القراءة هي غذاء العقل والوسيلة الأولى لبناء الشخصية وتكوين الآراء الفكرية للمرء، وتساهم في تعليم الشخص الكثير من السلوكيات والخصال الحميدة، أن القراءة لا تقف عند سن محدد بل يجب أن تكون عادة يومية يقوم بها الفرد لتنمية قدراته وزيادة معلوماته في شتى المجالات.
تعتمد القراءة المتعمقة على خمس أركان، ويجب توافر كافة الخطوات حتى يحصل المتلقي على المعلومات بشكل شامل.
ترتب خطوات القراءة المتعمقة على النحو الآتي.
التصفح.
السؤال.
القراءة.
التسميع.
المراجعة.
طريقة القراءة المتعمقة
التصفح: يعتبر التصفح هو أولى خطوات القراءة المتعمقة التي يجب اتباعها، وتكون عن طريق الإطلاع على المحتوى بشكل سريع لمعرفة الأفكار الموجودة به والعناوين ومحتوى المادة بشكل شامل.
بعد القيام بإلقاء نظرة سريعة على المادة، يتم بدء قراءة أول جزء بتركيز لفهم المصطلحات والمراد من الفقرة، وتكون القراءة بصمت حتى يدرك القارئ المغزى والمضمون.
السؤال: أن خطوة السؤال يجب أن تأتي بعد التصفح، حيث يبدأ القارئ بوضع أسئلة واستفهامات حول عناوين المادة لإدراك الفكرة المذكورة في المحتوى والموضوع بصورة عميقة.
توضع الأسئلة عند العنوان الفرعي لمعرفة الأفكار المتناولة، وتلك الطريقة تزيد من شغف القارئ لفهم المادة وإكمال باقي أجزائها للوصول إلى الفكرة الرئيسية.
القراءة: من أبرز خطوات القراءة المتعمقة هي القراءة بتركيز عالِِ، فإن هذا يساعد في إيصال الفكرة إلى عقل القارئ ويتم الإجابة عن كافة التساؤلات المطروحة.
التسميع: أن خطوة التسميع هامة للغاية في التأكد من فهم وحفظ المادة بشكل شامل، ويكون ذلك من خلال إعادة قراءة الفقرات مرة أخرى أو التسميع بشكل غيابي فإن ذلك يساهم في تنمية قدرات العقل والمهارات.
المراجعة: من اللازم أن يختم القارئ القراءة المتعمقة من خلال المراجعة، فإن في بعض الأحيان ينسى القارئ جزء من المادة خاصة إذ كان بها إحصائية أو دراسة، ولا تتخذ خطوة المراجعة إلا وقت قليل فإن الخطوات السابقة تكفي لحفظ المضمون بشكل متين.
فوائد القراءة المتعمقة
قال الأدباء في السلف أن الكتاب خير جليس للمرء في كل زمان ومكان، فإذا كان الجسد يحتاج إلى التمارين الرياضية لبناء جسم صحي وتقوية العضلات أيضا العقل بحاجة إلى تمرين من خلال القراءة، إذ أنها تساعد في تنشيط المخ وتحفز خلايا العقل وعلى هذا يتمتع الشخص بذاكرة قوية.
زيادة الحصيلة المعلوماتية: أن القراءة المتعمقة تجعل القارئ يجني الكثير من المعلومات والمصطلحات، ويصبح مطلع على الكثير من المفردات والمعاني، بل ويؤثر ذلك في توسيع مدارك العقل ليرى الأمور بمنظور مختلف ليستطيع في النهاية تكوين وجهات نظر صحيحة.
تقوية الذاكرة: تعتبر القراءة تدريب للعقل والذاكرة، حيث تجعل المخ ملزم بالتركيز في المعلومات الموجودة أمام الأعين مع ملاحظة كافة الكلمات، وهذا يزيد من نشاط المخ وبذلك تقوى الذاكرة بشكل تلقائي.
اتضح أن المواظبين على القراءة باستمرار يتمتعون بنسبة مرتفعة للغاية في القوة العقلية والمهارات الذهنية على عكس من يهمل القراءة.
تقليل التوتر: أشارت بعض الدراسات أن القراءة تخفف من التوتر والقلق، إذ تعمل القراءة الصامتة على تنظيم ضربات القلب، يلاحظ عند البدء في قراءة كتاب لمدة 6 دقائق على الأقل سوف يعود نبض القلب لمعدله الطبيعي من جديد.
تقلل الإصابة بالزهايمر: قد يجعل الكثيرين فائدة القراءة، لكنها تحمي من الإصابة بمرض الزهايمر نتيجة لتقوية العقل واستحضار الذهن بصورة كلية خلال المطالعة.
ينصح بضرورة قراءة عدة صفحات من إحدى الكتب المشوقة خلال المساء، فإن هذا يجعل المرء ينام بصورة أعمق وبراحة أكثر.
