يبحث كل المقبلين على الدراسات الأكاديمية والراغبين في الحصول على درجات علمية وأكاديمية مرتفعة مثل الماجستير والدكتوراه بدراسة الأساليب الإحصائية، ولكن ما هي الأساليب الإحصائية، وما هي مراحل استخدامها في البحث العليم؟ كل ذلك سيجيب عليه موقع الموسوعة العربية الشاملة في هذا المقال.
تُعَدُّ الأسالِيب الإحصائية أدواتٍ أساسية في البحث العلمي؛ إذ يتعيّن على الباحث الاعتماد عليها لقراءة وتحليل المعلومات والبيانات التي يجمعها في البحث، وذلك بهدف الوصول إلى نتائج وحلول منطقية دقيقة.
ويعدُّ الإحصاء من الفروع العلمية التي تعنى بالمعلومات والبيانات التي يتم جمعها وترتيبها؛ بهدف استنتاج النتائج عن عينة الدراسة ومجتمع البحث.
ويتطلَّب ذلك تصميمًا ملائمًا للدراسة، واختيارًا علميًا منطقيًا للعينة الدراسية؛ التي تسمح بالحصول على المعلومات والبيانات الصحيحة، التي يتم تحليلها وفقًا لإحدى الأساليب الإحصائية المناسبة للدراسة.
ويتطلب ذلك معرفة جيدة بالإحصاءات المختلفة؛ حيث إن الاختيار الغير مناسب يمكن أن يؤدي إلى تحليل خاطئ واستنتاجات غير صحيحة، وبالتالي إلى اتخاذ قرارات غير ملائمة بناءً على نتائج غير صحيحة.
تتمثل تلك الأدوات في التقنيات والنماذج والصيغ الرياضية التي يتم استخدامها في العمليات الإحصائية لتحليل المعلومات والبيانات الأولية الخام، وتستخدم هذه الأساليب للوصول إلى الحلول والنتائج المنطقية المطلوبة.
ويتميز الاستخدام الصحيح لمختلف الأساليب الإحصائية في البحث العلمي بأهميته الكبيرة؛ إذ يُسهم بشكل أساسي في إتمام العديد من المهام، ومن أبرزها إعداد الاختبارات وقراءة المعلومات والبيانات وتحليلها وتفسيرها، وكذلك يُساعد على اتخاذ الباحث للقرارات الصحيحة المستندة إلى النتائج الصحيحة والمثبتة.
توجد أنواع مختلفة من الأساليب الإحصائية، وتتميز بعض الأنواع أنها تخدم أنواع محددة من الدراسات الإحصائية، ومن بين الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث العلمي كل مما يلي:
يساعد الأسلوب الإحصائي الوصفي الباحث العلمي على جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالظاهرة أو المشكلة البحثية التي يدرسها، وتنظيمها وترتيبها في جداول ورسوم بيانية ومخططات، مما يسهل عرضها وتفسيرها.
يستخدم الأسلوب الإحصائي الوصفي العديد من القوانين الإحصائية، مثل قانون الوسط والوسيط وقانون النزعة المركزية وقانون المنوال، لتقييم النتائج وتحديد مدى أهمية وانتشار المتغيرات المدروسة.
ويجدر الإشارة إلى أن العديد من الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث العلمي هي إحصائية وصفية، وتتمثل في الأساليب الأحادية المتغير والأساليب ذات المتغيرات المتعددة، والتي تهدف إلى فهم المتغيرات والعلاقات بينها.
يعتبر الإحصاء الاستدلالي أحد الأساليب الإحصائية الأساسية في البحث العلمي، حيث يستخدم الباحث فيه تقنيات التخمين والملاحظة والاختبار للاستدلال على الفروض البحثية وجمع البيانات والمعلومات المرتبطة بموضوع البحث.
ومن خلال تحديد العينة البحثية بشكل صحيح، يمكن الوصول إلى نتائج منطقية وصحيحة. ويمكن مقارنة الإحصائيات الاستدلالية مع الإحصائيات الوصفية لتحديد خصائص البيانات والمعلومات التي تم جمعها، حيث تعتمد الإحصائيات الوصفية على الملاحظة المباشرة للبيانات دون افتراضات مسبقة.
للأساليب الإحصائية فوائد كثيرة في البحث العلمي، والتي من بينها كل مما يلي:
يحتاج الباحث في البحث العلمي إلى اتباع عدة خطوات إحصائية للوصول إلى النتائج المرجوة. وتشمل هذه الخطوات الرئيسية الأربعة التالية:
ويتعين اتباع هذه الخطوات بشكل صحيح ودقيق للوصول إلى النتائج العلمية المنطقية والصحيحة في البحث الإحصائي.
تعتبر عملية جمع البيانات من الخطوات الرئيسية في البحث العلمي، وتعد الخطوة الأساسية التي يعتمد عليها نجاح باقي الخطوات. ويتم جمع البيانات المرتبطة بموضوع البحث باستخدام أدوات البحث المناسبة من مصادر متعددة، وتتضمن هذه المصادر:
ويتعين على الباحث اختيار المصادر المناسبة والتأكد من صحة وجودة البيانات المجمعة، حيث يعتمد نجاح باقي الخطوات على جودة البيانات المجمعة.
تتضمن الخطوة الثانية من البحث الإحصائي، وهي مرحلة تنظيم وعرض البيانات، عدة إجراءات لتنظيم البيانات المجمعة من المصادر الثانوية وعرضها بشكل منظم وواضح، وتتضمن هذه الإجراءات:
بعد ذلك، يتم في الخطوة الثالثة تحليل البيانات الرقمية باستخدام قوانين الإحصاء، مثل المتوسط الحسابي والوسيط ومقاييس التشتت ومقاييس النزعة المركزية وقوانين الارتباط والانحراف المعياري.
ويتم في الخطوة الرابعة تفسير البيانات ووضع التفسيرات المنطقية والصحيحة للمعلومات التي تم جمعها وتحليلها، ويتطلب ذلك خبرة ومهارة عالية من الباحث لتجنب الوصول إلى استنتاجات خاطئة التي قد تؤدي إلى إهدار المال والوقت والجهد.
تواجه الأساليب الإحصائية العديد من المشاكل والمعوقات التي يجب معالجتها للحصول على نتائج دقيقة وموثوقة في البحث العلمي. وفيما يلي، سنتطرق إلى أبرز هذه المشاكل: