نتناول من خلال مقال اليوم موضوع عن العنف الاسري ، العنف الأسري أصبح ظاهرة تجتاح العالم كله اليوم، تعاني منه دول العالم بنسب تختلف من دول لدولة وفقاً لعدة عوامل. لذا تبذل قصاري جهدها لوضع حد لها من خلال مجموعة من الإجراءات كفرض عقوبات صارمة تصل للسجن، وتخصيص خطوط ساخنة لتلقي شكاوي العنف الأسري، بالإضافة لوجود مراكز تأهيل نفسي لمن وقع عليهم العنف الأسري وغيرها من الإجراءات. اليوم على موقع موسوعة نتناول سوياً الأسباب التي تقف وراء العنف الأسري، وكيف يمكن التصدي لمثل هذه الظاهرة، وما هي أشكاله، وما الآثار التي يتركها العنف الأسري على الفرد والمجتمع.
موضوع عن العنف الاسري
مصدر الأمان الأول الذي نهرب إليه من مخاطر العالم، ومن شرور المحيطين بنا. الحصن الأمن الذي نحتمي به هو الأسرة، لكن من لنا إن تحول هذا الحصن المنيع لمكان يسلبنا الأمان؟.
كثير من الأسر اليوم هي مصدر الشقاء لذويها، يتعرضون من أسرهم لأهوال لم يسبق لهم ان شهدوها من العالم الخارجي.
العنف الأسري لا يقتصر فقط على العنف تجاه الزوجة فقط، أو تجاه الأطفال من أحد الأبوين، بل اتسع مفهومه اليوم ليشمل جميع أفراد الأسرة، فنجد اليوم كثير من الأمهات يتعرضن للعنف من قبل أبنائهم، ونجد أخوة يبطشون بإخوتهم، وحتى طال العنف الأب أيضاً من قبل أبناءه وزوجته، فلم يعد العنف يطال فرداً دون الآخر فشمل الجميع.
كما تعددت أشكاله أيضاً، فيما يلي نتناولها بالتفصيل، لكن قبلاً نستعرض أسبابه، وكيفية التصدي له.
أسباب العنف الأسري
هناك الكثير من الأسباب التي تقف وراء العنف الأسري منها :
تعاطي المخدرات بمختلف أنواعها من الأسباب الشائعة التي تقف وراء كثير من مرتكبي أعمال العنف تجاه ذويهم، فتعزلهم عن الواقع وتسلبهم القدرة على التحكم بأنفسهم.
الضغوط النفسية التي يتعرض لها المرء خلال اليوم، كثير ممن يعانون من ضغوط نفسية يعودون لمنازلهم حاملين معهم مشاعرهم السلبية منتظرين أصغر سبب لكي يثوروا ويفرغوا شحنة غضبهم على ذويهم.
الخلافات الزوجية بين الزوجين، من الأسباب الشائعة أيضاً التي كلما زادت حدتها كلما انتهى الأمر بتعرض أحد الطرفين للتعنيف من قب الآخر.
البيئة المحيطة التي تعيش بها الأسرة، انتاشر العنف فيها والنظر له بأنه أمر لا يخلو منه أي منزل، على الأسرة تقبله في صمت.
كما ساهتمت أعمال العنف في الدراما وفي الحاية الواقعية من حروب وارتفاع معدلات الجريمة، في النظر للعنف على أنه شيء اعتيادي لا داعي لتجنبه.
عدم وجود من يتصدى لمرتكب أعمال العنف، مما يجلعه أكثر بطشاً.
النشأة غير الصحية في أسرة كانت تمارس فيها جميع أشكال العنف.
دوافع العنف الأسري
تختلف أسباب العنف الأسري وتتنوع ما بين الأسباب الاجتماعية، الدوافع الاقتصادية، الأسباب النفسية والذاتية، ويوف نوضح كلاً منهما فيما يلي:
الدوافع الاجتماعية
تتمثل بالتقاليد والعادات الموروثة عن الأسلاف من آباء وأجداد ومنها حق الرجل بالتحكم في شريكة حياته وأفراد أسرته، وهناك ممن يمارس ذلك النوع من العنف لم يرث تلك المعتقدات ولكن ضغط الحياة هو ما يدفع لذلك.
