من المعروف هو أن للماء الكثير من الفوائد التي تكاد تكون لا يمكن لأصابع اليدين إحصاءها، مثل فوائد الماء في تخليص الجسم من السموم والمواد الضارة، أو مفعوله الكبير في حماية مفاصل الجسم وأعضاءه، أو دوره في تقل الغذاء داخل خلايا الجسم وغيرها من الفوائد الأخرى، إلا أنه من غير المنتشر والمتعارف عليه أنه يتواجد أضرار لشرب الماء، وخصوصا للكلي التي يُحث شرب الماء بكثرة لأجلها، وفيما يلي سنتعرف علي حقيقة هذا الأمر.
بشكل دائم ينصح الأطباء بشرب كميات كبيرة أو مناسبة من الماء بشكل يومي علي مدار اليوم، خصوصا وأن الماء يعتبر واحد من أبرز العناصر المكونة للخلايا الجسمية، ولا يوجد أي كأن حي قادر علي العيش بدونه.
إلا أنه علي الرغم من ذلك، فإن شرب الماء بكميات كبيرة زيادة عن الكمية المناسبة للجسم، فإن الماء قادر علي أن يكون أحد العناصر الخطرة علي الجسم، لاسيما بأنه يقوم حينها بإحداث العديد من المضاعفات الصحية الخطرة، والتي يكون من أهمها التسمم المائي.
فأكثر الفئات المعرضة للإصابة بالتسمم المائي، هم الأشخاص المصابون بأمراض الكلي، وتحديدا أصحاب الحالات المتقدمة منهم، حيث تكون الكلي غير قادة علي العمل بشكل كلي أو صحيح.
متى يكون شرب الماء مضر
كما أوضحنا سلفا، فأن في حالة شرب الماء بكميات زائدة عن الحاجة، فإنه من الممكن أن يعود الأمر بالضرر علي الجسد، فيكون شرب الماء مضرا في حالة لو كانت الكميات زائدة عن الكميات المناسبة للجسم، وفيما يلي سنسرد أبرز أضرار شرب الماء بكثرة.
جمع السوائل حول الدماغ
في حالة لو تم انخفاض مستوي الصوديوم في الدم، ففي هذه الحالة يتم نقل المياه من تواجدها خارج الخلايا، إلى داخل الخلايا، والذي يؤدي بدوره إلى انتفاخ الخلايا.
إلا أنه إلى حدا ما ليس هذا هو الخطر الجسيم الذي يمكن أن يسببه الماء، حيث أن الخطر الأكبر هو حالما تتجمع السوائل في خلايا الدماغ بدلا من الجسم، لاسيما أنه في هذه الحالة يتم مضاعفة الضغط الحاصل علي الجمجمة مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض والتي من أهما الصداع والشعور بالحاجة للتقيؤ والشعور بالغثيان.
نقصان مستوي الصوديوم
من الجدير بالذكر هو أن مستوي الصوديوم ونسبته الطبيعية في الجسم تتراوح فيما بين 135 ملل وحتي 145 ملل، فيجب ألا تقل نسبة الصوديوم في الجسم عن ال135 ملل نظرا لكون أنه في حالة لو انخفضت نسبته عن ذلك فيدخل الجسم حينها في العديد من المشاكل أهمها نقصان الصوديوم في الدم.
حيث أن الصوديوم في حالة انخفاضه يمر بثلاث مراحل، وهم المرحلة الأولي والمتوسطة والشديدة، علاوة عن كون أنه في المراحل الأولي تظهر علي المريض العديد من الأعراض مثل الصداع وتواجد حالة شبيهه بالتشويش والتوهان.
زيادة عن أن مستويات الصوديوم في الدم لو نقصت بشكل أكبر، يؤول الوضع إلى ظهور أعرض أكثر من الصداع والتشويش بل وأكثر ضرار، وذلك مثل التشنجات العضلية أو نوبات الصرع والإغماء، بجانب تواجد ارتفاع في ضغط الدم وازدواجية الرؤية وتواجد خلل في القدرة علي التركيز والتنفس بسهولة.
التعرض للوفاة
من الواجب توضيحه هو أنه في حالة لو تمادي الإنسان في شرب المياه زيادة عن الكميات المناسبة والتي يحتاج إليها الجسم، فقد يؤول الوضع في بعض الحالات شديدة السوء والتي يصعب علاجها، بأن ينتهي أمرها بالوفاة.
