العام الدراسي الجديد عام استثنائي ملئ بالقرارات المستحدثة، فهذا العام سيبدأ في وجود ظروف استثنائية فُرضت على الجميع خاصة بعد انتشار وباء كورونا المستجد.
ولذلك أصبح هناك حاجة ضرورية إلى التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية الوقاية، والقيام بالعديد من التدابير الاحترازية، لضمان سلامة وصحة الطلاب والطالبات في المدارس.
ومن القرارات المستحدثة الهامة هو قرار عودة الدراسة حضوريًا مرة أخرى، وذلك إذا كان الطالب قد حصل بالفعل على جرعتين من لقاح كورونا.
بمجرد الإعلان عن عودة الدراسية تساءل الكثير على يسمح للطلبة بإحضارهم هواتفهم الذكية معهم أم لا.
فالكثير يرى أن الهواتف الذكية اليوم أصبحت عامل هام من العوامل التي تساعد على ترسيخ مفاهيم الأمان والاستقرار.
وهناك آراء أخرى ترى أن الهاتف المحمول يعوق حركة التعليم بشكل كبير.
ومؤخرًا قام مساعد مدير عام الإشراف التربوي الخاص بوزارة التعليم بتقديم تصريحات تتعلق باستخدام الطلاب للجوال في المدارس.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن ازداد التساؤلات بين الطلبة وأولياء الأمور حول السماح بإحضار الهاتف المحمول خلال اليوم الدراسي.
وما بين آراء مؤيدة وآراء معارضة لهذا القرار ترقب الكل إعلان الجهات التعليمية المسؤولة عن القرارات النهائية الإلزامية على الجميع.
يسمح باصطحاب الهواتف الذكية مع الطلبة والطالبات بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم كله في الفترة الأخيرة، والتي تأثرت بها المؤسسات التعليمية بشكل جذري.
وفي بداية تصريحات المسؤول أكد مساعد مدير عام الإشراف التربوي بوزارة التعليم بأن الطلاب والطالبات اليوم على قدر عالي من المسؤولية، وقادرين على التعامل بحرص وبذكاء مع هذا القرار المستحدث.
فمن أهم شروط استخدام الجوال هو عدم استخدامه أثناء الحصص الدراسية.
فالغرض الأساسي من هذا القرار هو تسهيل وتسريع عملية الدخول إلى المدارس في الفترة الصباحية، فمن الضروري أن يقم الطلبة بعرض حالتهم الصحية عن طريق تطبيق توكلنا، حتى يسمح لهم الدخول للمدارس في الصباح.
ولذلك إحضار الهاتف المحمول أصبح أمر هام لابد منه، ولم يعد من وسائل الترفية والتسلية.
هل الجوال مسموح في المدارس 1445
من أهم شروط استخدام الطلاب للجوال في المدرسة هو استخدام الجوال للضرورة فقط.
وقرار السماح باصطحاب الجوال مع الطلبة هو قرار جديد وله العديد من التبعات.
ولذلك تساءل الكثير ما أسباب ومبررات الإعلان عن هذا القرار، من وجه النظر التربوية والتعليمية.
وعلى الرغم من كون مدير المدرسة وكل المسؤولين في المدرسة لديهم القدرة على الاطلاع ومعرفة الحالة الصحية لكل طالب، في المراحل الدراسية المختلفة، إلا أن الاستعانة بتطبيق توكلنا صباحًا قبل دخول المدرسة، سيسرع كثيرًا من عملية التحاق الطلبة بفصولهم الدراسية.
وطلب المسؤولين من الأسرة مساعدتهم في عملية تقويم وتوعية الطلبة، وترسيخ مبادئ وأساسيات الاستخدام الصحيح للهاتف.
فالأسرة هي الشريك الأساسي ودورهم مهم ومحوري للغاية في التوعية، خاصة في المرحلة المتوسطة، والمدرسة بمفردها لن تكن قادرة على السيطرة على هذا الأمر.
وفي عام 1445/ 2024 الهواتف الذكية لم تعد خيار، فهي مع الجميع اليوم، ويتم استخدامها على مدار اليوم.
فأصبح جزء أساسي ومحوري في حياة الطلبة والطالبات، ولذلك من الصعب أن يمتنعوا عن اصطحابه معهم إلى المدرسة.
ولذلك أعلن المسؤولين عن ضرورة بقاء الهاتف بصحبة الطلبة، ففي ظل الظروف الاستثنائية التي نمر بها، لابد من توخي الحذر جيدًا.
ولكن تلقت وزارة التعليم العديد من الطلبات التي تنادي بمنع تنفيذ هذا القرار، ويرون أن الطريقة الفعالة والأنسب للحفاظ على صحة الطلبة، والحفاظ على سير العملية التعليمية بطريقة سليمة هو اصطحاب الطلبة للأوراق التي تثبت حالتهم الصحية بصورة ورقية، دون الحاجة إلى تطبيق توكلنا.
وذلك للحفاظ على سلامة وخصوصية الطلبة والطالبات داخل المدارس، ولكي لا يسبب لهم الهاتف أي صورة من صور التشتت.
السماح بالجوالات في المدارس
لا يسمح بدخول الطلبة والطالبات إلى المدارس إذا لم يكونوا قد حصلوا بالفعل على جرعتين من اللقاح الخاص بكورونا.
وهذا القرار ينطبق على المعلمين وعلى الإداريين وعلى كل العاملين بالجهات التعليمية.
وجاء هذا القرار كواحد من أهم القرارات التي تتعلق بالبروتوكولات الوقائية التي وُضعت في ظل جائحة كورونا.
