الصبر صفة من الصفات التي يجب أن نتحلى بها في جميع الأوقات فهي سمة من سمات الأنبياء عليهم السلام، وقد أوصانا الله ورسوله بالصبر حتى نحظى بالدنيا والآخرة، فقد يعني الصبر في اللغة: العمل على الاحتباس والكف، وقد ذكر الله عز وجل الصبر في القرآن حيث قال الله عز وجل (وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والْعَشِي يريدون وَجْهَهُ) صدق الله العظيم، كما يعني الصبر اصطلاحاً يعني منع النفس عن فعل أي شيء، أو تركه للإرضاء الله عز وجل، فقد يعتبر الصبر من الصفات الجميلة التي لابد من أن يتحلى بها العديد من الأفراد المسلمين، وهذا حيث أنه يجعل الشخص يعمل على تنمية مهاراته وقدراته العقلية والبدنية، وهذا يتم من خلال التدريب على هذه الصفة المحببة إلى الله عز وجل والتي كان يتحلى بها الرسل والصحابة.
هو امتناع النفس على قيام أي فعل مكروه دون أي جزع ينتج عنه ضياع الأجر وفقدان الصبر ، حيث يعتبر الصبر صفة حثنا الله علينا وأمرنا بها ، وتعتبر صفة من صفات الأنبياء والمرسلين الذين تحملوا مشقة وتعب وإيذاء ، وأيضاً تحملوا وصبروا حتى فرج الله عليهم ويعتبر سيدنا محمد صَل الله عليه وسلم والذي واجه أشد أنواع الأذى والبلاء من قومه وأهله ولكن مع كل ذلك صبر وتحمل وشكر ثقة في الله بأنه سوف ينصره كما قال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون” ، فالصبر يعتبر من أهم الوسائل التى تعين الإنسان على هذه الحياه ، فالصبر يعتبر عبادة يكافؤوا عليها في الدنيا وفِي الآخرة.
قد أمرنا الله بالصبر حتى لا نتعدى على حقوق الغير وعلى قدر الله عز وجل، فلابد من أن نتمتع بهذه الصفة المتميزة التي تميزك عن غيرك، وهذا حيث أن الصبر على إيقاف الإنسان عن فعل المحرمات والمعصية ومثال على ذلك شخص حاول منع نفسه عن ارتكاب معصية ما ولكنه امتنع عن فعل هذه المعصية مثلما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام عندما راودته امرأة العزيز عن نفسها ولكنه امتنع عن ذلك واستوقفها ، وقد ذكر الرسول صَل الله عليه وسلم في حديث شريف له في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فكان منهم (رجلاً دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله)، وهذا هو الصبر على المعصية وفقا للتجارب التي قام بها الرسل في السلف، ويجب أن نتحلى بها في هذه الأيام.
الصبر على الطاعة يتمثل في المثابرة على الدعاء والصلاة والصوم من أجل التقرب إلى الله والوصول إلى درجة تقرب عالية من الله عز وجل، والتخلص من الحواجز التي تقف بينك وبين الله وهذا حيث أن التقرب إلى الله من الأمور السهلة واليسيرة، وذلك حتى يتقرب الإنسان من ربه ويصبر على طاعة الله، فلا يتكاسل أو يذهب إلى الفراش أو يتناول على الطعام أو يكون برفقة أصدقائه في وقت الصلاة ، لأن كل ذلك ليس له أي أهمية بجانب طاعة الله فعلى الفرد أن يقوم بالأهم ثم الأقل أهمية.
فسبحانه وتعالى يكتب للعبد ما يناسبه وما لا يناسبه فليس كل سيء يمر به الإنسان سيظل موجود وإنما كل مر سيمر ، فالله سبحانه وتعالى يختبر صبر الإنسان وإيمانه فإذا أحب الله عبداً ابتلاه ، فلا يجب على الإنسان أن يعجز بالدعاء بالويل أو حتى اللطم على الخدود فكل ها تشبيه بالجاهلية، فلابد من أن نصبر على الابتلاء أين كانت شدته، فالله يختبرنا بالابتلاءات التي يضعنا فيها وهذا حيث أن الله يجازينا خيرا على الصبر عن الابتلاءات هذه.
يجب أن يحاول كل شخص في هذه الحياة التمسك بالصبر، فهو نعمة من نعم الله- جل جلاله-، ويجب أن نحرص جميعنا على اتباع الصبر، وعدم التسرع أو الملل منه، فالمولى- جل جلاله- أعلم بمدى معاناة الإنسان في تحمل المصائب والضغوطات الحياتية، ومدى القدرة الحقيقة التي يتمكن الشخص من خلالها تحمل الابتلاء الخاص به، والصبر جزاؤه عظيم في الدنيا، وذلك عن طريق أنه أولى وأهم صور فك الكرب، والتمسك بالصبر من شأنه أن يؤدي إلى تجنب الضيق والمصاعب، كما يأجر عليه العبد من ربه، كما أن للصبر جزاء عظيم في الآخرة، وذلك كما وعدنا المولى- تبارك وتعالى في القرآن الكريم في العديد من المواضع، والتي من بينها قوله- تبارك وتعالى-:
وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
سورة البقرة الآيات 155: 157
قيل أن الصبر شجرة جذورها مرة، ولكن ثمارها حلوة وشهية، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا تم قطع الرأس بار الجسد.
قال الله- تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (سورة آل عمران، الآية 200)
مواضيع ننصح بها :