الإحساس بالخوف من الأمور الطبيعية التي يجب أن تتردد على العديد من الأشخاص، وقد تنشأ في كل مراحل النمو، حيث إن الإنسان بطبيعة الحال من الأشياء أو المواقف التي تحيط به، قد يستطيع أن يواكب الأمر ويتعايش معه إلا أن الخوف لا يزال في النفس من الداخل مثل الصوت العالي والمفاجئ مثل صوت طفل يصرخ من خوفه وألمه، وقد ترتبط الفوبيا مع الأشخاص باختلاف المواقف التي يتعرض لها الإنسان في حياته والتي يعجز عن التصرف بها وتكون السبب في ظهور الفوبيا، ومع تقدم العمر والنضوج يظل الخوف بداخل الشخص ويتكرر مع تكرار الموقف ويشعر أنه يقع تحت تهديد لتكرار تنفس الموقف مرة أخرى.
تعريف الخوف في اللغة هو الفزع، خافه يخافه خوفاً ومخافة، كأن نقول خوف صبي صبياً آخر فمعنى ذلك زرع في قلبه الفزع والرجفة والخوف وأيضاً خوف الصبي أي جعل الآخرين يخافون منه بشكل عام ويهابون بطشه أما مصطلح الخوف: يشكل الخوف غريزة ترتبط بالعقل وتسبب ظهور أعراض مختلفة لأسباب مختلفة أيضاً
الخوف المرضي يطلع عليه بشكل علمي اسم الفوبيا أو الرهاب وهي عبارة عن حالة تسبب خوف مفرط ومبالغ فيه تجاه أشياء معينة أو مواقف محددة وهو ما يجعل الشخص يشعر بعدم القدرة على السيطرة على مشاعره ويشعر بالقلق المبالغ فيه الذي لا يقدر على تكره كما أن الخوف في تلك الحالة يكون مرتبط بأسباب معينة تسبب حدوثه من الأصل
الخوف هو حالة واحدة مع اختلاف شدتها وتعريفها من إنسان لإنسان آخر لكن معروف ما يشعر به الشخص عندما يقول أنه خائف فهو يعبر عن رعبه وفزعه بأي كلمات يقولها أو أسباب
الخوف يعتبر غريزة فطرية مكتسبة أي موجود في نفس الإنسان بالفطرة فالأطفال على سبيل المثال يخافون من الوجوه الغريبة عليهم أو من الأصوات المرتفعة أو من الضوضاء بشكل عام لكن المواقف التي تجعل الشخص يخاف تكتسب قوتها وشدتها بالتعلم والتجربة والخبرة المرتبطة بالشعور بألم أو حزن أو ضيق وهو ما يجعلها مختلفة وذات درجة مختلفة من إنسان لآخر فقد يقوم الطفل برفع يده للدفاع عن نفسه إذا شعر بأنه في خطر أو أن الشخص الذي أمامه سوف يضربه أو يمثل له أي تهديد أو خطر وهو ما يجعل الخوف في هذه الحالة آتي من الخبرة عن طريق التعرض لمواقف مثل تلك من قبل.
كما ذكرنا من قبل أن الفوبيا هي نوع من أنواع اضطرابات القلق، ويظهر لها العديد من الأعراض فور التعرض لسبب أو مصدر الرهاب، وقد تظهر هذا الأعراض بالأشكال التالية:
يمكن تقسيم الخوف المرضي عموما إلى 5 أنواع أساسية وهي:
أو الخوف من الفناء وانتهاء حياته ويندرج تحت ذلك الخوف من المرتفعات والخوف من وقوع حادثة أو الخوف من السقوط وأي موقف يمكن أن يؤثر على حياته وينهيها في معتقده
ويدخل تحت هذا النوع كل شيء له علاقة بجسم الإنسان واحتمالية التعرض لبتر أو تشوه أو أي خطر في عمله كالخوف من الحشرات أو الخوف من الأفاعي أو الحيوانات المتوحشة التي يمكن أن تعض الشخص أو تسبب له تشوه في جسمه أو تصيبه بتسمم من لسعتها
ويدخل تحت هذا النوع كل المخاوف المرتبطة بخسارة الحق في الحرية والانطلاق والخوف من التحكم والسيطرة والاحتجاز وهو ما يجعله يخاف الأماكن المغلقة ويؤثر على حكمه على الأمور والخوف من العلاقات كالدخول في ارتباط مع شخص
الخوف يرتبط بعلاقة الشخص مع الناس المرتبط بهم بصورة كبيرة وهو ما يجعله يخاف من التعلق بهم خوفاً من أن يتركوه في المستقبل أو يقرروا الانفصال عنه وهو ما سوف يسبب له جرح كبير وألم كبير في صدره بسبب كمية المشاعر التي يكنها لهم
