أن تساعد بعض الإرشادات في التخلص من القلق والحماية منه، ومن بين تلك الإرشادات كل مما يلي:
الاهتمام بعادات النوم الجيدة، والتي تساعد في منع الأرق، وتدعيم عملية النوم السليم.
المحافظة على تناسق وقت النوم ووقت الاستيقاظ من يوم لآخر، ويشمل ذلك العطلات الخاصة بنهاية الأسبوع.
يجب التحقق من الأدوية التي يتم تناولها، وعلى وجه الخصوص التأكد ما إذا كانت تتسبب في الإصابة بالأرق أم لا.
التقليل أو تجنب القيلولة تماماً.
الابتعاد عن مصادر الكافيين والكحول أو التقليل منها قدر المستطاع، والابتعاد تماماً عن النيكوتين.
الابتعاد عن الوجبات الكبيرة، والمشروبات قبل النوم، والمحافظة على نوم صحي هادئ.
حاول جعل غرفة النوم مريحة قدر الإمكان، واستخدامها فقط للغرض المخصص لها.
القيام بممارسة بعض النشاطات المريحة قبل النوم، والتي من بينها أخذ حمام دافئ أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
أسئلة شائعة
كيف اتخلص من القلق بدون سبب؟
يمكن التخلص من القلق والتوتر المستمر عن طريق ابتاع بعض الإرشادات، وهي كما يلي: تشجيع النفس الاسترخاء الجسدي وتمارين التنفس جلب المشاعر الإيجابية إلى الحياة كافئ نفسك الاسترخاء العقلي إذا كنت تعاني من الأفكار السلبية والقلق من المهم أن تدع عقلك يرتاح وأن تعيد توجيه أفكارك.
ما هي الاسباب التي تؤدي الى القلق؟
من أشهر أسباب الإصابة بالقلق المزمن هو قلة النوم والتفكير السلبي، والضغط النفسي المستمر، إلى جانب بعض الأسباب المرضية، والتي من بينها ما يلي: – الانسحاب من الكحول، والأدوية المضادة للقلق (البنزوديازيبينات) أو غيرها من الأدوية – الألم المزمن أو متلازمة القولون العصبي – مشاكل الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية – داء السكري – اضطرابات الجهاز التنفسي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو – سوء استخدام المخدرات أو الانسحاب – مرض القلب