نقدم لكم في هذا المقال تقرير عن علم النفس وهو العلم الذي يختص بدراسة وتحليل سلوك الإنسان وأفعاله عبر الدراسات المنهجية، وهو يهتم بمعرفة دوافع الإنسان وميوله وردود أفعاله تجاه مواقف محددة، وذلك لأجل التوصل إلى نتائج علمية تقوم على تعزيز السلوك الإيجابي والبحث في كيفية علاج الانحرافات السلوكية، كما أنه يركز على تحليل وتفسير السمات الشخصية للإنسان، وذلك يتم من خلال استخدام مناهج البحث العلمي سواء العامة المختصة بدراسة الظواهر والبحث في حلولها، أو الخاصة التي تقوم على الحصول على البيانات والمعلومات عن الظاهرة موضوع الدراسة، في موسوعة سنعرض لكم تاريخ هذا العلم وأبرز مجالاته وفروعه.
تقرير عن علم النفس وتاريخه
يعد من أقدم العلوم الإنسانية حيث ارتبط في البداية بشكل وثيق مع علم الفلسفة من خلال أشهر علمائه أمثال سقراط وأفلاطون الذي اهتموا بدارسة العمليات الذهنية بوجهة نظر فلسفية، كما يعد العلماء المسلمين أمثال ابن سينا والإمام الغزالي من أبرز العلماء الذين ساهموا في تطوير هذا العلم وإثراء مناهجها، إلى جانب العلماء الأوربيين أمثال ديكارت.
ظهر هذا العلم كعلم مستقل بذاته في القرن التاسع عشر، وقد ساهم علماء أمثال هيرمان لودفيج ويوهانس بيتر في تأسيسه من خلال أبحاثهم العلمية حول عمليات الإدراك التي تستهدف إثبات أن التفكير من العمليات القابلة للدراسة بطريقة ممنهجة وعلمية ويمكن قياسها، ولكن العالم الأمريكي جون برودس عارض هذه الفكرة وأعلن أن عمليات التفكير والإدراك لا يمكن قياسها ودراستها بشكل ممنهج.
ظهرت أولى محاولات لدراسة هذا العلم بشكل مستقل عن العلوم الاجتماعية في عام 1875م على يد العالم الألماني ويليام فونت وقد ساهم في إنشاء مختبر له في جامعة ليبزيج الألمانية في عام 1879م ليكون أول مختبر خاص بدراسة موضوعات علم النفس، ويعد هذا العالم المؤسس الحقيقي لعلم النفس.
اهداف علم النفس
يستهدف هذا العلم من خلال دراسة سلوك ودوافع الإنسان الوصول إلى نتيجة علمية تتضمن شرح واضح للظواهر السلوكية في أفراد المجتمع وتحليلها بشكل علمي ومنطقي.
الكشف عن السلوكيات الخاطئة وتحليلها ومعرفة أسبابها ودوافعها لأجل التوصل إلى حلول لتعديلها.
التوصل إلى سلوكيات الإنسان المتوقعة عند تعرضه لظاهرة محددة.
الكشف عن الدوافع النفسية التي تحفز الإنسان وتدفعه للقيام بسلوك معين تجاه موقف ما.
الوصول إلى العوامل وراء قلة تركيز العقل وشرود الذهن.
مجالات علم النفس
يضم هذا العلم مدرستان: الأولى وهي المدرسة التحليلية لمؤسسها العالم الألماني سيغموند فرويد، والثانية هي المدرسة الاشتراطية لمؤسسها العالم الروسي بافلوف، ويتفرع من هذا المجال عدة مجالات يختص كلاً منهم بدراسة موضوع محدد من موضوعات هذا العلم، وهم:
علم النفس العام: يمثل الفرع الرئيسي لعلم النفس والذي منه تنبثق الفروع الأخرى، وهو يركز على دراسة وتحليل كافة الأنشطة العقلية للإنسان كالتعلم والتفكير.
علم النفس الإرتقائي: وهو يختص بدراسة وتحليل عملية نمو الإنسان بدءًا من مرحلة الطفولة حتى مرحلة الشيخوخة، حيث يركز على الظواهر السيكولوجية لكل مرحلة من مراحل النمو.
علم النفس الطبي: وهو العلم المختص بدراسة وتحليل سلوكيات ودوافع المريض، وهو ينقسم إلى علم “السيكوفارموكولوجيا” أي علم نفس الصيدلة المختص بدراسة مدى تأثير الأدوية على عقل الإنسان، وعلم “النيروسيكولوجيا” الذي يعتمد على دراسة وتشريح عقل الإنسان لتحليل الاضطرابات النفسية.
علم النفس الاجتماعي: وهو يختص بدراسة وتفسير مختلف العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
علم النفس الفارق: وهو يسلط الضوء على دراسة شخصية الإنسان وقياس معدل ذكائه، إلى جانب عقد المقارنات بين السمات الشخصية ونسب الذكاء المتنوعة بين الأفراد.
علم النفس الرياضي: وهو يختص بدراسة سلوك الرياضيين وآثار الرياضة على الحالة النفسية، كما أنه يهتم بدراسة وتحليل مهاراتهم.
علم النفس الأسري: يختص بدراسة الخلافات الزوجية والمشاكل بين الآباء والأبناء.
كما أن هناك مجالات أخرى مثل علم النفس التربوي، علم النفس الحيوان، علم النفس الهندسي.