موضوع قصير عن حقوق الجار هو الذي نُقدمه في هذا المقال لما له من أهمية في تنشئة الجيل الجديد على ضرورة مراعاة حقوق الجار التي أوصانا الله تعالى بمراعاة الجار في كتابة الحكيم في سورة النساء في الآية 36″ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ”.
فقد يفهم البعض الجيرة بأنها هي التي تتجسد في الشخص المجاور في السكن أو المجلس فقط ولكن هذا المعنى يشمل العديد من الأشخاص فهو الذي يتضمن العديد من الأشخاص المجاورين لنا في كل مكان سواء في المركبة، العمل، السوق، المدرسة، لذا هيا بنا نتعرف على حقوق كل هؤلاء الجيران من خلال هذا المقال الذي تُقدمه لكم موسوعة، تابعونا.
موضوع قصير عن حقوق الجار
حثنا الحبيب المصطفى على التعامل مع الجار باللين والرحمة، فقد أوصى جبريل عليه السلام سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم السلام بالجار وحقوقه، وظن حينها من كثرة تأكيد جبريل على حقوق الجار بأنه سيورث عنا، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام” مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظن أنه سيورثه”.
وكذا فنجد أن هناك العديد من الحقوق التي من بينها مراعاة الجيرة وإظهار الاحترام الكامل للجيران، إلقاء التحية، فضلاً عن حق التفضيل على الآخرين، فإذا كنت تملك وظيفة وجارك يُريد التوظيف عليك بالعرض عليه إذا كان يحتاج هذه الفرصة، أو إذا كنت ترغب في بيع منزلك فعليك أن تسأله إذا أرد شراءها أولاً.
مشاركة الجيران في المناسبات الدينية ومواساتهم في المحن والشدائد، القيام بتقديم واجب العزاء إليهم، فضلاً عن القيام بتقديم الأطعمة فيما بين الجيران وبعضهم البعض، فمثلاً في المناطق الشعبية هناك ما يُسمى الطبق الدائر، وهي تلك الفكرة التي تعتمد على إرسال أحد الجيران صنف من أصناف الطعام في طبق إلى جاره، ومن ثم يبعث الجار بهذا الطبق إلى جاره في ذات المبنى، وهكذا إلى أن ينسى الجميع إلى أي جار ينتمي هذا الطبق.
واجبنا نحو الجار
كف الأذى عن الجيران، فقد أوصانا الحبيب المصطفى على منع الأذى، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام” لا يتناجى اثنان دون الآخر، فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله عز وجل يكره أذى المؤمن”.
إلقاء التحية على الجيران، ورد التحية، فما أجمل تحية الإسلام التي يقولها العبد المؤمن الرباني لجاره “السلام عليكم”.
ستر عيوب الجار، فإذا سمع أحد الجيران جاره يصرخ مع زوجته فلا يجب أن ينشر الخبر في الطريق وبين الخلق، فهذا يدل على عدم حسن الخلق.
فضلاً عن تبادل الهدايا، ومعايدة المريض، والحرص على مصالحه، واتقاء الله فيه، وحُسن معاملته.
مراعاة الجار الكبير في السن وعدم إزعاجه بالأصوات العالية التي قد تؤرق منامه.
الجدير بالذكر أن من أهم الحقوق التي يتوجب علينا مراعاتها عند التعامل مع الجار هي حسن الخلق أثناء التعامل فلا نتعامل بطريقة أو أسلوب من شأنه أن يحرج الشخص، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ” حسن الخلق، وحسن الجوار، يعمر الديار، ويزيدان في الأعمار”، فإن تلك الطريقة في المعالمة التي من شأنها أن تنشر الرحمة والسعادة، والاطمئنان والسكينة.
حديث عن حق الجار
نستعرض من خلال السطور التالية بعض الأحاديث التي وردت على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تُشير إلى ضرورة مراعاة حق الجار.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”خيرُ الأصحابِ عِندَ الله خيرُهُم لصاحِبه، وخيرُ الجيرانِ عِند الله خيرُهُم لجاره”.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال”ما مِن مسلمٍ يموتُ فيشهَدُ له أربعةُ أهلِ أبياتٍ مِن جيرانه الأدنَينَ أنَّهم لا يعلمونَ إلا خيرًا؛ إلاَّ قالَ الله قد قبِلتُ عِلمَكُم فيه، وغَفرتُ له ما لا تعلَمون”.
تناولنا من خلال هذا المقال حقوق الجار والواجبات التي يجب أن نقوم بمراعاتها، إذ أن هذا الجار هو الذي يشهد على العبد عند وفاته، فهيا بنا نقطع على أنفسنا عهداً بأن نحرص على التعامل مع جيراننا بما يُرضي الله، لكي نحظى بالخير في هذه الدنيا والآخرة.