تعرفي معنا على ما هي الضوضاء البيضاء ومدى سلامتها على الرضيع ، تُعد الأشهر الأولى من حياة الطفل الرضيع هي الأشهر الأكثر تعباً وإجهاداً للأم، لكونها تتطلب رعاية الطفل والاعتناء به طوال الوقت دون غفوة، مما يجهد الأم كثيراً ويجعلها لا تنام جيداً وبحاجة ماسة لأخذ قسطاً من الراحة، ولكن كيف يمكنها ذلك بوجود رضيعها المستيقظ طوال الوقت، أنه حقاً لأمر مجهد.
إلا أنه في بعض الأحيان قد تلاحظ الأم استسلام طفلها للثبات والنوم العميق أثناء تشغيلها لبعض الأجهزة الكهربائية المنزلية مثل المكنسة الكهربية أو مجفف الشعر، وتتساءل الكثر من الأمهات عن السبب الحقيقي وراء حدوث ذلك، فجاءت الدراسات الطبية الحديثة لتثبت أن الضوضاء البيضاء هي السبب الرئيسي وراء نوم وثبات الأطفال الرضع.
فما هي الضوضاء البيضاء، وكيف تؤثر على نوم حديثي الولادة، وما هي أبرز فوائدها وأضرارها عليهم، ذلك ما ستتعرفون عليه بالتفصيل في المقال التالي من موقع موسوعة.
تُعرف تقنية الضوضاء البيضاء بأنها إحدى التقنيات الحديثة التي تتكون من مجموعة من الأصوات متوسطة التردد بما يعادل 20 ألف جيجا هيرتز بما يتوافق مع الحد الذي يمكن أن تستمع إليه الأذن البشرية.
ويعود تسمية الضوضاء البيضاء إلى الضوء الأبيض الذي يتم فصله إلى سبعة ألوان مختلفة هي ألوان الطيف باستخدام المنشور الزجاجي، ويمكننا تعريف الضوضاء البيضاء على أنها مجموعة من الأصوات المشابهة لأصوات زحام الشوارع أو أمواج البحر، أو بعض الأجهزة المنزلية.
وقد أكتشف الأطباء أهمية الضوضاء البيضاء في إمكانية استخدامها لتشجيع الأطفال صغار السن في الخلود للنوم سريعاً، وخاصةً الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو نوبات البكاء الليلية، حيثُ لاحظ الأطباء أن غالبية الأطفال خلال عامهم الأول يستسلمون إلى النوم العميق بمجرد استماعهم لأصوات الضوضاء البيضاء على الفور.
أثبتت الدراسات أن الضوضاء البيضاء هي بعض الأصوات التي تساعد الأطفال على الهدوء والنوم الليلي بمجرد الاستماع إليها خاصة في عامهم الأول، فهي عبارة عن مجموعة من الأصوات المتكررة بنمط ثابت مثل صوت محضر الطعام، أو قطرات المطر، أو تشويش إرسال التلفزيون.
وتعود الصلة الوثيقة ما بين نوم الأطفال حديثي الولادة والضوضاء البيضاء إلى كونها تُشبه بقدر كبير الأصوات التي قد اعتاد الطفل على الاستماع إليها أثناء تواجده في رحم امه، مثلما يشبه صوت تدفق دم الأم بداخل الجسم أو صوت دقات قلبها وأصوات العمليات الحيوية الداخلية في جسم الأم ، فتلك هي الأصوات الأولى التي يستطيع الجنين الاستماع إليها عندما تتطور لديه حاسة السمع أثناء تواجده بداخل رحم الأم ، لذا فعند استماعه إليها يهدأ وينام على الفور.
أعتدنا على أن كل شيء في الكون له وجهين أحدهما إيجابي والآخر سلبي، فعلى الرغم من الفوائد الإيجابية للضوضاء البيضاء على نوم وهدوء الأطفال حديثي السن، فقد أظهرت الدراسات الطبية ما يلي:
لذا ينصح أطباء الأطفال الأمهات بأن لا يتم الاعتماد على الضوضاء البيضاء لفترات طويلة بهدف تنويم الأطفال، بل يجب أن يكون تشغيلها محدوداً ولفترات قصيرة، مع ضرورة الحرص على أن لا يكون صوتها عالياً بدرجة كبيرة، كما أنه لا يجب أن يتم الاعتماد على الضوضاء البيضاء كوسيلة أساسية لتنويم الطفل، بل لا يجب اللجوء إليها إلا بعدما تفشل الأم في تنويم طفلها بكل الطرق الأخرى مثل احتضانه وإرضاعه وتوفير جو هادئ خالِ من الضوضاء والتشتيت لصغار السن.