أخلاقيات العمل والسلوك الوظيفي ، هذه القيم الضرورية يحدثكم عنها موقع الموسوعة حيث نستعرض المقصود بأخلاقيات العمل وأهميتها للأفراد وأصحاب الأعمال، وكذلك مظاهر أخلاقيات العمل التي يجب أن تتوفر في العاملين، حيث أن مشكلات بيئة العمل أصبحت شائعة للغاية في كل المحالات مما يجعلنا نتوقف للحظة لنسأل أنفسنا لماذا؟ لتأتي الإجابة واضحة أمام أعيننا نحن بحاجة إلى “أخلاقيات عمل” حقيقية في مجتمعنا.
إن للعمل الوظيفي أخلاقيات، ومقوّمات عديدة؛ ينهض ويرقى بها؛ لذا تُقدم الموسوعة بحث عن اخلاقيات العمل الوظيفي ؛ للسير على منوالها، ولكي يتحقّق تلك التقدّم والرّقيّ، وإذا كانت الأخلاقيّات جزءً لا ينفصل عن الإنسان؛ لأن الإنسان متى ما لم يتمتَّع بالأخلاقيات والفضائل؛ خرج من جنس الإنسان إلى جنسٍ آخر قد يُشبه الحيوان أو يقلّ عنه.
وأشد المجالات للأخلاقيات هي مجالات العمل الوظيفي؛ فالعمل الوظيفي لا يُرجى له خيرٌ؛ ما دام أهل هذا العمل،أو القائمين عليه ليسوا على درجة من الأخلاقيات التي توَفِّر لهذا العمل، كافة الطرق التي تُساعد على نجاحه، وإتمامه على أكمل وجه.
أخلاقيات العمل تعني القيم و العادات والمبادئ الأخلاقية الخاصة بالعمل، وهذه القيم الأخلاقية تنعكس على سلوك الموظف في مكان العمل، وفي تعامله مع زملائه، و تعامله مع رؤسائه، وفي طريقة تعامله مع مهام العمل نفسه واحترامه لقيمة العمل ووقته.
إن أخلاقيات العمل لم تعد مجرد رفاهية أو أمر يُفضل توافرها في العاملين، لكنه أصبح ضرورة ملحة في كل الأعمال باختلاف مجالاتها، واليك أهمية سلوكيات والأخلاق في العمل :
إن أهمية اخلاقيات العمل لا تقتصر على العاملين والموظفين فقط ولكنها يجب أن تكون احد المفاهيم الأساسية التي يتم بناء الشركات والعلامات التجارية عليها ، ويرجع هذا للأسباب التالية:
إن بناء عمل يلتزم بالقواعد والأخلاق المهنية له فوائد كثيرة على الشركة وأهمها الفوائد الإنتاجية والمادية.
إن أخلاقيات العمل أصبحت ضرورة ملحة في بيئة العمل المعاصرة، ومعرفة مدى التزام الشخص وتحليه بأخلاقيات العمل، فلا بد وأن تتوافر هذه الصفات:
في النهاية فإن الالتزام بأخلاقيات العمل يصب بصورة مباشرة في مصلحة الأفراد والمجتمع من كافة النواحي، فاحرص على التحلي بهذه الصفات في المرة القادمة التي تعرض فيها سيرتك الذاتية على صاحب عمل.
والأمانة من أهم الأخلاقيات التي يجب أن تتوفر في العمل الوظيفي؛ لأن العمل الوظيفي أمانة في أيدي القائمين عليه؛ فإذا داخل القائمون الخداع؛ فسد معه العمل.
ولقد حثت الشريعة السمحاء على تحَرِّ الأمانة والدقة في كل أفعال الإنسان، وأقواله، وفي كل ما يطرأ عليه من ضروريات، وحذَّرت أشد التحذير من الخيانة، فقال-تعالى-:” يا أيها الذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون” فهذه الآية برهانٌ واضحٌ إلى تجنُّب الخيانة مع الله ومع الرسول، وتتضمن كذلك خيانة الأمانات.
وخيانة الأمانات: عدم تأدية الأمانات إلى أصحابها الذي ائتمنوك عليها، فصاحب هذا العمل الوظيفي -سواءٌ أكان هذا العمل عملًا حكوميًّا، أوعملًا خاصًّا – على عملهم، وذلك بالثقة فيك، وتمكينك من مكانك الذي تعمل فيه، فلابد وأن تكافئ هذه الثقة التي أوْلوك إياها بثقة أخرى أفضل وأرقى، ناهيك عن الراتب التي تتقاضاه مقابل إخراج هذا العمل على أكمل وأفضل وجه؛ فأمانتك في عملك هي تأدية لحق مشروع لصاحب هذا العمل.
