الصرع من أكثر أمراض الجهاز العصبي انتشارًا في العالم كله، ويتساءل الكثير ما هو الصرع الحساس للضوء ؟، وكيف يمكن للضوء أن يسبب في تشنجات ونوبات صرع ؟، وهذا ما سنشير إليه بصورة تفصيلية في هذا المقال في موقع موسوعة، كما سنوضح كيف يمكن تشخيص هذا العلاج، وما هي طرق العلاج العالمية المستخدمة للسيطرة على هذا المرض، قبل أن يلحق الضرر بصاحبه.
ما هو الصرع الحساس للضوء
الصرع هو مرض من الأمراض العقلية، التي يؤثر بشكل مباشر على العقل، ويحدث في الأغلب بسبب وجود نشاط كهربائي زاد عن الحد الطبيعي في الدماغ، وهذه الكهرباء تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل نوبات الصرع.
هناك بعض الأمور التي من الممكن أن تُسبب نوبة من نوبات الصرع.
ويعد الضوء من أكثر الأمور المحفزة لحالات الصرع، فالتعرض لأشعة ضوء قوية للغاية بصورة مفاجئة يسبب زيادة في إفرازات الإشارات الكهربائية في العقل.
مما يُسبب نوبة من نوبات الصرع، ويحدث عند تواجد أكثر من وميض للضوء بصورة مفاجئة.
وقام الأطباء بإدراج نوبات الصرع بسبب حساسية الضوء إلى قائمة النوبات التوترية، أو نوبات التوتر العضلية، أو ما يسمى بالارتجاجية.
ويمكن التعرف على نوبات حساسية الضوء بطريقة سهلة للغاية عن طريق متابعة المريض وأعراض إصابته بهذا المرض.
فإذا تعرض مريض الصرع إلى غرفة مليئة بالإضاءة القوية والزاهية، سيبدأ في الشعور بعدم الارتياح في البداية.
ثم ستختلف شدة الأعراض تبعًا لاختلاف مدى سوء حالة المريض، وصرع حساسية الضوء يمكن أن يأتي في صورة تهيج بسيط، أو في الحالات المتأخرة يمكن أن يكن بصورة أكثر خطورة، ولابد التعامل معه بحزم تام.
ما هي حساسية الضوء
الصرع الحساس للضوء ( Photosensitive epilepsy ) هو رد فعل تحسسي شديد القوة يؤثر على الجسد بالكامل، يحدث عند التعرض إلى مصدر إضاءة قوي بصورة مفاجئة.
وقام الأطباء بتصنيف الصرع الحساس للضوء كنوع من أنواع الصراع المنتشرة.
وهذا النوع لا تظهر أعراضه إلا بعد تعرض المريض إلى محفز بصري قوي.
ومن أشهر محفزات حساسية الضوء التلفزيون، فإذا كانت الغرفة شديدة الظلمة، وكان التلفزيون على مسافة قريبة من مريض السرع، وبصورة مفاجئة تم عرض شي قوي الإضاءة، فهنا يزداد احتمالية التعرض لنوبة.
وفي الطرق يعد المصباح الفلوري، ومصابيح السيارات القوية للغاية من أكثر الأشياء المحفزة لهذا المرض.
فمريض حساسية الضوء يكن غير قادر على إدراك وفهم واستيعاب كمية الضوء التي تصل إلى العين.
وفي المناسبات الهامة من الممكن أن يتعرض المريض إلى نوبة صرع، إذا تم توجيه فلاش الكاميرا لوجه بشكل متكرر.
وعند التعرض لأي محفز من محفزات الضوء تختلف ردة فعل المريض تبعًا لاختلاف حالته، ومكان وزمان الواقعة.
فالبعض فقط يُصاب باضطراب مفاجئ، والبعض الأخر يعاني من نوبة صرعية مفاجئة، ممكن أن تصل إلى إغماء، وفي الحالات الصعبة يطول الأمر ليصل إلى غيبوبة.
وإذا كان المريض مُصاب بالصداع النفسي، فهنا يزداد احتمالية إصابته برهاب وحساسية الضوء.
