يُعد فزع الرضيع اثناء النوم من أكثر الأمور التي تجعل الأمهات يشعرن بحالة من القلق البالغ تجاه أولادهن، فبمجرد أن يستيقظ الطفل في أوقات متأخرة من الليل وهو يبكي فزعًا تركض الأم تجاهه لترى ما حدث له، وتشعر بقلق شديد إذا تكرر هذا الأمر مع الطفل لأكثر من مرة، ولكن ما هو سبب استيقاظ الرضيع من النوم فزعًا خلال الليل؟ وما هي الطريقة المثلى للتعامل معه في تلك الحالة؟ سنجيب على تلك الأسئلة من خلال السطور التالية على موسوعة.
فزع الرضيع اثناء النوم
هناك حالة تنتاب أغلب الأطفال الرضع في مراحلهم العمرية الأولى تتمثل في خوفهم أثناء الليل، مما يؤدي إلى وجود اضطرابات للأطفال خلال نومهم ينتج عنها استيقاظهم فزعًا وهم في حالة بكاء شديدة.
وتُعرف هذه الحالة باسم الخوف الليلي، وهي تصيب الأطفال الرُضع في شهورهم الأولى من أعمارهم ويمكن أن تستمر معهم حتى يصلوا إلى سن 6 سنوات.
عند شعور الرضيع بالفزع وقبل دخوله في نوبة بكاء لا يشعر بأي شيء حوله أو حتى بمحاولات الأم في تهدئته، وحينها ينتفض جسمه ويبدأ في التلويح باليدين والركل بالقدمين في الهواء بشكل لا إرادي، فلا يكون نائمًا ولا مستيقظًا، ويمكن أن يستمر على هذا الوضع لبضعة دقائق.
وعندما يستيقظ الطفل من نومه يظل جالسًا في فراشه باكيًا وهو تبدو على وجهه علامات الخوف.
وهناك الكثير من الآباء والأمهات ممن يفسرون تلك الحالة بأنها نتيجة ارتكاز خيالات في ذاكرة الطفل بعد رؤيته مشاهد مرعبة تؤدي إلى رؤيته كوابيس تخيفه وتجعله يستيقظ من نومه خائفًا، ولكن هناك عدة أسباب أخرى تتسبب في حدوث هذه الحالة نستعرضها لكم في الفقرة التالية.
لماذا يفزع الطفل الرضيع وهو نائم
عندما يمتلئ حفاض الطفل ويصبح غير نظيفًا، فيتسبب ذلك في عدم ارتياحه وشعوره بتهيج الجلد خلال نومه، لذلك قبل نوم الرضيع يجب تغيير الحفاض والتأكد من نظافته.
قد يستيقظ الرضيع من نومه باكيًا لأنه يشعر بالجوع ويحتاج إلى الرضاعة، لذلك يجب إرضاع الطفل بجرعة كافية قبل نومه حتى تصبح معدته ممتلئة لأطول وقت ممكن وحتى أثناء النوم.
من الأسباب التي تجعل الرضيع ينتفض أثناء نومه ويستيقظ فزعًا هو شعوره بالحاجة إلى حنان امه وملامسة جسدها، لذلك يجب على الأم عندما تجد رضيعها في هذه الحالة أن تقوم باحتضانه وضمه إلى صدرها حتى يشعر بضربات قلبها ويطمئن، وفي حالة نوم الطفل في غرفة مستقلة يُفضل وضع شيء من ملابس الأم بجانبه حتى يشعر برائحتها وبأنها بجانبه.
عندما ينام الرضيع وهو شاعرًا بالإرهاق يضطرب نومه فيستيقظ باكيًا في بعض الأوقات.
عندما تدخل أسنان الرضيع في طور النمو (فترة التسنين) تصبح أكثر بروزًا من ذي قبل، مما يفزع الرضيع خلال المساء وخاصة أثناء نومه.
من الأسباب المؤدية إلى استيقاظ الرضيع فزعًا هو شعوره بالمغص خلال النوم، ويحدث هذا الأمر بشكل متكرر في أول شهرين من عُمر الرضيع.
شعور الطفل بالحر أو البرد الشديد قد يؤدي إلى استيقاظه من نومه فزعًا، لذلك يجب عدم إلباس الطفل ملابس أقل أو أكثر من التي تناسب الطقس، وكذلك يجب ضبط درجة حرارة الغرفة التي ينام بها قبل نومه.
قد يتعرض الطفل خلال نومه إلى قرصة من الناموس أو البعوض، فيشعر حينها بالألم ويستيقظ متألمًا باكيًا.
ابتلاع الطفل للهواء خلال رضاعته يؤدي إلى تكّون الغازات في معدته والتي تشعره بالألم خلال نومه وتجعله يستيقظ في حالة بكاء.
سوء الحالة النفسية للطفل نتيجة لتأثره بالمشاحنات الأسرية التي يراها في المنزل.
كيفية التعامل مع فزع الرضيع أثناء النوم
حتى تقل معدلات إصابة الرضيع بالفزع خلال نومه يُنصح القيام بما يلي:
يجب أن ينام الطفل قليلًا خلال فترة النهار، فهذا من شأنه أن يساعد على استغراقه في نوم عميق أثناء الليل.
حتى لا يستيقظ الطفل فزعًا نتيجة حاجته إلى أمه، فمن الأفضل أن تظل الأم بجواره فترة حتى تتأكد من نومه، لتظل رائحتها في أنف طفلها وحتى يكون آخر ما شعر به قبل نومه هو دفء حضن الأم.
يجب ترك الطفل حتى يأخذ حاجته الكافية من النوم، فعندما يتراوح عمر الطفل ما بين 4 أشهر وعامًا، يحتاج لأن ينام بمعدل يتراوح ما بين 12 إلى 16 ساع كل يوم، وعندما يتراوح عمر الطفل ما بين 12 شهر إلى 24 شهرًا فهو يحتاج لأن ينام بمعدل يتراوح ما بين 11 إلى 14 ساعة كل يوم.
يجب تعويد الطفل على النوم في وقت مبكر حتى يعتاد جسده على الاسترخاء في أوقات محددة، ولتنظيم فترات نوم الطفل يجب تهيئة الأجواء التي تساعده على ذلك، من خلال وضعه في الفراش وتهدئة ضوء الغرفة والجلوس بجانبه حتى يذهب في النوم.
يُفضل تحميم الطفل بماء دافئ حتى يساعده على استرخاء جسده قبل النوم.
لا بد من الاهتمام بهدوء المنزل لتوفير جو نفسي مريح للطفل يحد من خوفه أثناء نومه.
إذا استيقظ الطفل من نومه خائفًا يجب احتضانه لتهدئته وللقضاء على شعور الخوف الذي ينتابه في تلك اللحظة، وإذا كان يحاول التحدث عن كابوس راوده في منامه فيجب الاستماع إليه جيدًا وتقديم الدعم له فيما رأى.
مساعدة الطفل على الاسترخاء من خلال تهدئته ثم محاولة إرجاعه للنوم مرة أخرى وعدم إبقاءه مستيقظًا.
يجب الحفاظ على إبقاء ضوء الغرفة خافتًا خلال نوم الطفل، وذلك لأنه شعور الخوف يتضاعف لديه إذا استيقظ فزعًا ووجد الغرفة مظلمة.
ملحوظة: في حالة تكرار تلك الحالة للطفل الرضيع بصورة مستمرة يجب على الأم استشارة الطبيب على الفور.