كما تختلف الأسباب والدوافع الاجتماعية باختلاف الثقافة، الدين، المستوى الفكري والاجتماعي، ومنها عدم استقرار العلاقة الزوجية بين الأزواج والتي قد تنتج عن تعدد الزوجات، أو النزاعات المستمرة التي تحدث بين الزوجين فهي أحد صور العنف الأسري التي يترتب عليها اتباع الأطفال سلوك العنف تجاه من حولهم أو تعرضهم أنفسهم له من قبل الوالدين دون قصد.
الدوافع الاقتصادية
يترتب على وضع الأسرة المتدهور اقتصادياً إلى ظهور سلوك العنف بين أفرادها لما يعانونه من عجز واحتياج وضيق وتوتر نظراً لمعاناتهم من حالة الفقر، وتتخذ الأسباب الاقتصادية العديد من المظاهر ومنها:
وقوع حادث مفاجئ لفرد من أفراد الأسرة، أو التعرض لخسارة مالية لم تكن في الحسبان.
الخلافات بين الزوجين الناجمة عن سوء إدارة الزوجة للراتب، أو رغبة الزوج في إضافة راتب زوجته إلى ميزانية الأسرة.
الخلافات بين أفراد الأسرة؛ نظراً للنزاع حول طريقة إدارة موارد الأسرة.
عجز الأسرة عن تلبية الاحتياجات الضرورية أو الترفيهية المعيشة؛ نتيجة تدنّي مستوى الدخل وضعف الموارد.
الدوافع الذاتية والنفسية
هي الدوافع النابعة من داخل الإنسان والتي تدفعه لممارسة العنف، ومن صورها صعوبة التحكّم في الغضب، الشعور بالنقص، واضطرابات الشخصية، وتنقسم إلى نوعين على النحو التالي:
النوع الأول: الدوافع النابعة من نفس الإنسان منذ نشأته نظراً للعوامل وراثية، أو أفعال غير صحية قام بها الآباء وأثّرت بسلوك الطفل.
النوع الثاني: الدوافع الناتجة عن عوامل خارجية تعرض لها الإنسان بطفولته مثل: الإهمال أو سوء المعاملة، فيلجأ إلى العنف تجاه أفراد أسرته،إلى جانب أن تلك الدوافع قد تظهر نتيجة مشاهدة الفرد خلال سن الطفولة العنف الأسري فينشأ معتقداً مع الوقت أنّ العنف وسيلة لضبط الأمور الأسرية.
أشكال العنف الأسري
التعدي بالضرب هي أكثر أشكال العنف انتشاراً، لكنها ليست الوحيدة.
هناك العنف العاطفي مثل التعامل مع أفراد الأسرة بقسوة، واتبزازهم عاطفياً، عدم الإكتاث بمشاعرهم والتعامل معاهم كأنهم بلا قلوب تشعر وتتألم.
استخدام القوة مع أفراد الأسرة لإجبارهم على فعل أشياء لا يحبونها، أو تناول طعام لا يربغون به بدافع الخوف.
التحكم بحياة أفراد الأسرة حيث تسير على نمط يفضله المتحكم بهم، لا حسب ما يفضله كل فرد حسب اختياراته.
آثار العنف الأسري
العنف الجسدي يترك آثاراً على جسد الضحية تظل تذكره دوماً بمعاناته، مثل آثار للحروق، كدمات، وفي كثير من الأحيان تتسبب في عاهات مستديمة.
أما ما هو أشد خطراً من الآثار الجسدية هي الآثار النفسية التي يحملها المرء معه ما حيي، فيتسبب بعقد نفسية لدى الأطفال، التعرض للإكتئاب وغيرها.
يخرج للمجتمع أطفال مشوهين نفسياً، العنف هو السلوك التلقائي الذي يصدر منهم تجاه أي موقف مهما بلغت بساطته.
يؤدي لارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع، ففي كثير من حالات العنف الأسري ينتهي الأمر بموت أحد أفراد الأسرة.
التصدي للعنف الأسري
الانفصال عن الأب في حال كان المتسبب بأعمل العنف.
اللجوء للقانون، أو لأحد أفراد الأسرة للتصدي لمن يتسبب بالعنف.
الحذر من استخدام العنف في معاقبة الأطفال.
مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الاطفال والتأكد من خلوه من أعمال العنف.