الإبداع هو العامل المشترك بين كل الفنانين والعلماء المتميزين، ويمكن الحديث عنه طويلاً، وإنما يمكننا عرض بعض الجمل البسيطة التي تحتوي على المعلومات المفيدة، والتي يمكن عرضها في فقرة هل تعلم في الإذاعة المدرسية، ومن بين تلك الجمل كل مما يلي:
تعرف منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي الابتكار على أنه تنفيذ لمنتج، سواء كان ذلك المنتج سلعة أو خدمة أو حتى عملية جديدة بشكل جديد أو محسن، أو عن طريق الاستعانة بأسلوب تسويق جديد، أو أسلوب تنظيمي جديد في ممارسة الأعمال، أو في تنظيم مكان العمل أو في العلاقات الخارجية.
كما تتعدد التعريفات فيم يتعلق بالابتكار، ولعل ذلك التعريف هو الأكثر شمولاً، كونه يقدم صورة أوسع نطاقاً عن أنشطة جديدة ومفيدة من الناحية الاقتصادية، كون الإبداع البشري لا يتوقف عن إيجاد طرقاً جديدة لتحسين النشاط الاقتصادي، والعمل على تطوير نماذج وعمليات جديدة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها قطاع الأعمال، والعمل على توفير سلع وخدمات جديدة له.
ويظهر ما يتضمن عليه الابتكار من نشاطات عن طريق تقرير مؤشر الابتكار العالمي السنوي، والذي تقوم بإصداره مؤسسة الويب وشركاؤها، والذي ينبني على المقارنة بين الأداء الابتكاري لما يصل إلى 130 بلد، وذلك عن طريق استخدام أكثر من 180مؤشراً.
لا يتوقف الابتكار على أنه مجرد اختراع فقط، فالأشخاص غنيون بأفكار رائعة وجديدة دائماً، ولكن التحدي المستمر هو في القدرة على استحداث منتج من الممكن أن يتم تسويقه، فقد ذكر جوزيف شومبيتر عالم الاقتصاد في إحدى ملاحظاته المشهورة بأن الابتكار يتجسد عند طرح اختراع ما في الأسواق، فحينها فقط يمكن للناس الانتفاع به، فيساعد هذا الفصل بين الابتكار والاختراع في التركيز على مدى أهمية حقوق الملكية الفكرية، وذلك بوصفها وسيلة تساعد في تأمين الاستثمار اللازم لتطوير الاختراعات، والعمل على تسويقها، بحيث يمكنها أن تصبح ابتكارات قائمة بذاتها.
توجد الكثير من أنواع الابتكار، ولكن توجد 3 فئات محددة تتمتع بالكثير من الانتباه في الأوساط السياسية والعالمية، وهي كما يلي:
هي تلك النوعية من الابتكارات التي تستدعي المزيد من الشرح، والتي تعتمد على التكنولوجيات، والتي تعمل على إحداث تغيير في قواعد البنية الاقتصادية والاجتماعية وقطاع الأعمال، كما أنها تقوم بالتخلص من الممارسات القائمة، والتي من الممكن أن ينتج عنها ظهور قطاعات جديدة كلياً ولعل من أشهر أمثلة ذلك النوع من الابتكارات محرك الاختراق الداخلي والمضادات الحيوية، ولعل أشهر تلك الاختراعات كانت الهواتف المحمولة.
فقبل الفترة التي تمكن فيها قطاع الهواتف المحمولة من التقدم والازدهار، كانت تحتاج الشبكات اللاسلكية إلى طريقة مناسبة وفعالة وسريعة للعلم على إدارة عدد كبير من الإشارات، والتي كان يمكنها التعامل مع عدد محدود من موجات الراديو فقط، وقد ظهر الجانب الخارق في مثل ذلك المجال، في كونه اجتمع فيه العديد من الابتكارات في آن واحد، وكان على رأس تلك الابتكارات ابتكارين مختلفين تماماً، وهما تكنولوجيا النفاذ المتعدد بالتقسيم الشفري، والمعروف برمز coma، والتي تستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تم اختراعها من قبل العالم اروين جاكوب، وقامت شركة Qualcomm على تسويقها، إلى جانب تكنولوجيا النظام العالمي الجديد للاتصالات المتنقلة، والمعروفة برمز gsm، والتي يتم استخدامها بشكل كبير في أوروبا، والتي تم تطويرها تحت إشراف مجموعة من الشركات والمؤسسات الأوروبية.
وقد عملتا هاتان التقنيتان الرائدتان بدور رائد في منصة تطوير التكنولوجيا، وصارت اليوم منتشرة في كل مكان في العالم تقريباً، وأحدثت تغييرات كبيرة وجذرية في المجتمع وقطاع الأعمال.
وعلى عكس الابتكارات الخارقة للطبيعة، فالنوع الثاني من أنواع الابتكار هو الابتكار التدرجي، والذي يتمثل في التحسينات الهامشية، والتي تضاف إلى التكنولوجيا القائمة، ويتم تحقيق ابتكارات من ذلك القبيل، ويتم التقدم بذلك النوع خطوة بخطوة، وذلك عوضاً عن تحقيق قفزة نوعية، ويتم النظر في بعض الأحيان، إلى الابتكارات التدريجية، على أنها غير مهمة، ولكن أغلب تلك الابتكارات في الواقع تدريجية، وتراكم تلك التطورات التدريجية من شأنه أن يفضي إلى إحداث تغييرات كبيرة.
ولعل من أكثر تلك النوعية من الابتكارات انتشاراً هي التي تكون في الهواتف المحمولة، فالهواتف الذكية تتحسن بشكل تدرجي يوم بعد يوم، ولكن تلك التحسينات هي تحسينات طفيفة، وتلك الابتكارات التدريجية جعلت شركة أبل تقوم باتخاذ نهج في أجهزتها المحمولة، وهو الإعلان عن حزمة من التطورات التدريجية في النسخ الجديدة من أجهزتها في كل عام، ولكن بشكل عام فتراكم مثل تلك التطورات التدريجية من شأنه أن يؤدي إلى إحداث تغييرات كبيرة مع مرور الوقت.
الأمر الذي جعل الهواتف الذكية تختلف بشكل كبير في الوقت الحالي عن سابقاتها منذ بداية الألفية الحالية، أو مع بداية العقد الماضي، عن الوضع حالياً من تطورات، وإمكانيات.
وتعتبر تلك النوعية من الابتكارات هي الابتكارات التي يتوجب فيها مراعاة أكبر قيمة اجتماعية مع تقليص استخدام الموارد النادرة في البيئة، وتظهر تلك النوعية من الابتكارات في أغلب الأحيان داخل البيئات التي تحتوي على موارد محدودة، والتي تعمل على تلبية احتياجات المجتمعات ذات الدخل الاقتصادي المنخفض، وحتى الدخل الاقتصادي المتوسط.