كذلك من أهم تلك الأخلاق التي يجب أن يتحرَّاها الإنسان في عمله الوظيفي هي: الإخلاص في العمل، وإتقانه، وعدم التهاون والتكاسل والتقاعس فيه؛ لأن هذا يُعَدّ خيانة لثقة هذه الجهة التي أعطتك هذه المكانة، (وهذا حق النَّاس)، وقصَّرت أيضًا في حقِّ الله عز وجل وهو الذي أمرك بإتقان العمل، وكذلك خالفت ما أمرك به النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال في حديثه الشريف: “إن الله يُحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنَه”، فحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه إشارتان: إشارة تصريح مفهومة من فحوى الحديث وكلماته، وإشارة تعريض وهي مفهومة من معنى الحديث .
الإشارة الأولى: يُخبرنا فيها النبي -صلى الله عليه وسلّم-: إن الله عز وجل يُحب منك أن تقوم بإتقان العمل المُوَكَّل إليك، وإخراجه في أبهى الصور وأحلاها، ولو لاحظت ستجدُ كلمة(عملًا) نكرة، والمعروف عند علماء اللغة أن النكرة تُفيد العموم والشمول، فمقصود العمل في الحديث: أي عمل يقوم به الإنسان سواءٌ أكان هذا العمل صغيرًا، أوكبيرًا، سهلًا كان أو صعبًا؛ إذا أردت محبَّة الله عز وجل؛ فعليك بإتقان هذا العمل الذي وُكِل إليك.
أما الإشارة الثانية: فهي المفهومة من معنى الحديث، وليست مفهومةً من كلماته، إذا كان الله يُحبُّ كل إنسانٍ يقوم بعمله على أتم وجه، فالله عز وجل يكره ويبغض من يقوم بمخالفة هذا الأمر (الإتقان في العمل)، وإذا كان كلمات الحديث تدُل دلالةً واضحةً على وجوب الإخلاص في العمل؛ فإن مفهوم منطوق الحديث يدل على التحذير والترهيب من الخيانة والخداع، وهل هناك ترهيبٌ وتحذيرٌ أشدّ من كره وبغض الله -تعالى- لك!
إن الصدق لا يكون في عملٍ إلا رفع الصدق العمل، وأعلى من شأنه، ولا نُزِع الصدقُ من عملٍ إلا بطل هذا العمل، وحُطَّ من شأنه، فالصدق يهدي الإنسان إلى البرّ، والرجل الذي يلزم الصدق في كل أقواله وأفعاله يُكتب عند الله صدِّيقًا، والصدق يُدخله الجنة أما الكذب فهو يهدي الإنسان إلى الفُجور، والرجل الذي يلزم الكذب في كل أقواله وأفعاله يُكتب عند الله كذَّابًا، والكذب يُدخله النار؛ فالصدق من أهم الأساسيات التي يجب توافرها في العمل الوظيفي؛ إذا أردنا لهذا العمل أن يُحرز النجاح والرقي.
ومن أهم الأخلاقيات أيضًا التي يجب توافرها في العمل الوظيفي هو العمل الجماعيّ، فالمكلفون بالعمل الوظيفي إذا عملوا بصفةٍ مُجتمعةٍ؛ سيكون إنتاج العمل الوظيفي أكثر فاعلية، وأجود من العمل منفردُا، فيد الله عز وجل مع الجماعة، فالاعتصام والاتحاد قوّةٌ، والتفرُّق ضعفٌ، فمثَلًا لو أتيت بحزمة من الحطب مكونةٌ من عدة عيدان، وأردت أن تكسرها سيكون الأمر صعبًا عن محاولة كسر عودٍ واحدٍ فقط؛ فكذلك العمل الوظيفي لا يستطيع الفشل اختراقه، ولا هدمه، مادام أهله مجتمعين غير متفرّقين، أما إذا كان العمل الوظيفي بصورة منفردة فالفشل لا محالة ؛ سيُفسده.
إن حب أصدقاء العمل بعضهم البعض؛ يُضفي على العمل الوظيفي جوًّا من الألفة التي تعمل بدورها على وصول هذا العمل إلى درجات عالية من درجات النجاح، والسموّ الوظيفي