إذا كنت قد عانيت من قبل من عدم القدرة على التحرك عند الاستيقاظ من النوم فعليك معرفة ما هو الجاثوم فغالباً هو التفسير العلمي لما مررت به من رعب وعدم القدرة على طلب الإعانة من الآخرين والجهل بالقوة الخفية المسببة له.
مرض الجاثوم من الأمراض التي تسبب شلل مؤقت عند الاستيقاظ من النوم وعجز كلي عن الحركة وعن التكلم كما يشعر المريض بالكثير من الضغط النفسي والعصبي ومشاكل في التنفس ومن ضمن أسمائه مرض شلل النوم ومرض أبو لبيد
تعرف ظاهرة الجاثوم بأنها عبارة عن شلل مؤقت يعيق حركة الجسم وهو أمر مرعب للغاية يمكن أن يصيب بعض الأشخاص بنسبة أكبر عن غيرهم وبشكل عام فهو ليس مرضاً خطيراً وإنما يسبب عدم قدرة على التحرك أو على التحدث مع الآخرين ورؤية أشياء غير موجودة في الغرفة وظواهر سمعية غريبة وعندها يحاول الشخص طلب الإعانة من الآخرين لكنه لا يقدر على ذلك ومن ثم تختفي أعراض ظاهرة الجاثوم من تلقاء نفسها ويعود الشخص لحالته الطبيعية عندما يقوم أي شخص بطمأنته أو عندما يسمع أصوات مرتفعة ويبدأ يشعر بالبيئة المحيطة به ويستيقظ من المرحلة التي هي بين النوم واليقظة
تشير الأبحاث التي تم عملها حول هذا الموضوع إلى أن 2% من الناس عموماً معرضين للإصابة بالجاثوم لمرة واحدة على أقل تقدير شهرياً ويمكن أن يصيب أي شخص في أي سن في حين أن 12% من الناس قد أصيبوا بالجاثوم وهم في مرحلة الطفولة
عرف القدماء الجاثوم أيضاً لكن لنقص المعرفة والجهل بذات الإنسان الداخلية وكيفية عملها دارت الكثير من الخرافات حوله حيث فسروه بأنه عبارة عن كابوس شديد أو حلم ثقيل والخرفات تقول أن العاشق الذكر يقوم باستباحة شرف النساء وهن نائمات وفي التاريخ الكنسي الغربي يتم تصوير الجاثوم على أنه عبارة عن ملاك غير صالح تم طرده من الجنة بسبب كثرة الشهوات والطمع والجشع الذي يميزه وهو يقوم باتخاذ صورة رجل تعرفه السيدة ومن ثم يغتصبها ويلصق التهمة بهذا الرجل الذي لم يفعل شيئاً كما ينصحون النساء بأن الجاثوم قد يسبب نوم كل من في المنزل ما عداها في ثبات عميق في حين أن غير الجاثوم وهو الشخص الطبيعي لا يفعل ذلك في حالة الشك ما إذا كان المتعدي عليها هو عبارة عن حلم أم واقع وأن الشخص قد وقع في الخطأ
تمكن العلماء من معرفة سبب حدوث مرض شلل النوم فأي شئ آخر يمر به الإنسان له تفسير علمي وقد تمكن العلماء من تبيان ذلك بعد دراسة مراحل النوم المختلفة بشكل مستفيض ومعرفة التغيرات الحيوية التي يمر بها الإنسان خلال فترة نومه النوم عبارة عن النوم الحالم والذي يبدأ بعد النوم بتسعين دقيقة كاملة وفي آخر ثلث من الساعات التي ينامها الإنسان قبل أن يستيقاظ وما يميز النوم الحالم أن جسم الإنسان يرتخي بأكمله وتتمدد العضلات لإراحتها عدا عضلة الحجاب الحاجز للمحافظة على تنفس الإنسان بالإضافة لعضلات العين الخارجية وهو ما يجعل الإنسان يرى الكثير من الأحلام بشكل مستمر وواضح جداً بفضل غنى العقل بالكثير من الأفكار والشخصيات والأحداث التي يحاول العقل الباطن الربط بينها لإخراج صورة يمكن تفسيرها والتعامل معها وتحليلها
تحدث ظاهرة الجاثوم عندما يخرج الشخص من حالة النوم الحالم إلى النوم الغير حالم وبعد ذلك يستيقظ ويرى ما حوله لكن لا يقدر على الحركة على عكس العادي ولا يتمكن من التخلص من عضلاته المرتخية بسبب كونه في النوم الحالم وهو ما يشعره بالكثير من الضغط النفسي والفزع الشديد والرعب بسبب رؤية أطياف متحركة أو شعوره الشديد بالعجز والدوار وعدم القدرة على التحدث أو التحرك وتستمر نوبة الجاثوم لمدة عدة دقائق على أقصى تقصير حيث يستعيد الجسم بعد فترة قصيرة قدرته على الحركة وتختفي الأطياف والهلاوس السمعية والبصرية ويعتقد الشخص أنه واجه حالة احتضار وهو أمر غير صحيح
من العوامل التي تعرض الإنسان للإصابة بحالة الجاثوم الوضع الذي ينام فيه الشخص فالنوم على الظهر يعرض الشخص للإصابة بهذه الحالة عن النوم على أحد الجانبين بالإضافة للضغط النفسي والعصبي وبذل الكثير من المجهود الذهني وأخذ أدوية لعلاج الاكتئاب أو أدوية منومة أو أي أدوية أخرى من أعراضها الجانبية الإصابة بهلاوس سمعية أو بصرية
لم يتم تسجيل أي حالات وفاة بسبب شلل النوم لأن الحجاب الحاجز يظل يعمل بطبيعته ولا يتأثر تنفس الشخص بحالة شلل النوم كما أن الأكسجين لا ينقطع عن أعضاء الجسم لكن في حالة كان الشخص مصاباً بنوبات النوم القهري أو النعاس المفاجئ بالإضافة للجاثوم فذلك ما يشكل الكثير من الخطر على الشخص خاصة إذا نام أثناء القيادة وهو ما يجعل من الضروري الرجوع للطبيب والبدأ في معالجة الحالة.