فهو يحب نفسه للغاية ويخاف من ألا يقدره الآخرين أو يخطئون في التعامل معه أو الخوف من الشعور بالمهانة أو الذل في أي موقف يمر به وهو ما يجعله يحمي نفسه بكل السبل من الوقوع في مواقف تؤثر على حبه واحترامه لنفسه وكرامته
الفوبيا من المشكلات النفسية التي يتعامل معها البعض بطريقة خاطئة، ولكنها قد تكون مدمرة لحياة البعض وتؤثر بشكل كبير على عدة جوانب حياتية، ومن المضاعفات التي تسببها الفوبيا ما يلي:
في أغلب الحالات لا يتم تشخيص حالة الفوبيا بشكل رسمي حيث لا يقوى المريض على مواجهة الأمر أو اعتباره مرض، بل يرى أنه الأفضل التعايش مع الأمر والابتعاد عن مسببات الرهاب أوتجنب الوقوع في المواقف التي تعرضهم للخوف، ولكن من الجدير بالذكر أن تجنب المواقف أو الابتعاد عنها لا يعالج الأمر بل يزيده سوء، لذلك إذا ظهرت الأعراض السابق ذكرها لا بد من اللجوء إلى أخصائي لديه خبرة للعلاج السلوكي.
توجد الكثير من الطرق التي يتم اللجوء إليها من أجل علاج مشكلة الخوف المرضي والعمل على حل المشكلة الواقع فيها سواء عن طريق تنفيذها بنفسه أو تحت مشرف مختص في العلاج وتتنوع طرق العلاج فيما بينها لكن أهمها ما يلي:
كيفية التعامل مع المعتقدات الخاطئة يتم مخاطبة الشخص وإقناعه بأنه ليس على صواب وأن ما يقوم عليه خوفه غير موجود بالأساس وكلها أمور افتراضية تسبب له الخوف أو الفوبيا لذا من المهم أن يكون النقاش مبني على المنطق والأمور الطبيعية والحقائق من ثم يتم توضيح أن اسباب خوفه ليست منطقية ولا واقعية بأي شكل من الأشكال
يتم في هذه الطريقة وضع الشخص بشكل إجباري في الظرف الذي يخاف منه ليتمكن من مواجهته والتعامل مع ما يثير الخوف في نفسه بشكل مباشر سواء كان ذلك عبر المواجهة بالتخيل أو المواجهة على أرض الواقع
يتم في هذه الحالة احضار الشخص ويطلب منه المعالج أن يكون مسترخياً تماماً وهو يتخيل المواقف التي تشعره بالقلق ويحاول السيطرة على خياله واستحضار الخطر، من ثم يزيد المعالج من استثارته وخوفه وعدم شعوره بالراحة لما يراه ليصل به إلى أقصى درجة من درجات الخوف ومن ثم سيتمكن من التحصن مما يهابه ويتمكن من التخلص منه
يتم إرغام الشخص بصورة مباشرة على مواجهة الأشياء التي يهابها لمدة طويلة حتى يزيد الخوف بشكل نسبي ويصل إلى أقصى درجة وعندما يكون الشخص في أقصى درجات الخوف مع المسبب للخوف مع عدم وجود خيار آخر سيضطر إلى التعامل المباشر. سيشعره ذلك بالكثير من الخوف في البداية لكن سيقوم بالأمر بنفسه في النهاية فلا توجد حلول أخرى بالنسبة له
وفي الختام، أود أن أشير إلى ضرورة الاعتراف بوجود المرض حتى يمكنك التغلب عليه وتخطيه ولا يكون السبب في حدوث العديد من المضاعفات أو في حالة تكرار نفس الموقف مرة أخرى، كما يجب الإشارة إلى أن الخوف من الحالات الطبيعية الداخلية التي يجب على كل إنسان أن يشعر بها في بعض المواقف.
الخوف المرضي من المشكلات التي يوجد لها عدة أسباب تتمثل في الأسباب الوراثية أو الجينية أو من خبرات ومواقف الحياة التي تزرع منذ الصغر عند الطفل.
الإحساس بعدم الثبات والدوار والدوخة.
الشعور بالغثيان.
التعرق الشديد.
زيادة سرعة نبضات القلب.
ضيق التنفس.
الاهتزاز والرجفان الداخلي.
وجود اضطرابات في المعدة.