لا يصاب الإنسان بتليف الكبد مرة واحدة، ولكن يمر بعدد من المراحل المختلفة، لتنتهي تلك المراحل في النهاية بالإصابة بتشمع الكبد الخطير، وهو المرحلة الرابعة والأخيرة لتليف الكبد، وتعتبر هي الأخطر بين مراحل تليف الكبد.
عند إصابة الإنسان بالمرحلة الرابعة من تليف الكبد، يصبح في مرحلة خطيرة جدًا، فهي من أخطر المراحل التي يمر بها الكبد، وقد تؤدي إلى وفاة المريض.
في تلك المرحلة يصبح المريض في حاجة كبيرة إلى زراعة كبد بشكل فوري وعاجل قبل فوات الأوان، حتى لا يتأثر بتلك المرحلة الخطيرة ويتوفى، ويعود ذلك إلى أن التليف والتندب يكون غالباً على جزء كبير من أنسجة الكبد.
يتوقف الكبد في المرحلة الرابعة عن العمل وأداء وظيفته، ويعود ذلك إلى العديد من الأسباب المختلفة مثل إدمان الكحول والالتهاب الكبدي الوبائي B وC ومرض الكبد الدهني، وقد يوجد بعض الحالات المصابة بالتشمع الكبدي بدون معرفة أي أسباب طبية واضحة.
في حلة الإصابة بتليف الكبد في المرحلة الرابعة يظهر على المريض العديد من الأعراض والمظاهر المرضية التي تنتج مباشرة نتيجة تلف وفشل خلايا الكبد، وتنقسم أعراض تشبع الكبد التي تظهر على المريض إلى قسمين من الأعراض هما:
أعراض تشمع الكبد المبكرة
في المراحل الأولى للإصابة بالمرحلة الرابعة لتليف الكبد وهي “تشمع الكبد” قد لا يظهر العديد من الأعراض على المريض، وعند ظهورها تكون قليلة، أو لا يمكن تحديدها بدقة وسهولة، فقد تخلط مع أعراض الأمراض الأخرى، فيصعب تشخيص الحالة بعض الشيء، ومن تلك الأعراض والعلامات التي تظهر على المريض في المراحل الأولى:
ظهور الشعيرات الدموية على الجلد، وتظهر في الجزء العلوي من البطن.
ضعف الصحة العامة، والشعور بالإعياء.
الأرق.
حكة في الجلد.
فقدان شهية بشكل ملحوظ.
غثيان واضطرابات في المعدة.
الشعور بألم في منطقة الكبد.
فقدان في الوزن بشكل ملحوظ.
ظهور بقع حمراء على راحة اليد.
الإصابة بالحمى.
أعراض تشمع الكبد المتقدمة
عند تقدم المرحلة الرابعة من تليف الكبد، يظهر على المريض العديد من الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة بالتعب الشديد، وفي تلك المرحلة يسهل تشخيص الحالة بكل دقة ووضوح وذلك لظهور أعراض واضحة تدل على تشمع الكبد، ومن تلك الأعراض والعلامات:
سرعة نبضات القلب بشكل قوي.
تغيرات في الشخصية ملحوظة.
الإصابة بنزيف في اللثة والأنف.
فقدان وزن في كتلة الجسم العلوية في منطقة الذراعين والكتفين.
الالتباس.
الشعور بدوخة، والضعف وعدم القدرة على القيام ببعض المهام اليومية.
تراكم السوائل في الكاحلين والقدمين والساقين والبطن.
تساقط الشعر بشكل ملحوظ.
تأثر الجلد بكل العوامل الخارجية، بالإضافة إلى سهولة ظهور الكدمات على الجلد؛ بسبب غياب عوامل التخثر التي ينتجها الكبد.
اليرقان أو اصفرار الجلد وبياض العينين واللسان بسبب تراكم مركب البيليروبين (Bilirubin) في الدم.
يفقد المريض الدافع الجنسي والتثدي وتقلص الخصيتين عند الرجال.
انقطاع الطمث عند النساء في وقت مبكر.
ظهور بعض المشاكل في الذاكرة.
الإصابة بالحمى القوية مع ارتجاف الجسم.
تشنجات في العضلات.
الشعور بألم في الكتف الأيمن.
عدم القدرة على التنفس.
ظهور براز أسود.
ظهور البول بلون داكن.
تواجد الدم في القيء.
ظهور مشاكل في المشي والحركة.
مضاعفات تشمع الكبد
في حالة إصابة المريض بتليف الكبد في المرحلة الرابعة والأخيرة يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض مثل ضعف الصحة، وفقدان الشهية، واصفرار في الجلد، كما ينتج عن الإصابة بتشمع الكبد العديد من المضاعفات التي تظهر على المريض مثل:
الإصابة بتراكم السوائل في البطن أو الساقين: وهي واحدة من المضاعفة الناتجة من الإصابة بتشمع الكبد، ومن الممكن معالجة تلك الحالة من خلال اتباع نظام غذائي قليل الأملاح أو إجراء عملية جراحية ينصح بها الطبيب.
