نقدم لكم في هذا المقال موضوع تعبير عن النجاح ذلك الحلم الذي يراود الإنسان منذ طفولته ففي تلك المرحلة يتمنى أن يحقق أعلى الدرجات في الاختبارات، وكذلك في الجامعة حيث يجتهد من أجل الحصول على أعلى التقديرات، وعقب تخرجه يظهر له هذا الحلم من جديد حيث يتمنى أن يتحقق في الحياة المهنية، وهي من الأحلام التي تراود من يمتلكون الطموح والشغف والعزيمة وهي عناصر لها دور فعال في تحقيق الإنجازات.
لذا فيعد النجاح من سمات المجتهدين فلا يمكن رؤية شخص مهمل وكسول وليس لديه طموح يحقق نجاحًا أو إنجازًا في أمر ما، ومن أبرز الدوافع وراء تحقيق التميز والتفوق هو الرغبة في ترك آثر إيجابي وبصمة في المجتمع، ويحفل التاريخ بالكثير من البصمات التي تركها العباقرة في جميع المجالات التي تمثل مصدر إلهام وتحفيز للطموحين من يرغبون في التميز، في موسوعة سنتحدث عن عوامل النجاح ومدى أهميته في حياة الإنسان.
لا يمكن إنكار أن النجاح من الموضوعات التي تهم جميع فئات المجتمع سواء كانوا من فئة الصغار أو الكبار، فهو أمر لا يقتصر على فئة محددة أو مجال محدد، فهناك من يحققه في التعليم في تحصيل أعلى الدرجات، وهناك من يحققه في الرياضة من خلال الفور في المسابقات الرياضية والألعاب سواء الفردية أو الجماعية، وهناك من يحققه على المستوى العلمي مثل الاختراعات والاكتشافات العلمية، وهو أمر يشكل مصدر من مصادر السعادة والفخر للناجحين ويشعرهم بقيمة الحياة.
طريق النجاح دائمًا ما يكون متعرجًا، ففيه يواجه الإنسان الكثير من الصعوبات والعقبات التي قد تسبب له الإحباط وضعف عزيمته، وبالإطلاع على السير الذاتية للناجحين سنجد أن لكل منهم واجه ظروف صعبة ومختلفة عن الآخر، فمنهم من أصيب بالمرض أو واجه ظروف مادية عسيرة، ومنهم من تعرض للفشل عدة مرات في سبيل تحقيقه لأمر ما، وتلك العوامل إما أن يواجهها الإنسان بالعزيمة والمثابرة أو أن يرافع راية الاستسلام لها.
بداية طريق النجاح يعتمد أولاً على التوكل على الله والثقة به، ومن ثم الاجتهاد والسعي المستمر حتى يصل الإنسان إلى مراده، وفي خطوة السعي يجب التحلي بالتفاؤل والأمل والصبر حتى يلقى النتيجة المرغوبة، فضلاً عن الإتقان التام للعمل، ولا يجتاز هذا الطريق إلا الأقوياء الذين يتخذون من الطموح والشغف وقود لهم.
كما أن النجاح يتطلب التغلب على عدد من المعوقات حتى يتمكن الإنسان من بلوغه أهمها الخوف من تحقيق الفشل فينبغي أن يثق كل فرد في قدراته على تحقيق التميز في الأمر الذي يسعى إليه وهو أمر يتطلب التحلي بالثقة بالنفس، ومن بين عناصر النجاح الأخرى أيضًا تحديد الهدف من وراء هذا النجاح وهو أمر يعتمد على التخطيط والإعداد الجيد، فضلاً عن تنظيم الوقت وعدم الاستسلام للفشل.
ومع نهاية هذا الموضوع سنختتم بالبيت الشعري للإمام الشافعي حين قال:” ومن طلب العلا سهر الليالي، بقدر الكد تكتسب المعالي”، إذ أن الاجتهاد والجد هو أساس التميز وتحقيق الإنجازات، فطريق النجاح لا يكون مستقيمًا وسهلاً على الإطلاق.