موضوع عن الثورة المعلوماتية ، الثورة المعلوماتية المتزايدة بشكل كبير لها الكثير من المميزات التي يجب أن نعترف بها، مثل زيادة الثقافة، والمعرفة لدى الكثير من الناس؛ وذلك بسبب توفرها بطرق مختلفة، وبشكل مجاني للجميع في الوقت ذاته، كما أن لها الكثير من السلبيات التي أفقدتنا قيمة الكتب، وقيمة الخبراء في المجالات المختلفة، وفي هذا المقال لن يكون من الممتع أن نحصر مميزات، وعيوب الثورة التكنولوجية، ولكن نتحدث عنها بشكل عام يشمل تطورها، ومصادرها، وآثارها من خلال موسوعة.
في خلال جيلين تغيرت تكنولوجيا الكمبيوتر بشكل ملحوظ، وتغيرت أيضًا علاقتنا بالمعرفة؛ فقد زادت قدرتنا التكنولوجية على الوصول إلى المعلومات بأضعاف المرات منذ بداية فترة الستينات، ومع ذلك فقد ظلت قدرتنا على استيعاب المعلومات، وتحويلها إلى معرفة بدون تغيير، وفي الواقع لقد تضاءلت الاستجابة للوفرة الجديدة للمعلومات.
ونتيجة لذلك؛ فإن مواقفنا تجاه المعرفة تمر بتحول جذري،كما يتضح من المكتبات الكبيرة المليئة بملايين الكتب، وغيرها من الوثائق.ثورة المعلومات حولت هذا المخزون إلى مجرد كتب، ويمثل جوجل المصدر الأول للمعرفة في هذا الوقت؛ فإذا كنت تبحث عن معلومات حول موضوع ما، فقط كل ما عليك فعله هو تسجيل الدخول إلى الإنترنت وهناك ستجد جميع المعلومات عن هذا الموضوع.
تعني هذه الوفرة الزائدة أنه يجب تكثيف المعلومات في جملة، أو في فقرة، أو حتى في عرض تقديمي من Power Point.
على سبيل المثال، إذا كنت مهتمًا بالفضاء، فليست هناك حاجة لقراءة المعلومات، فقط تكفيك بضع دقائق على الإنترنت، ويكون لديك مجموعة من المقاطع المصورة، والكثير من الملخصات إذا كنت تريد القراءة، تتراوح هذه البملخصات من فقرة إلى عدة صفحات.
تتناقص قيمة المعلومات بنفس معدل زيادة كمية المعلومات، وبالتالي لم يعد الفهم المتعمق لموضوع معين ذو قيمة كبيرة فما يهم هو آخر تحديث للمعلومة، وتكون قد وصلت إليها.
نتيجة لذلك ، انخفض الطلب على الخبراء، على سبيل المثال، “جوجل” يكتب فيه مئات الآلاف من الكتاب في مواقعة المختلفة الذين يتمتعون جميعًا بقدر من المعرفة، وعندما يجتمعون؛ تكتمل معرفة كل شيء عن كل شيء، وبالتالي ضعفت حاجة الناس للخبراء في جميع المجالات.
يقوم الأطباء برعاية المرضى الذين قاموا بقراءة كل شيء عن أعراض مرضهم على الإنترنت؛ إذن من هو الخبير في الواقع، أصبح عمل الخبراء موضع تساؤل متزايد؛ لأن لدينا إمكانية الوصول إلى المعلومات التي نحتاج إليها من خلال شبكة الإنترنت التي حلمت محل عمل الخبراء.
وبسبب أن نماذج المعلومات الموجودة في الصحف، والموسوعات يعتمد على ندرة المعلومات؛ فقد شهدت هذه الوسائل انخفاض مبيعاتها بشكل كبير، وفي الواقع أصبحت المعلومات وفيرة لدرجة أنها أصبحت الآن مجانية.
اليوم يُتيح لنا البحث السريع عبر الإنترنت الوصول إلى أحدث المعلومات، وأصبحت كيفية العثور على المعلومات أكثر أهمية من المعرفة نفسها، وأصبحت القدرة على تصفح الروابط التشعبية، ومحركات البحث على الإنترنت، وتعدد المهام أكثر أهمية من امتلاك معرفة متعمقة في مجال ما.
ونظرًا للوفرة الزائدة من المعلومات حول كل موضوع تبحث عنه؛ فإن المتداول بين الناس هو عدم معرفة كل شيء، ولأهم هو كيفية العثور على ما نحتاج إليه.
الإنترنت لم يصل بعد إلى مرحلة النضج، وسيستمر الوصول المفرط للمعلومات في التصاعد، وبنفس وتيرة التقدم التكنولوجي، وسوف تزيد الحاجة إلى من لديهم الخبرة بمهارات الإنترنت.
ولكن هل يجب علينا أن نقلق حيال ذلك؟، لا يوجد دليل على أن المعلومات الاستخباراتية الناتجة من المساهمات المجهولة في بعض مواقع الإنترنت، وقواعد بيانات الإنترنت الأخرى أفضل من تلك التي ينتجها الخبراء الذين قضوا حياتهم في دراسة موضوع ما، ولكن الخطر هو أن الفكر البشري قد يصبح سطحيًا.
لكن من ناحية أخرى فنحن الآن على دراية أفضل بمجموعة من الموضوعات، وإن كان ذلك على مستوى سطحي، وما فاتنا التعمق فيه، اكتسبنا معلومات عنه بكل سهولة؛ الأمر الذي سوف يكون له تأثير كبير على التعليم في الأجيال القادمة.