وتم السماح بالجوالات لكي تصبح الإدارة قادرة على متابعة الحالة الصحية للطلبة، وذلك عن طريق تطبيق توكلنا.
مع الحرص على مراقبة الطلبة والطالبات طوال اليوم، للتأكد من قيامهم باستخدام الجوال بأفضل صورة ممكنة، وللتقليل من أضرار استخدام الهواتف المحمولة.
وطلبت وزارة التعليم من أسر الطلبة مساعدتهم في عملية توعية وتقويم الطلبة، لكي يكونوا قادرين على التصرف بحكمة في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
فلابد أن يكن الطلبة على علم بكل ما يخص شروط استخدام الطلاب للجوال في المدرسة وضوابط استخدامهم.
فلابد أن يُستخدم الجوال بما لا يتعدى على خصوصية الآخرين، فلا يجوز استخدام الكاميرا المتواجدة في الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية.
وهذا العام تسعى الوزارة بكل السبل الممكنة للسيطرة على الحالة الصحية في المدارس وفي المنشئات التعليمية.
ولتحقيق ذلك لابد من تعاون الإدارة التعليمية، والأسرة، والمعلمين والطلبة، لكي يتم تحقيق أعلى قدر ممكن من الفائدة التعليمية، مع الحفاظ على سلامة الطلبة.
فقامت الوزارة بالإعلان عن تقييمها للمخاطر التي تواجه الطلبة في القاعات والأنشطة الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة.
فالخطورة تكن منخفضة تمامًا إذا كانت الدراسة عن بعد.
وتكن المخاطر متوسطة إذا كان عدد الطلبة في كل فصل وكل نشاط دراسي محدود، وإذا تم تقسيم الطلبة إلى مجموعات، لكل مجموعة معلم ونشاط خاص بها.
كما لابد الحفاظ على التباعد الاجتماعي بكل السبل الممكنة، فلا يمكنك أن يكن هناك مسافة أقل من متر ونصف بين الطلبة.
ولكل طالب من الطلبة الأدوات الخاصة به، وتمنع المشاركة، للحد من انتقال العدوى.
وأصبح الدوام المدرسي وعدد ساعات الدراسة مرنة بشكل كبير.
وتصبح الخطورة مرتفعة إذا كانت الحافلة المدرسية مزدحمة بشكل كبير، أو كان هناك تزاحم كبير على أبواب المدرسة، في مواعيد الدخول والانصراف.
وتزداد الخطورة إذا كان هناك طابور صباحي، أو كان هناك أنشطة جماعية لا تلتزم بقواعد التباعد الاجتماعي.
ولابد من وجود مرشد صحي مدرب على أعلى مستوى، لمتابعة الحالة الصحية للطلبة بصورة حية مباشرة، وليقل بدراسة الحالات التنفسية.
أضرار استخدام الجوال في المدارس
بعد الإعلان عن السماح باصطحاب الطلبة للهاتف المحمول في المدارس، وبعد الاطلاع على شروط استخدام الطلاب للجوال في المدرسة ، أعلنت بعض الجهات التربوية عن رفضها التام لهذا القرار.
فهي ترى أن الجوال سيسبب أذى بالغ على الطلبة والطالبات، وسيؤثر بالسلب على سير العملية التعليمية بصورة صحيحة.
فالأطفال والمراهقين اليوم أصبحوا طوال اليوم أما شاشة الهاتف المحمول، وأمام شاشة التلفزيون، وأصبحوا غير قادرين على الانخراط والاندماج اجتماعيًا، وتكوين علاقات جديدة.
والمدرسة هي المتنفس الوحيد، التي تمكنهم من عيش طفولتهم بالطريقة الصحيحة.
والاستخدام المفرط للهاتف المحمول من الممكن أن يسبب مشاكل نفسية ومشاكل جسمانية كبيرة للطلبة والطالبات، وللمراهقين بشكل خاص.
فقد أثبتت الدراسات أن الجوال سبب لهم مشاكل عويصة وعميقة، هذه الدراسات أدت مع الوقت إلى إلحاق الأذى بالعين والعظام.
كما يعاني الطفل والمراهق من مشاكل نفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، وحتى من الممكن أن يصل بهم الأمر إلى محاولة الانتحار.
فالهاتف يجعل الطفل والمراهق غير قادر على التفاعل والتعامل مع الأشخاص المحيطين به.
والاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية سبب أذى نفسي واسع المفعول على المدى البعيد.
وعلى أسر الطلبة والطالبات وعلى الجهات التعليمية التربوية أن يقوموا بتوعية أبنائهم بالخطر الجسيم الذي من الممكن أن يسببه الاستخدام المفرط للجوال، ولأجهزة الكمبيوتر.
والبقاء لساعات طويلة ممسكًا للجوال سيسبب لك على المدى البعيد أضرار جسيمة في منطقة الرقبة، وفي فقرات العمود الفقري.
ويرى بعض المتخصصين أن من أكثر المشاكل التي سببها الاستخدام المفرط للجوال، هو مشاكل السمع، التي تؤثر مع مرور الوقت على خلايا الدماغ.
وهناك العديد من الدراسات التي أشارت إلى خطورة الاستخدام المفرط للجوال، خاصة للمراهقين وللطلبة.
ولذلك قرار السماح باستخدام الهواتف المحمولة لقى نفور شديد.
ولكن قامت وزارة التعليم بتبرير موقفها، وأكدت أن هذه القرارات مرتبطة بالظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم كله.