شرب 5 لتر ماء يوميا
علي الرغم من كون أن شرب كميات زائدة من الماء عن الكميات المناسبة للجسم يؤول إلى إحداث العديد من المشكلات الصحية للجسم، والتي قد تصل في أسوء الأحوال إلى الوفاة، إلا أن الجدير بالذكر هو أنه لا يتواجد أي قاعدة معينة أو مقياس محدد لتحديد كميات المياه المناسبة التي يجب شربها كل يوم، لاسيما وأنه يتواجد العديد من العوامل التي من شأنها أن تؤثر علي حاجة الجسم للمياه، وذلك مثل وزن الجسم، ونشاطه البدني وحرارة الجو.
كما أن الشعور بالعطش يعد هو المقام الأول والعامل الرئيسي والمحرك لشرب الماء، وذلك لسد حاجة الجسم للماء بغرض سد حاجة الجسم من الرطوبة، خصوصا وأن لون البول يكون أحد المؤشرات الدالة علي نسبة الرطوبة في الجسم، ففي حالة لو كان الترطيب جيد فيكون لون البول شاحبا قليلا، أما في حالة الجفاف فيكون لون البول مائلا للون الغامق.
إلا إنه علي الرغم من ذلك فإن الأطباء قد أشاروا إلى أنه من الأفضل أن تكون نسب شرب الرجال للمياه بشكل يومي بمعدل من ثلاثة لتر من الماء وحتي 3.7 لتر، بينما للنساء فيمكنهن شرب من لتران وحتي 2.7 لتر، كما أنه في حالة لو كانت المرأة تعاني من الحمل أو الرضاعة ففي هذه الحالة يمكنها شرب كميات أكبر، ناهيك عن الرياضيين الذي يحتاجون لشرب المياه بشكل دائم، زيادة عن الحالات المصابة بالإسهال والاستفراغ.
بالإضافة إلى أن العديد من الأطباء بناءا علي العديد من الدراسات قد أشاروا إلى أنه يفضل ألا يتجاوز الفرد شرب قرابة اللتر من الماء في الساعة الواحدة.
كثرة شرب الماء ينحف
من المتعارف عليه بأن الماء يعتبر واحد من المكونات الأساسية لجسم الإنسان، فيتواجد فيه بنسبة تتراوح فيما بين الخمسين والسبعين بالمئة، وتتعدد الوظائف التي يمكن للماء القيام بها مثل تخلص الجسم من السموم والحفاظ علي رطوبة الجسم وصحة أنسجته وغيرها من الفوائد المختلفة، إلا أنه علي نفس الصعيد يمتلك دورا كبيرا في إفقاد الجسم للوزن، إلا أن الأطباء قد أشادوا بأنه لا يمكن الاعتماد عليه في خسارة الوزن كعامل وحيد أو عامل رئيسي، وبناءا علي هذا ففيما يلي سنتعرف علي دور المياه في إنقاص الوزن.
سد الشهية : في العديد من الأحيان وتحديدا أثناء حالات العطش الطفيفة، قد يشتبه علي المرء شعوره بالعطش وشعوره بالجوع، وهذا ناتج عن الإشارات العصبية التي وصلت للدماغ، مما يؤول إلى توجه الفرد للأكل في حين أنه يحتاج إلى شرب الماء، لذلك ينصل الأطباء بشرب الماء في حالة الشعور بالعطش للتأكد من حقيقة شعور المرء، كما أنه يفضل شرب الفرد للماء قبل تناوله للطعام بنصف ساعة، وذلك لتقليل حجم شهية الفرد وسدها.
تعزيز عملية الأيض : من الواجب ذكره هو أن الماء وتحديدا الماء بارد، يعمل علي تعزيز عملية الأيض، بجانب تعزيزه لعملية حرق الطاقة التي يلجأ إليها الجسم من أجل تحقيق العمليات الحيوية الضرورية.
الحد من استهلاك السعرات الحرارية : تضم العديد من المشروبات علي كميات كبيرة من السكريات، مثل العصائر ومشروبات الطاقة وغيرهم، ولهذا فإن شرب الماء بدلا من هذه المشروبات سيؤول إلى الحد من السعرات الحرارية التي ستهلكها الجسم، وبالتالي يؤول هذا إلى إنقاص وزن الجسم.