ارتفاع ضغط الدم البابي (Portal hypertension): ينتج من الإصابة بتشمع الكبد بطيء في تدفق الدم عبر الكبد، وبالتالي ينتج عن ذلك زيادة الضغط في الوريد البابي الذي يقوم بنقل الدم إلى الكبد من الأمعاء والطحال.
اعتلال الدماغ الكبدي: يؤدي إصابة الكبد بالتشمع، الإخلال بعمل المرشحات الداخلة بطريقة سليمة، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بنسبة سموم في الدم عالية جدًا، وينتج عن ذلك حدوث اعتلال في الدماغ.
أسباب تشمع الكبد
هناك العديد من الأسباب التي يتعرض لها الإنسان، وينتج عنها الإصابة بتشمع الكبد، ومن تلك الأسباب:
تعاطي الكحول المزمن الذي يزيد من فرصة الإصابة، فكلما زادت نسبة تعاطي الكحول، كلما زادت فرصة الإصابة بتشمع الكبد.
التهاب الكبد الوبائي ب وج، يعتبر وجوده يزيد من فرصة الإصابة بتشمع الكبد.
مرض الكبد الدهني، هو من الأمراض التي تنشأ بسبب تراكم الدهون على الكبد غير الناجم عن شرب الكحول.
تراكم عنصر الحديد في الجسم.
الإصابة بالتليف الكيسي.
تراكم النحاس في الكبد.
ضعف تكوين القنوات الصفراوية.
الاضطرابات الوراثية في التمثيل الغذائي، مثل: الغالاكتوز في الدم (Galactosemia) أو مرض تخزين الغليكوجين (Glycogen storage disease).
اضطراب الجهاز الهضمي الوراثي.
الإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي.
تدمير القنوات الصفراوية.
تصلب القنوات الصفراوية.
الإصابة ببعض الالتهابات المعدية، مثل: مرض الزهري، أو داء البروسيلات (Brucellosis).
تناول بعض الأدوية، مثل: الميثوتركسات (Methotrexate) أو آيزونيازيد (Isoniazid).
تشخيص تشمع الكبد
لكي يتم معرفة مرحلة تليف الكبد، وتشخيص الحالة بشكل صحيح ودقيق، على المريض أن يقوم بإجراء بعض الفحوصات في حالة ظهور أيًا من الأعراض الخاصة بتليف الكبد، ومن تلك الفحوصات:
فحص الدم: يعمل ذلك الفحص على قياس مدى جودة أداء الكبد، ويقوم بكشف نسبة إنزيمات الكبد في الدم، ففي حالة الإصابة بمستويات مرتفعة من إنزيمات الكبد، قد تكون مصاباً بالمرحلة الرابعة من تليف الكبد.
اختبارات التصوير: يتم ذلك الفحص من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، ليتم التعرف على صحة الكبد، وتوضح تلك الاختبارات التصويرية إصابة المريض بتشمع الكبد.
التنظير الداخلي: يتم ذلك من خلال إدخال أنبوب رفيع طويل به كاميرا، يمر ذلك الأنبوب عبر المريء حتى المعدة، ومن خلاله يتم الكشف عن وجود أوعية دموية منتفخة.
علاج تشمع الكبد
في حالة أنه تم تشخيص تشمع الكبد في وقت مبكر، أي في المراحل الأولى له قبل التطور، يمكن اتباع خطوات علاجية تساعد في علاج التشمع، والتقليل من المخاطر البليغة التي قد تعود على المريض إن لم يتم العلاج، ومن تلك الخطوات العلاجية:
قد يصيب تشمع الكبد مدمني الكحول، لذلك يجب الابتعاد عن شرب الكحول وعلاج الإدمان.
في حالة الإصابة بالالتهابات يجب علاجها على الفور عن طريق المضادات الحيوية.
إجراء الفحوصات الطبية الضرورية بانتظام، بالإضافة إلى اختبارات التصوير للكشف عن أي ضرر في الكبد وتشخيص الحالة بشكل دقيق والعلاج في وقت مبكر، وللتأكد من عدم الإصابة بسرطان الكبد.
تناول بعض الأدوية الطبية التي يقوم الطبيب المختص بوصفها للمساعدة في علاج اعتلال الدماغ الكبدي، وعلاج ارتفاع مستوى السموم في الدم.
اتباع الأنظمة الغذائية المناسبة للحالة، والتي تحتوي كميات من الفيتامين والمعادن الضرورية للجسم.
تناول الأدوية المضادة للفيروسات التي تساعد في القضاء على التهاب الكبد ب، والتهاب الكبد ج.