تقوية اللغة: تعمل القراءة المتعمقة على تقوية اللغة لدى القارئ سواء كانت لغته الأم أو لغة أخرى يتعلمها، حيث يحصل على مصطلحات جديدة بصورة مستمرة، وذلك يجعله قادر في التعبير عن أفكاره وآراءه بشكل سلس.
أهمية القراءة وفوائدها للفرد والمجتمع
شبه بعض الكتاب القراءة بشعور العطش واحتياج العقل للمعلومات لفهم الكثير من الأمور والإطلاع على آخر الدراسات والأبحاث، فإن المعرفة ليس لها حد ويجب اتخاذها كهوية بغرض الاستمتاع فإن ذلك ينمي عقل القارئ ويوسع مدارك أفكاره.
أهمية القراءة للفرد
وضح بعض الأخصائيين أن القراءة تساعد في التخلص من الهموم والمشاكل، إذ يبدأ القارئ في التعمق بما موجود في السطور لينسج الخيال صورة عن المضمون المقروء، وذلك يجعله ينفصل عن الواقع.
تؤثر القراءة في بناء شخصية الفرد، إذ يصبح مطلع على الكثير من الأمور الحياتية بشكل علمي وعلى هذا يستطيع أتخاذ القرارات بشكل صائب.
تساعد القراءة في التوصل لحلول متعددة للمشكلات والأزمات التي يمر بها الفرد، وتجعله قادر على فهم الشخصيات المحيطة به.
على صعيد آخر يصبح الشخص أكثر ذكاءً، فإن القراءة تنمي العقل بشكل دائم وتجعل المخ في حالة يقظة مستمرة.
ينصح بالقراءة بصورة يومية، وجعلها عادة لدى الأطفال فهي تساعد في بناء أفكارهم وشخصياتهم بشكل إيجابي.
أهمية القراءة للمجتمع
تؤثر القراءة بشكل إيجابي على المجتمعات، إذ يلاحظ أن المجتمع الذي يهتم أفراده بالقراءة هم فئات أكثر علماً وتحضراً وثقافة عن أقرانهم الذين يعيشون في جهل وظلام.
تساهم القراءة في تقليل الانحراف والجرائم بالمجتمع، حيث يصبح الأفراد على قدر كبير بالمعرفة والعلم والصواب والخطأ.
القراءة تجعل الفرد شخص ذو عقل مستنير يرغب في تحقيق إنجازات علمية والوصول لأهداف ملموسة، وذلك يؤثر على المجتمع ويصبح مطور ومتقدم.
من السهل إدراك أهمية القراءة للمجتمع عند النظر إلى المجتمعات التي بها نسبة مرتفعة للأمية وما بها من جرائم وفوضى وفقر ومرض، على عكس المجتمعات التي يتعلم أفرادها ويصلون لدرجات علمية مرموقة.
طريقة جعل القراءة فعالة
جعل القراءة فعالة يكون عن طريق اختيار نوع معين من العلوم لقراءته، فإن هذا يجعل الشخص متحمس وشغوف لمعرفة محتويات الكتاب.
يلزم اختيار مكان هادئ فإن ذلك يساعد على التركيز والتعمق في القراءة بشكل أقوى، ويخلص القارئ من التوتر والقلق.
يفضل وضع ملاحظات على الفقرات التي تجذب الانتباه والتي تحتوي على معلومات مفيدة وهامة للقارئ، فذلك يساعده في الرجوع إلى المعلومة مرة أخرى عند الحاجة بشكل أسرع.
ينصح بأخذ راحة بين القراءات حول ربع ساعة، فهذا يساعد في شحن الطاقة والتركيز من جديد وعلى هذا يستطيع العقل استيعاب المعلومات بشكل أعمق.
من الأفضل التنويع في المجالات التي يقراها الشخص، وذلك لزيادة الحصيلة المعلوماتية وليصبح مطلع على كافة العلوم والدراسات الحديثة.
الأسئلة الشائعة
كيف تؤثر القراءة في شخصية الإنسان؟
وضحت إحدى الدراسات العلمية أن القراءة وسيلة هامة للغاية في تنمية خلايا المخ، بل وتساعد في تقليل فرص الإصابة بأمراض الأعصاب. تعمل القراءة على خفض مستوى التوتر من الجسم بنسبة تتجاوز 60 %، وهذا جعلها تتجاوز فوائد سماع الموسيقى أو الخروج في نزهة.
ما هي أنواع القراءة؟
هناك نوعين من القراءة وهم القراءة الجهرية بصوت مرتفعة وتكون بغرض شرح المعلومات لشخص آخر أو طريقة للمذاكرة يتبعها بعض الأفراد، والنوع الآخر هي القراءة الصامتة أو المتعمقة ومن خلالها تزيد فرص إدراك المعلومة بشكل أعمق.