يعد التنوع الوراثي هو من أهم أنواع التنوع التي تساعد على تحسين الصفات المرغوبة.
التنوع الوراثي هو من المصطلحات التي تصف الخصائص الوراثية التي أعطها الله للكائنات الحية على وجه الأرض.
حيث أعطى الله -سبحانه وتعالى- للكائنات الحية القدرة على البقاء والتكيف وكذلك المحاولة في مقاومة الأمراض والعمل على تحسين الصفات المرغوبة.
يعد التنوع الوراثي هو من العوامل المهمة في التنوع البيولوجي، حيث هناك حاجة مستمرة إلى الجينات المرغوب بها في المستقبل لكي تعتمد على الغذاء العالمي، كما تعتمد على أنواع محددة من المحاصيل ذات التنوع الوراثي.
ما هو التنوع الوراثي
التنوع الوراثي أو ما يعرف بالتنوع البيولوجي هو عبارة عن مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات التي تعيش في نظام بيئي واحد.
يمكن أن يحدث التنوع الوراثي بناءً على ثلاثة مستويات أساسية ومختلفة ومنها:
تنوع الأنواع.
التنوع الوراثي أو الجيني.
تنوع النظام البيئي.
التنوع الوراثي هو الذي يقوم بوصف العديد من الخصائص الوراثية التي وهبها الله -عز وجل- للكائنات الحية على وجه الأرض.
حيث منح الله -سبحانه وتعالى- للكائنات الحية القدرة الكاملة على العيش والبقاء والتكييف، وكذلك مقاومة الأرض والعمل على تحسين الصفات المرغوب فيها.
ومن الجدير بالذكر أن لكل فرد على الكرة الأرضية بنية وراثية مميزة ومختلف وفريدة من نوعها.
حيث تعمل على تحديدها المادة الوراثية، وتقوم مجموعة كبيرة ومحددة من الجينات على تجهيز السكان لتحمل الإجهاد الذي ينتج من فعل بيئي ما.
كيف يحدث التنوع الوراثي
وجود بعض التغيرات التي تأتي بشكل مفاجئ على الحمض النووي التي تعمل باسم الطفرات الجينية.
هي عبارة عن تغير في الحمض النووي للكائن الحي، حيث يمكن أن يكون تغييراً لحرف واحد فقط، ويمكن أن يكون تغير للكثير من الأحرف في وقت واحد.
يمكن أن تنشأ الطفرات في حالة ارتكاب بعض الأخطاء خلال نسخ الخلايا في الحمض النووي، وبالتالي يمكن أن تشكل تلك الطفرات التنوع الجيني للأنواع المختلفة على مر العصور والأجيال.
أهمية التنوع الوراثي
يساعد على التكيف
عند وجود العديد من الاختلافات في الحمض النووي للنوع الواحد يعد في الك الحالة التنوع الجيني مرتفع.
وفي الأنواع التي يكون فيها التنوع الجيني عالي، كما أنه هناك العديد من الطفرات في الحمض النووي وهي التي تتسبب في وجود العديد من الاختلافات في مظهر الأفراد الخارجي.
وتعد تلك الاختلافات هي من السمات الأساسية والهامة التي لا يمكن رؤيتها وهي التي يطلق عليها التكيف.
هي تلك العملية التي يتم فيها تغيير الأنواع للبقاء على قيد الحياة، ولكن بشكل أفضل في البيئة الخاصة بها فمثلاً هناك العديد من أنواع التفاح التي تنمو بشكل أفضل وأحسن في البيئات الساخنة.
مهم للأمن الغذائي على الأرض
حيث إن تغيرات البيئة الطبيعة التي تنتج عن تدخل الإنسان وكذلك تكون ناتجة عن التنوع الجيني وبالتالي فإن الأصناف المعرضة للإصابة تموت ولكن الأصناف التي تتمكن من التكيف مع التغيرات يمكن أن تبقى على قيد الحياة.
استحداث أنواع جديدة
يمكن العمل على زراعة أنواع جديدة من النباتات من خلال تهجين المتغيرات الجنينية المختلفة والعمل على إنتاج العديد من النباتات ذات السمات المرغوب فيها وكذلك العمل على مقاومة الأمراض التي تتعرض لها وزيادة تحمل الإجهاد.
تحسين الصفات
يساعد التنوع الوراثي على تحسين الصفات حيث إنه يقلل من تكرار الصفات الموروثة الغير مرغوب فيها، وبالتالي يمكن أن يزيد من الصفات المرغوب فيها.
يساعد على بقاء الأنواع
يمكن أن يضمن التنوع الوراثي وجود العديد من الأحياء، وخاصة من الأنواع التي مازالت متبقية على سطح الأرض.
أمثلة على التنوع الوراثي
من أهم الأمثلة التي تدل على التنوع الوراثي هي حشرة العث التي تناثرت وانتشرت بشكل كبير أثناء الثورة الصناعية.
أنتج التنوع الوراثي الطبيعي في العث العديد من الألوان المختلفة للأجنحة، والتي تتراوح ألوانها من الفاتح إلى الداكن.
قبل الثورة الصناعة كان العث المرقط بأجنحة خفيفة والتي تكون أكثر انتشاراً؛ حيث إنه كان أفضل نوع للتمويه في جذور الأشجار البيضاء.
عملت الثورة الصناعية على انتشار العديد من أشكال التلوث في الهواء وهو الذي بدأ في تغطية الأشجار وجعلها سواء اللون نتيجة للتلوث.
وبالفعل لم يعد العث خفيف الأجنحة مموهاً وكذلك هو أصبح فريسة سهلة للطيور المختلفة.
ولكن بالنسبة للعث ذات الجناح الأسود أصبحت الآن مموهة، وهذا يدل على أن العث ذات اللون الداكن يوجد له العديد من المميزات، وأنه يعيش طويلاً لإنجاب الكثير من الأطفال.
صغار العث الداكن يكون داكن اللون بسبب الأليلات التي تم توريثها لهم من خلال كبار العث، وبالتالي يكونون معرضين للبقاء على قيد الحياة بشكل كبير، والعث الداكن لديه لياقة أعلى، كما أنه أصبح أكثر انتشاراً.
وبالتالي لا بد على البشر المحافظة على التنوع الوراثي وحمايته نظراً لأهميته في الحياة.