يتم تعريف الانضباط الذاتي على أنه ضبط النفس، والعمل على الابتعاد عن الأمور الضارة للإنسان من الناحية الصحية، والتي تنتهي بالشخص إلى نتائج غير مرغوب فيها، وذلك إلى جانب أنه يتم تعريفه على أنه قدرة الإنسان على الصبر، وعدم ترك الإنسان نفسه للمشاعر السلبية، والتي من الممكن أن يشعر بها من حين لآخر، بالإضافة إلى أنه من خلال الانضباط الذاتي يتمكن الفرد من أن يتغلب على كل نقاط ضعفه التي يمتلكها، ويتمكن من الاستمرار في تنفيذ المخططات التي وضعها لحياته بشكل جيد، ما يسهل له تحديد الأهداف، والقدرة على الاستمرار في السير قدماً إلى تحقيقها.
قام الدين الإسلامية بالتعبير عن المعنى الحقيقي للانضباط الذاتي للمسلم، وذلك كان مختصراً في لفظ “الاستقامة”، والتي جعل الله بمن يلزم نفسه الاستقامة جزاء عظيم يوم القيامة، وذلك كما قال- المولى- جل جلاله-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (سورة فصلت، الآية: 30)
لا يعتبر الانضباط الذاتي من الأمور البسيطة، وعلى هذا فيعتقد الكثيرون أنه من الأمور السهلة أن يقوم الإنسان بضبط نفسه، ويظهر ذلك جلياً في اعتقاد الوالدين بسهولة جعل أطفالهم يمتلكون تلك المهارة، ولكن بشكل عام، فالانضباط الذاتي له أنواع عدة، ومن أشهرها 3، وهم كالتالي.
يقوم هذا النوع من الانضباط على القيام بالأشياء بشكل مسبق لها، والذي ينتج من الأساس من محاولة قيام الشخص في التحكم في المواقف التي يتعرض لها بشكل أفضل، ولعل من أبسط تلك الصور هو قيام الشخص بإحضار مظلة معه في يوم ممطر، ويعتمد هذا النوع من الانضباط على عملية ترتيب لقوائم المهام، وعليه يصل لدرجة أن الشخص يقوم بتحديد وقت للنوم، ويلتزم به أيضاً.
هو نوع من أنواع الانضباط الذي يقوم على التحكم في الأفكار والسلوكيات، والذي يظهر جلياً عند التعامل مع المواقف الغير متوقعة، والتي من الممكن حدوثها في أي وقت، وذلك على سبيل المثال التعامل مع حالة ثقب في إطار السيارة وأنت تتجه إلى العمل.
نوع من أنواع الانضباط الذاتي، وهو القيام بما يحتاج إليه الشخص في الوقت الذي يحتاج إليه، وعدم التأجيل أو التأخير فيه، والذي يظهر على سبيل المثال في قيام الشخص بتناول وجبة صحية على الأقل يومياً، أو محاولة الشخص عن منع أي مصدر من مصادر تشتيت الانتباه، وعلى وجه الخصوص الذي يتم خلال فترة الدراسة، ومن الممكن أن يتم الاستعانة ببعض التمارين الرياضية.
ليس كل من يصل إلى النجاح هو شخص خارق للطبيعة، أو يمتلك مواهب وقدرات لا يمتلكها باقي الناس، ولكن أغلب هؤلاء الناجحين هم مجموعة من الأشخاص الذين اهتموا بشكل كبير بالانضباط الذاتي، وللدرجة التي جعلتهم يصلوا إلى ما يريدون تحقيقه، وحتى تتمكن من الوصول إلى تحقيق الانضباط الذاتي يمكنك الاستعانة ببعض الخطوات التي تساعدك على تحقيق ذلك، وتلك الخطوات هي كما يلي.
لا تتمثل قيمة الانضباط الذاتي على أن يكون أحد البدائل الجيدة التي تساعد على التحفيز فقط، ولكن تتخطى ذلك إلى تحقيق العديد من الفوائد للشخص بشكل عام، فالانضباط الذاتي لن يتحقق فقط في التعامل مع الأهداف، ولكن يساعد أيضاً على الانضباط في الحفاظ على الجسم، ما ينتج عنه الكثير من الفوائد الأخرى، والتي من بينها ما يلي.
اهتم الإسلام بالانضباط الذاتي في تعاليمه، وقد حث الإسلام على ممارسة الانضباط الذاتي، وجعله واحداً من سنن الكون ونواميسه، فالانضباط الذاتي الذي يعبر عنه القرآن الكريم بلفظ “الاستقامة”، الذي ظهر في قول الله- تبارك وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (سورة فصلت، الآية: 30)
تحتل الأسرة المكون والعنصر الأساسي في تكوين الانضباط الذاتي، والتي تشاركها المسؤولية المدرسة والمؤسسات التربوية الرسمية.