وتبعًا للدراسات والإحصائيات الأخيرة فالرجال هم الأكثر عرضة للإصابة بنوبات حساسية الضوء.
أعراض حساسية الضوء
أعراض الإصابة بحساسية صرع الضوء تختلف حدتها تبعًا لاختلاف المريض، ولا يمكن التنبؤ بموعد وطبيعة النوبة، أو المدة التي ستستمر عليها، ومن أكثر أعراض نوبات الصرع انتشارًا:
النوبة التوترية الارتجاجية
وهذا النوع من النوبات هو المنتشر بشكل كبير، فعند التعرض لكمية عالية من الضوء يشعر بعدم الراحة والضيق.
وتتملكه مشاعر التوتر الشديد، التي تُسبب في تصلب عضلاته بصورة ملحوظة.
ومن الممكن أن يصرخ المريض بصورة مفاجئة، أو يتأوه من ألم ما ولا يستطيع الحديث عنه.
كما تكن ذراعين وساقين المريض في حالة اهتزاز شديد بصورة عشوائية.
ومن الممكن أن يتبول بصورة لا إرادية لفقدانه القدرة على التحكم في أمعاءه، ومثانته.
في بعض الحالات تُسبب النوبات ضيق شديد في التنفس، أو تؤدي إلى الإعياء وفقدان الوجه.
ويتقوس ظهر المريض، وتأخذ شفتاه اللون الأزرق.
نوبات الغياب
هذا النوع من النوبات أقل حدة من النوبات التوترية الارتجاجية، فالمريض فقط ينظر للفراغ، ويكن غير قادر على تحريك عيناه.
ويصبح عاجز تمام عن الحركة، وإبداء أي رد فعل، فإذا كان يسير فستجده توقف بصورة مفاجئة، كما يتوقف تمامًا عن الحديث والتعبير.
وتجده جفنه يرفرف بسرعة ملحوظة، كما يصبح غير قادر على تحريك أصابعه أو يده.
ومن الممكن أن يحرك يده بصورة عشوائية مفاجئة.
نوبات الرمح العضلي
هذه النوبات يعاني منها مرضى الصرع كثيرًا، وهي تأتي بصورة مفاجئة وتمر سريعًا ولا يلاحظها أحد سوى المريض فقط.
وفيها يقم المريض بحركة عضلية بصورة مفاجئة غير محسوبة، ولا يستطيع التحكم بها.
وفي الأغلب تكن الحركات سريعة للغاية، وغير إيقاعية، ويطلق عليها حركات نفضية.
وفي الأغلب يتجاهلها المريض كأنها لم تكن.
نوبات بؤرية
من يعاني من حساسية صرع الضوء يصابوا بهذا النوع من النوبات كثيرًا.
فتبدأ حدقة أعينهم في الاتساع، وينظروا إلى الفراغ بتركيز شديد، وتكن نظراتهم بلا أي معنى.
ومن الممكن أن يرفرف جفنهم سريعًا، وتتحرك حدقة العين من أقصى اليمين لأقصى الشمال.
ويتملك المريض شعور بشد شديد في العضلات، ومن ثم تخدير وتنميل في الجسد بالكامل.
ويصف المرضى شعورهم في هذا الوقت كأن هناك نمل كثيف يزحف تحت الجلد.
ومن الممكن أن يرى المريض أشياء غير متواجدة بالفعل، أو ما يُطلق عليه الهلوسة.
ومن ثم ترتفع ضربات قلبه، ويُصاب التعرق الشديد، ويحمر وجهه.
ويتملكه الشعور بالغثيان وآلام شديدة في المعدة.
وأحيانًا المصابين بهذه النوبة يكونوا غير مدركين إطلاقًا لطبيعة مشاعر ومزاجهم، ولا يتمكنوا من الحديث.
ويكونوا غير قادرين على إدراك واستيعاب الزمان والمكان.
وفي بعض الحالات الصعبة من الممكن أن يفقد المريض وعيه.
