زاد الحديث عن الاهتمام بالبيئة بشكل عام في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب بداية التأثيرات للتغيرات المناخية التي نعيشها في العصر الحالي، والتي يؤكد العلماء على أن في حالة الاستمرار على مثل تلك الوتيرة من ارتفاع نسب التلوث والتغيرات المناخية، ستؤدي إلى انهيار الحياة البيئية، وقد تصل إلى استحالة استمرار البشرية، الأمر الذي دعا بقادة الدول بالاجتماع لعرض متطلبات وآليات التقليل من تلوث البيئة، للحد من التطورات المناخية، وهو المؤتمر المقام في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، وسنحاول فيما يلي عرض بحث مبسط عن البيئة النظيفة.
البيئة التي نعيش فيها هي المصدر الأساسي لكل ما نحصل عليه من موارد، وهي التي توفر لنا كافة سبل الحياة والاستقرار، فهي الجامعة لكل مقومات حياتنا، ويجب علينا المحافظة عليها نظيفة؛ حتى نتمكن من الاستمرار في الاستفادة منها، والعيش فيها، وسنعرض لكم فيما يلي بعض المعلومات الخاصة بالبيئة النظيفة ما بين تعريفها وطرق الحفاظ عليها والتلوث ومفهومه وكيفية التخلص منه، وصولاً بالنهاية إلى الدور العالمي في المحافظة على البيئة.
يتم تعريف البيئة النظيفة على أنها واحدة من الأمور الضرورية التي تساعد على تواجد البشر، واستمرار بقائهم، فلا يستطيع الإنسان أن يستمر في العيش في بيئة ملوثة، أو حتى في بيئة مليئة بالنفايات، ويتضمن مفهوم البيئة النظيفة كل ما تحتويه البيئة سواء كان من ماء أو هواء أو تربة وأرض، أو حتى طاقة، وتعد عملية التنظيف عملية إدارة بيئية أساسية يتم تعريفها بالعملية المنهجية التي تقوم على معرفة ودراسات وعلى علم يقيني.
فمنذ أن ظهرت المجتمعات البشرية البدائية صارت من الأمور الضرورية أن يتم فصل السكان عن النفايات التي ينتجونها بشكل دوري.
توجد الكثير من الطرق والوسائل التي تعمل على المحافظة على البيئة، والتي من بينها كل مما يلي.
يتم استخدام البلاستيك بكافة منتجاته بشكل دوري في حياتنا اليومية، بداية من زجاجات الماء وأكواب العصير، وحتى الحقائب البلاستيكية التي نحمل فيها المشتريات، وكل تلك الأدوات لا يتم استخدامها إلا مرة واحدة فقط، وتتحول بعدها إلى نفايات، وكل تلك النفايات للاستهلاك الضخم بشكل يومي من الصعب التخلص منها، فمادة البلاستيك من المواد الصعبة التحلل للغاية، فقد تحتاج الزجاجة البلاستيكية الصغيرة للتحلل حتى ولو داخل المحيط، إلى قرابة 500 سنة كاملة.
حتى يتم الحد من استخدام مثل تلك الحقائب البلاستيكية يمكن العمل على توفير حقائب من السهل أن يتم إعادة استخدامها، سواء حقائب من القماش أو حتى من البلاستيك السميك المعالج بشكل معين، ويصلح للاستخدام عدة مرات، حتى يتم التقليل من اللجوء للأدوات ذات الاستخدام للمرة الواحدة، فعملية استبدال الحقائب البلاستيكية بأخرى قابلة لإعادة الاستخدام، تساعد على خفض استهلاك الأكياس التي تستخدم لمرة واحدة فقط.
يجب استخدام المنتجات التجميلية التي يتم تصنيعها من مركبات طبيعية، سواء كان السكر أو الملح، وذلك حتى يتم التقليل إلى الحاجة في استخدام المستحضرات التجميلية التي تحتوي على مركبات صعبة التحلل، مثل الميكروبيدات البلاستيكية، والتي قد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على حظر استخدام مثل تلك المستحضرات في بلادها بداية من عام 2015.
يتم تعريف التلوث على أنه عملية إدخال الملوثات التي تنتج عنها تغيراً سلبياً في البيئة الطبيعية، وقد يكون التلوث بصور مختلفة، والتي من بينها المادة الصلبة أو السائلة أو الغازية، أو حتى تلوث ناتج على شكل طاقة، مثل الطاقة الإشعاعية، أو حتى حرارة أو ضوضاء أو صوت.
دعت الأمم المتحدة لعقد العديد من المؤتمرات الخاصة بين كل الدول الأعضاء، وذلك لمناقشة مدى التغيرات المناخية التي تحدث في العالم بشكل عام، وحتى يتم وضع بعض الحلول المساعدة على التخلص من تلك التطورات، والحد من التلوث البيئي، والعمل على إنشاء اقتصادات متنامية تعتمد على الطاقة النظيفة، أو حتى تستخدم آليات وسبل تحد من مدى التلوث الناتج عن عمليات الحرق التي تقوم بها أنواع الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي.
بعد كل ما قمنا بعرضه لكم من معلومات متعددة حول المحافظة على البيئة، وما مدى الدور القوي الذي تقوم به كافة الدول حتى تقلل من مدى التلوث، والعمل جاهدة للحفاظ على البيئة بشتى الطرق الممكنة، فيجب أن نشير إلى دورنا نحن كأفراد، في المحافظة على بيئتنا التي نعيش فيها، والتي تضمن لنا توفير سبل الحياة، سواء بمجهوداتنا، أو حتى بنشر الوعي البيئي في المجتمع الذي نعيش فيه، ويجب علينا الإيمان والوثوق بأن الطريق الوحيد في المحافظة على البيئة نظيفة يبدأ من تعاوننا جميعاً.
التقليل من مسببات التلوث بمختلف أنواعها، مثل التدخين والحرائق
الحفاظ على نظافة المياه والبعد عن تلويثها بسواء بشكل مباشر أو غير مباشر
المحافظة على المواد الغذائية بأفضل صورة
العمل على تشجير وتوسعة الرقعة الخضراء
حتى يمكننا التمتع بها، والاستفادة من خيراتها وتوفير الحياة المعيشية الملائمة لنا، ولاستمرار الحياة على كوكب الأرض.