صرع حساسية الضوء
يمكن تشخيص صرع حساسية الضوء عن طريق قيام الطبيب المختص بإجراء فحص عصبي، هذا الفحص يمكن من خلاله الكشف عن تشنج العضلات وتوترها.
وبجانب هذا الفحص فيتابع الطبيب معك إدراكك، وتوازنك.
ويتم تسجيل كل نشاطاتك العقلية بصورة دقيقة عن طريق القيام بمخطط كهربية الدماغ.
وعن طريق هذا الكشف يتم التعرف على درجة النشاط الكهربائي في الدماغ، ومتى ترتفع ومتى تنخفض.
وما هي محفزات الإصابة بنوبات الصرع، سواء كانت الضوء أو غيرها.
ولتشخيص أكثر دقة يلجأ الطبيب إلى القيام بتصوير مقطعي، وتصوير رنين مغناطيسي، و CT
وذلك للتأكد من عدم وجود أورام في الدماغ، أو عدم وجود التهابات في أنسجة المخ.
ويرى الأطباء أن من الممكن التعامل مع هذا المرض بشكل طبيعي، إذا ابتعدنا عن المحفزات، والأمور التي من الممكن أن تسبب في تدهور الحالة.
مثل الإجهاد الشديد، والضغط النفسي والجسدي والعصبي.
وعدم الانتظام في النوم، فإذا لم يحصل الجسد على القدر الكافي من النوم يتأثر الجهاز العصبي بالكامل.
ومن المحفزات أيضًا شرب كميات كبيرة من الكافيين كل يوم.
ارتفاع درجة حرارة الجسد، وعدم العمل على خفضها في الوقت المناسب.
حساسية الضوء للعين
بعد الحصول على التشخيص الدقيق يمكن التعامل مع الصرع الحساس للضوء بطريقة علمية، وذلك لتقليل أعراضها والآثار السلبية المترتبة عليها، فمع التطور الطبي الكبير، ومع انتشار الوعي المجتمعي بهذا المرض، لم يعد عائق بعد اليوم، ويمكنك عيش حياة طبيعية نشطة ببساطة من خلال الالتزام ببعض التعليمات والنصائح فقط.
فعلى المريض المواظبة على تناول أدوية الصرع في أوقاتها المحددة، وبجرعاتها المحددة.
كما عليه المواظبة على زيارة الطبيب المختص بصورة دورية، لمتابعة حالته والتعرف على تطورها، وهل يحتاج إلى تغيير الأدوية المستخدمة أم لا.
وبعض المرضى يحتاجون إلى استخدام المكملات الغذائية بجانب الأدوية.
على المريض أن يحافظ على حالة من التواصل المستمر بينه وبين طبيبه، ليكن قادرًا على إخباره بأي تغيير ملحوظ في السلوك، أو حتى في حالته المزاجية.
التدخين والكحول يؤثر بصورة سلبية تمامًا على مرضى الصرع، ويساعد في جعل حالتهم أكثر سوءًا.
على مريض الصرع تجنب الإصابة بالحمى تمامًا، فالإصابة برجات الحرارة المرتفعة لها تأثير سلبي.
وعلى المحيطين بالمريض التعرف على الطريقة الأنسب للتعامل مع هذا المرض، وكيف يمكنهم إسعاف المريض بأفضل صورة ممكنة أثناء النوبة.
حتى لا يضر بجسده، وحتى لا تسوء حالته.
إذا استمرت نوبة الصرع لفترة طويلة تزيد عن 5 دقائق، وعانى المريض بصعوبة في التنفس، عليك طلب الحصول على المساعدة على الفور، فقم بالاتصال بالإسعاف.
إذا تكررت النوبة أكثر من مرة في وقت قصير هذا علامة على ضرورة طلب التدخل الطبي.
وهكذا نكن قد أشرنا إلى إجابة سؤال ما هو الصرع الحساس للضوء ، وكيف يمكن علاجه والتعامل معه بصورة علمية.
يمكنك الاطلاع على مقالات مشابهة من موقع الموسوعة العربية الشاملة عن طريق الروابط التالية: